هل ينجح المركزي الصيني في إنقاذ "المعجزة" من الزوال؟
كتب – محمد سليمان:
عانى الاقتصاد الصيني من عدة أزمات خلال عام 2014، تهدد استمرار ما اعتاد العالم على اعتباره "المعجزة الصينية" والتي بدأت منذ نحو 3 عقود من الزمن، لتصل بالصين إلى المرتبة الثانية في قائمة أكبر اقتصاديات العالم.
وسجل اقتصاد الصين معدلات نمو قياسية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، وبلغ نمو الاقتصاد 10% سنويًا، متجاوزًا معظم اقتصاديات الدول النامية والكبرى.
وواجه الاقتصاد الصيني عدة أزمات خلال العام الجاري، لينخفض معدل النمو إلى قرب مستوى 7%، ليدخل الاقتصاد في مرحلة تباطؤ ملحوظة، بضغط من عدة أزمات داخلية وخارجية.
الضربات تنهال
شهدت أسعار العقارات في العاصمة الصينية "بكين"، ومعظم المقاطعات في البلاد من هبوط حاد، بسب التقييم المبالغ فيه للأسعار خلال الأعوام الماضية.
وتراجعت أسعار العقارات لنحو 5 أشهر متتالية، وسجلت هبوطًا خلال شهر أكتوبر الماضي بنحو 2.5% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو أكبر وتيرة للتراجع منذ أكثر من 4 أعوام.
ومثلت أزمة هبوط أسعار العقارات خطرًا على البنوك في الصين، حيث أن معظم القروض التي تقوم البنوك بمنحها للمقترضين تعتمد على وجود عقارات كضامن للقرض، ويعني تراجع أسعار العقارات بشكل كبير عدم وجود ضامن لسداد هذه القروض، ما يهدد بحدوث أزمة تشبه الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
كما شهدت الصين تباطؤ اقتصادي ملحوظ في النصف الثاني من عام 2014، مع تراجع نشاط المصانع الصينية بأكثر من المتوقع، حيث شهد شهر نوفمبر الماضي انخفاض مؤشر مشتريات المديرين إلى 50.3، مقارنة بـ50.8 في شهر أكتوبر الماضي، ليستقر قرب درجة 50 التي تفصل النمو الاقتصادي من الانكماش.