فيديو.. أحدث تجربة لزراعة الأرز الموفر للمياه بكفر الشيخ
يشهد مركز البحوث الزراعية بسخا برئاسة الدكتور عبد المعطى العبد، بذل جهود مكثفة لاستنباط أنواع جديدة من المحاصيل وخاصة الأرز تتحمل الجفاف، وتقلل من كمية المياه المستخدمة فى رى الأرز فى ظل المخاوف التى تسيطر على المزارعين من تناقص كميات المياه، بالإضافة للتهديدات السنوية التى يتعرض لها المزارعون بالحبس والغرامة لزراعتهم مساحات من الأرز بالمخالفة.
وأحدث الأصناف التى تم استنباطها سخا "107" والذى أطلق عليه المزارعون "الشبح"، تم تسجيله 2016م، وتم تجربته لدى بعض المزارعين فى عدد من المحافظات، وسيتم تعميمه ابتداء من العام المقبل خاصة بعد أن نال إعجاب وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت لتحمله للعطش، وفترات الرى المتباعدة، حيث يتم ريه 6 مرات فى العام.
وقال الدكتور عبد الله عبد النبى عبد الله، ر ئيس برنامج تربية الأرز بمركز البحوث الزراعية بسخا: نعمل جاهدين من استنباط أصناف جديدة من الأرز تتحمل الجفاف وتوفر مياه الرى.
المزارعات تعلمن فى الحقول الارشادية
وأكد أن المساحة المنزرعة من الأرز تستهلك سنويا خلال فصل الصيف كميات كبيرة من مياه الرى مقارنة بالمحاصيل الأخرى، مشيرة إلى أن طريقة الرى الشائعة لمحصول الأرز لدى المزارعين هى الرى بالغمر وتواجد المياه بالحقل بصفة مستمرة طوال موسم النمو، ونتيجة للمنافسة بين المزارعين فى بداية الترع على مياه الرى تتعرض حوالى ثلث المساحة المنزرعة بالأرز سنويا "المساحات التى تقع فى نهايات الترع" إلى عدم وصول المياه إليها لفترات طويلة مما يتسبب عنه خسارة محصولية كبيرة قد تصل إلى 50% من وحدة المساحة بسبب تعرض النباتات إلى الجفاف خلال مراحل النمو المختلفة، حيث تقدر الخسارة المحصولية نتيجة لمشكلة نهايات الترع بحوالى 600 ألف طن أرز سنويا مما يؤدى إلى خفض المتوسط العام لمحصول الأرز.
نقل المشاركات فى زراعة حقول الأرز الارشادية
وأضاف رئيس برنامج تربية الأرز بمركز البحوث الزراعية، لـ"اليوم السابع" بالرغم من أن أصناف الأرز المنزرعة حاليا عالية الإنتاجية تحت الظروف العادية، إلا أنها حساسة لنقص المياه، وبالتالى ينخفض محصولها عند زراعتها فى المساحات التى تتعرض لعدم وصول المياه لها بصورة منتظمة وخاصة فى الفترات الحرجة من عمر النبات، لذا فان تربية واستنباط أصناف من الأرز تتحمل الجفاف" الأرز الهوائى"، والتى تستهلك كميات قليلة من مياه الرى كان هو الحل الأمثل لمواجهة تلك المشكلة.
جانب من الفلاحات
وقال الدكتور عبدالله عبدالنبى، تنبهنا لتلك المشكله مبكرا وكيفية التغلب عليها من خلال استنباط أصناف مبكرة قصيرة العمر وهى جيزه 177، جيزه 178، جيزه 179، سخا 101، سخا 102، سخا 103، سخا 104، سخا 105، سخا 106، سخا 107 والتى يستهلك الفدان حوالى 6000 متر مكعب مياه للفدان مقارنة بالأصناف القديمة التى كان عمرها 160 يوم وتستهلك 9000 متر مكعب مياه للفدان، وبدأ برنامج تربية لتحمل الجفاف فى الأرز منذ عام 2000 حيث تم استنباط سلالات وأصناف تتحمل الجفاف إلى الرى كل 12 يوم دون انخفاض معنوى فى المحصول، بالإضافة إلى تطوير طرق الزراعة التى توفر مياه الرى فى حقول الأرز مثل الزراعة بالتسطير " الزراعة الجافه، الزراعة على خطوط".
وأكد رئيس برنامج تربية الأرز بمركز البحوث الزراعية، تم بالفعل نشر تلك التكنولوجيا عن طريق إقامة الحقول الإرشادية فى حقول المزارعين، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف تؤثر أيضا على المحصول فى الأرز وعلى صفات جودة الحبوب، مؤكداً أن درجات الحرارة المثلى لنبات الأرز تتراوح من 20- 33م خلال موسم النمو، وعند ارتفاع درجات الحرارة أكثر من ذلك، وخاصة أثناء مراحل ما قبل التزهير، التزهير، وامتلاء الحبوب، يؤثر على نجاح عملية التلقيح والإخصاب بسبب فشل تكوين حبوب اللقاح أو عدم انتشارها، وبالتالى تزداد نسبة العقم والحبوب الفارغة فى السنابل وبالتالى ينخفض محصول الحبوب فى النهاية.
حرص المهندسين الزراعيين على متابعة الحقول الإرشادية
وقال رئيس برنامج تربية الأرز بمركز البحوث الزراعية، لقد نجحنا من خلال هذا البرنامج فى استنباط أصناف جديدة من الأرز تتحمل ظروف نقص المياه " الأرز الهوائى" ودرجات الحرارة العالية، قصيرة العمر بصل لـ125 يوماً، وتم تسجيل الصنف الجديد سخا 107 المتحمل لتلك الظروف، والتغلب عليها، واستدامة الإنتاجية من الأرز والحفاظ عليها، مؤكداً أن الصنف سخا 107 استمر اجراء استباطه وإجراء التجارب 16عاماً.
فيما أكد الدكتور بسيونى عبدالرزاق، رئيس قسم بمركز بحوث الأرز، ومسئول إدارة الأرز تحت ظروف الأراضى المتأثرة بالأملاح وطرق الزراعة، نعمل وفق عدد من المحاور لتوفير المياه، منها إنتاج أصناف قصيرة عمر، وأصناف تتحمل الجفاف، وتطويل فترات الرى، ونشر طرق زراعه موفر للمياه، وإنتاج أصناف تستخدم مياه الصرف، وإنتاج أصناف تتحمل الملوحة فى المياه فى والأرض.
أصناف أرز جديدة يتم تجربتها
وأكد بسيونى يوجد فى مصر حوالى 16 مليار متر مكعب مياه صرف زراعى، وهذه الكمية لا نستفيد منها لأنها تصب فى مياه البحر المتوسط، والمحصول الوحيد القادر على النمو تحت مياه الصرف هو الأرز، ولذا استبط قسم بحوث الأرز أصناف يمكن ريها بماء الصرف ذات إنتاجية عالية، ويمكنها تتحمل مشاكل الرى بماء الصرف، فهى ذات قدره عالية على منع امتصاص أى ثقيلة تصيب الإنسان بالأمراض، هذه الأصناف هى هجين مصرى واحد جيزة 178 وجيزة 179، مشيراً إلى أن حوالى 60 إلى 75% من مساحة الأرز يروى بماء الصرف ويوفر هذا الصنف حوالى 3 مليارات متر مكعب مياه عذبه يكمن استخدامها فى الزراعات الأخرى وتوسيع الرقعه الزراعية فى مصر.
سخا 017 أحدث الأصناف
والتقى "اليوم السابع" عددٍ من مزارعى صنف الأزر الموفر للمياه، حيث قالت مريم محمد سعد، مزارعه، إنها تعمل فى أراضى البحوث الزراعية والتى يستنبط فيها أنواع جديدة، مؤكدة أن نوع الشبح الذى جربه عدد من المزارعين بإشراف أستاذة مركز البحوث، يحتاج لمياه أقل من الأنواع الأخرى.
الحقول الارشادية لزراعة الأرز
فيما وأضاف إبراهيم محمد عبد الرزاق، مزارع، من "رزقه أماى": جربت الصنف الجديد الشبح، فوجدته يمتاز بطول السنبلة وزيادة عدد الحبوب فى السنابل، ويوفر المياه ويزيد الإنتاج لـ5 أطنان ويوفر فى الوقت حوالى 175 يوما، مؤكدة أنه حريص على متابعة تطبيق الأصناف الجديدة من الأرز التى سيستنبطها مركز البحوث.
بينما أكد مسعد محمد عطيه، مزارع، أن تعميم زراعة سخا 107، سيقلل من استهلاك المياه، مما يتيح للمزارعين من زراعة الأرز دون تعرضهم لغرامات وحبس لمخالفتهم لزراعة الأرز، مشيراً إلى أن معظم أراضى كفر الشيخ تُروى بمياه الصرف التى تقلل الإنتاجية، واستنباط أنواع تروى بمياه الصرف، ولا تتأثر بملوحة المياه والتربة سيفتح الطريق للمزارعين لزراعات مساحات كبيرة من الأرز دون تعرضهم للغرامات أو تهديدهم بالحبس لأنهم سيتخدمون مياه تضيع هباء فى مياه البحر المتوسط.