فيديو.. افتتاح أول كافيه "للسيدات فقط" ببنى سويف هربا من مضايقات الشباب
فتاتان وسيدة ببنى سويف تعارفن عبر "فيس بوك"، و جمعتهن فكرة فتح كافيه "للسيدات فقط" ليصبح مكانا للقاء الصديقات أو الطالبات الراغبات فى مراجعة دروسهن بعيدا عن مضايقات الشباب والتحرش. "اليوم السابع" التقى اثنتين من مؤسسات المشروع لمعرفة مدى تقبل المجتمع الصعيدى للفكرة.
تقول "مريم" الفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة بنى سويف - ممولة المشروع: تعرفت على شريكتى منى كلية حقوق، وإيمان مؤهل متوسط من خلال موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وتناقشنا فى عدم خروج الكثير من البنات خلال الاعياد أو الجلوس على كافيه أو حديقة عامة، خشية تعرضهن لمضايقات وتحرش الشباب، فضلا عن خلو مدينة بنى سويف العاصمة من مكان خاص يتقابل به السيدات والبنات ويقضين وقتا معا فى حرية دون مضايقات من الشباب أو سماع ألفاظ خادشة للحياء، وطرحت عليهما فكرة فتح مقهى كوفى شوب للسيدات فقط فاعجبتهما الفكرة واتفقنا على المشاركة معا فى تنفيذها، وعرضت المشروع على أسرتى فتحمسوا لها ووافقوا على تمويله.
وأضافت مريم: اخترنا محلا بإحدى العمارات فى بداية شارع جانبى متفرع من شارع عبدالسلام عارف أحد أطول شوارع مدينة بنى سويف العاصمة، يصل إيجاره إلى 3 آلاف جنيها شهريا، وأثناء إعداد وتجهيز ويوم الافتتاح لم نحظ بأى ترحاب من أهل المنطقة اعتقادا منهم أنه مقهى عادى وسوف يسمعون ألفاظ نابية من رواده ولكنهم سرعان ما أعلنوا ارتياحهم، وتشجيعهم لنا عقب معرفتهم بنوعية الكافيه.
واستطردت مريم قائلة: "حرصنا على عمل ديكورات ذات ألوان متناسقة و هادئة تمنح الزبائن ارتياحا وشعورا بكبر المساحة التى يجلسون بها كما نتميز بعوامل جذب كثيرة منها أسعار المشروبات والوجبات السريعة التى تبدأ من 6 جنيهات الى45 جنيها، ولا نضيف بدل خدمة أو نفرض على الجالسين مياه معدنية بل تنزل حسب الطلب، ويوجد "دباديب" ليلهو بها الأطفال المرافقين لامهاتهم فضلا عن توفير "روتر للنت" وسماعات بلوتوث، وشاشات عرض يمكن من خلالها تشغيل رواد الكافيه لقنوات مختلفة كل وفق رغبته وأفلام كرتون للأطفال، ولا توجد شيشة وممنوع التدخين، نغلق الكافيه بباب زجاجى لتشغيل وسائل التهوية، كما نعلق لافتة على الباب تحمل عبارة " للسيدات فقط" ويتولى حراسة الكافيه من الخارج شاب و فرنا له فرصة عمل كفرد أمن.
وتابعت منى إحدى الشريكات فى الكافيه: عقب الافتتاح استعنا بمحترفات فى مجال إعداد المشروبات والوجبات واكتسبنا الخبرة منهن، وحاليا نعد متطلبات الزبائن ونقدمها بأنفسنا، و نوزع تخصصات العمل " تجهيز متطلبات الزبائن، وتقديمها والحسابات" علينا نحن الثلاثة داخل الكافيه، وهناك إقبال من البنات والسيدات بمختلف أعمارهن وأعمالهن، وتحرص الطالبات على مراجعة دروسهن ومحاضراتهن بالكافيه نظرا لتوافر الهدوء وتهيئة الجو المناسب لهن، فضلا عن اصطحاب السيدات لاطفالهن، ودائما نقيم آداءنا من خلال عمل استبيان وسؤال المترددات عن آرائهن فى المكان والخدمة المقدمة لهن.
وتقول الدكتورة ماجى سامى " إحدى المترددات على الكافيه" إن الفكرة جديدة وكنا فى احتياج لوجود كافيه خاص بنا لنتقابل به فى أى وقت، تفاديا لمضايقات الشباب ونظراتهم لنا عندما نتحدث بصوت عال أو نضحك خلال وجودنا بمكان عام، كما ان العادات والتقاليد تمنعنا من الجلوس على الكافيهات بجوار الشباب .
وتلتقط أطراف الحديث ميرنا حسنى، مدرسة، احدى المترددات على الكافيه قائلة: " إن الشباب لديهم اعتقاد بأن السيدات والفتيات اللائى يتحدثن اويضحكن أثناء جلوسهن بمكان عام غير مؤدبات لذلك تفضل الكثيرات عدم الخروج أو الجلوس فى اماكن عامة خاصة خلال الأعياد، لذلك فإن فكرة وجود كافيه للبنات لاقت لدينا ارتياحا شديدا.