"صنع في الصين" بين التقليد الأعمى والسيطرة على العالم
إن كنت تريد أن تعرف فضل الصين على العالم في مجال الصناعة، فقط اجلس في عالمك الصغير، غرفتك، وابدأ في عد الأشياء من حولك، فستجد أن 90% من جهاز الكمبيوتر "صنع في الصين" وكذلك ساعة الحائط، ومعظم ملابسك ومقتنياتك، وحتى مفرش سريرك، ووقتها ستعلم فضل الصين ليس فقط في مجال الصناعات التكنولوجية بل إن بعقول أبنائها أصبحت حجرا أساسيا في الحياة اليومية بأسرها، وهذا ما يسلط "دوت مصر" الضوء عليه، حول تطور التقليد الصيني من التقليد الأعمى إلى الإبداع المطلق.
الذكاء الصيني
في بداية الأمر يجب أن نعترف جميعا بقدرة الصين على جذب أكثر عدد من الناس لمنتجاتها، عن طريق 3 خطوات، معرفة ما يريده المستهلك، السعر الرخيص، التنوع في المنتجات، وهذا ما عملت عليه معظم الشركات الصينية في بادئ الأمر، فاعتمتدت فقط على الشكل الخارجي، فالصين لديها قدرة جبارة على نقل الشكل فكان هاتف آيفون الصيني لا يفرق أي شيء عن ذلك المصنع من قبل أبل، وكذلك الصوت، حيث ظهر في السنوات الماضية هواتف صينية بسماعة تكاد تخرق الأذن، وكذلك بذاكرة كبيرة، وهذا ما كان يحتاجه المستخدمون وقتها قبل تعدد الاختيارت الحالية، وأما عن السعر فكانت الشركات الصينية هي ملجأ من يريد هاتفا زهيد الثمن ذا شكل جذاب.
التقليد لمجرد التقليد
كانت هذه المرحلة، هي فقط مرحلة للتقليد دون إضفاء أي جديد، هواتف جذابة بسعر رخيص ونظام عمل رديء وعمر افتراضي ينتهي قبل بدابته بالأساس، وهذا ما اكتشفه الكثير في هذه الفترة، وبعد انبهار الكثير من الناس بالهواتف الصينية، أصبح الناس يبتعدون عن كل ما كتب عليه "صنع في الصين"، وهو شيء توقف عنده أبناء التنين الصيني وأرادوا لبلادهم مزيدا من النجاح، ومزيدا من الاستحواذ داخل السوق العالمي للهواتف، وبدأوا مرحلة أخرى وهي مرحلة المحاكاة، أو الإبداع في التقليد.
الفرق بين هاتف آيفون الأصلي والصيني المقلد
فن الابداع في التقليد
لكل شيء فن، والصينيون صنعوا لأنفسهم فنا جديدا، وهو فن الإبداع في تقليد الشيء، لم تكتف العقول الفذه في نقل الأشياء كما هي، بل أضافوا عليها وبحثوا وابتكروا حتى خرجوا للعالم بمنتجات مقلدة ولكنها بشكل مبدع، حيث إن هناك العديد من الشركات الصينية تحاول تقليد أجهزة آيفون بشكل متقن للغاية، ولكنها بالطبع تكون عاملة بنظام أندرويد، حيث إن نظام iOS يصعب تقليده على الأقل في الفترة الحالية، ولكن الواجهة والأيقونات تبدو متقاربة إلى شكل كبير.
متاجر أبل المزيفة
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المتاجر المزيفة لشركة أبل في الصين، حيث قامت الحكومة الصينية بضبط العديد من المتاجر الوهمية التي تستخدم اسم أبل لتبيع نسخ آيفون وآيباد المقلدة، ومن القصص الطريفة في هذا الموضوع أن هناك متجرا وهميا لشركة أبل في الصين، كان العاملون والموظفون يعتقدون أن هذ المتجر حقيقي، ولكنهم عرفوا حقيقة أن هذا المتجر مقلد فيما بعد.
جولة داخل أحد متاجر أبل المزيفة
إنجازات كبيرة
وهذه هي المحطة الكبرى التي توصلت إليها العقول الصينية، فلم تكتف الشركات فقط بالتقليد أو المحاكاة، بل عملت على المساهمة في سوق الأجهزة التكنولوجية بصورة كبيرة، ومن هنا بدأت الشركات الصينية يرتفع شأنها وتدخل بكل قوتها في منافسة شركات مثل أبل وغريمتها سامسونج، وبدأ يرتفع أسماء هذه الشركات عاليا.
شركات أثبتت نفسها
مرحلة الإبداع المطلق ودخول المنافسة على سوق الهواتف الذكية، بدأ مع بداية شركات مثل هواوي وأوبو وشيومي، حيث دخلت شركة هواوي سوق الهواتف الذكية منذ 2011 بهواتف متواضعة للغاية إلى أن قامت بإطلاق هاتفها Ascend P6 الذي تم اختياره كأنحف هاتف في العالم لعام 2013، ولقى نجاحا لا بأس به، وتم تزويده بعدة مميزات أخرى عام 2014، لتلقي الشركة استحسان عملائها، وكذلك شركة أوبو التي دخلت عالم الهواتف منذ عام 2004، بهواتف ضعيفة في البداية إلى أن أصبحت رائدة في مجالها، حيث قامت بإنتاج هاتف محاكاة لهاتف شركة نوكيا "لوميا 1020" المزود بكاميرا دقتها 41 ميجابيكسل، وهو Oppo find 7 المزود بكاميرا دقتها 13 ميجابيكسل، ومزود بخصائص تجعل دقة الصور الملتقطة تبلغ 50 ميجابيكسل.
إعلان هاتف oppo find 7
أبل الشرق
في النصف الثاني من عام 2014، استطاعت شركة شيومي أن تتجاوز مبيعاتها من الهواتف الذكية حوالي 15 مليونا لتصبح المصنع الخامس عالميا والأول على الصين، حيث عرفت بـ "أبل الشرق"، حيث تخطت الشركة الصينية، الشركة الكورية الجنوبية سامسونج في المبيعات، فيما قال الرئيس التنفيذي، لي جون، إن شركته قادرة على منافسة السوق العالمي وشركات مثل أبل وسامسونج، بل إن طموح الشركة أن تتخطى هذه الشركات لتصبح رائدة في مجال ابتكار وإبداع الهواتف الذكية على مستوى العالم، وكذلك شركة ون بلاس، والتي أصبحت تنافس على مستوى عالمي، فتتميز هواتفها بالعديد من المميزات والسعر المتوسط...فإلى أين ستصل الصناعة الصينية؟