مستقبل الطباعة بعد دخول عصر الذكاء الاصطناعي
تامر إمام
الأربعاء، 01 أغسطس 2018 01:43 م
وفقًا لأخر التقارير التي أصدرتها برايس وتر هاوس كوبرز - واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم- لتوقعاتها لمستقبل الذكاء الاصطناعي لعام 2018، والذي أكدت فيه أن "هذا وقت عمل الذكاء الاصطناعي"، وبالنظر إلى آخر الأبحاث التي تصدرت المشهد في مجال التكنولوجيا في الوقت الحالي، سنجد أن الذكاء الاصطناعي من التقنيات التي تعلو أهم قوائم التكنولوجيا لعام 2018، حيث أن هناك نقاش حول دور الذكاء الاصطناعي والتخوف من تطور الإنسان الآلي أو الروبوت بشكل كبير ليحل محل الأيدي العاملة البشرية، وهناك سيناريو آخر يفيد بأن الذكاء الاصطناعي يومًا ما سيخرج عن سيطرة الإنسان وينقلب ضده.
مستقبل الطباعة بعد دخول عصر الذكاء الاصطناعي
وقد كانت توقعات برايس وتر هاوس كوبرز قريبة من الواقع وتحمل نغمة مختلفة عن عناوين الصحف المبالغة، حيث أكدت أن عمل الذكاء الاصطناعي يبدأ ببساطة عند تيسير العمليات أو Automation "الميكنة" وهو نوع العمليات التي ركزت عليها صناعة التكنولوجيا وعملت على خلق حلول لتيسيرها. ومع تزايد الضغط على منتجات الطباعة في مصر وتزايد متطلبات تخفيض التكاليف والبقاء في مقدمة المنافسة، هل تستعين الطباعة بإمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل؟
ما الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي؟
يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه قدرة محاكاة الآلة للسلوك البشري، لكنه تعريف واسع جدًا، لذلك فإن العاملين في مجال التكنولوجيا قد عملوا على تحديد 4 فئات للذكاء الاصطناعي:
الآلات التفاعلية (Reactive machines) - من الوظائف الأساسية في الذكاء الاصطناعي حيث لا يمكن للآلة أن تتفاعل إلا مع السيناريوهات الحالية، دون القدرة على استخدام أو تكوين أي خبرة لصناعة القرار.
ذاكرة محدودة - يمكن للآلة إجراء ملاحظات حول بيئتها المحدودة فقط لتكوين قرار أو للتصرف، مثل آلية عمل التكنولوجيا في السيارات ذاتية القيادة.
نظرية العقل TOM - يصبح الذكاء الاصطناعي مستقبلي وسابق للعصر بشكل أكبر، حيث أنه بتبني هذه النظرية، سيكون لدى الذكاء الإصطناعي القدرة على فهم الأفكار والعواطف، واستخدام هذا للتجاوب بشكل أكثر ذكاءًا مع العالم الخارجي.
الذكاء الاصطناعي ذو الوعي الذاتي - هو النوع الأكثر تطورًا من الذكاء الاصطناعي ويتطلب من الآلة أن يكون لها وعيها الخاص بها، وهو أمر غير موجود حتى الآن.
الفئتين الآخيرتين هما محل الجدل الآن، لكن الفئتين التي تهتم بالذكاء الاصطناعي في الآلات التفاعلية والآخر ذات الذاكرة المحدودة، هو كل ما يهم مجال الطباعة الآن، حيث أن للذكاء الاصطناعي القدرة على فتح مجالات جديدة لزيادة مصادر دخل المربحة لأعمال الطباعة من خلال تحسين فعالية عملية الطباعة من بداية العمليات حتى المنتج النهائي.
من أين نبدأ؟
نظريًا، من الممكن أن يتم إدخال الذكاء الاصطناعي في جزء من عمليات الطباعة، حيث سيقرر مقدار التغيير الذي يحدثه بالموارد التي من الممكن توفيرها والتي تتنوع بين الموارد المالية والتكنولوجية والعناصر البشرية، لأنه من الطبيعي أن يأخذ التغيير وقت عند تقديم تقنية جديدة في أي صناعة. فعلى سبيل المثال، من الممكن الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي لتيسير العمليات اليومية التي كانت تسبب ازدحامًا وتعوق سير العمل، وهو ما سيساعد في تقليل روتينية الأعمال للسماح للعناصر البشرية في فريق العمل بالتركيز على الأعمال الأكثر أهمية مثل وضع الإستراتيجيات.
وبالفعل قامت العديد من الطابعات باستخدام تقنيات حديثة وبرامج متقدمة تعتمد على خوارزميات ذكية التي مكنتها من فهم أوامر الطباعة بشكل أفضل وبالتالي تخفيض الورق المستخدم في الطباعة لتوفير التكاليف والحفاظ على البيئة.
وبالمثل، فإن العاملين على طباعة البريد والكتالوجات يستفيدون من هذه التقنية، حيث تمكنهم من تقديم نفس المحتوى بشكل أكثر تخصيص وكفاءة، وهو ما يمكن أن يعد تغييرًا بسيطًا لكنه يضيف ميزة في المنافسة في نفس الوقت.
ومن الممكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في عمليات بسيطة أخرى مثل تحميل برامج / سوفت وير التي تراقب توزيع العمليات على الطابعات الإنتاجية التي تتولى العمليات المعقدة ذات الإنتاج العالي، لتتمكن هذه البرامج من تحويل مسار الأوامر للطابعات الأخرى لتقليل الضغط والحصول على نتائج أفضل.
طابعات iGen 5 التي تنتجها زيروكس من الطابعات التي تحتوي بالفعل على مستشعرات التي تراقب عمليات الطباعة ذاتيًا لتعديل الورق وجودة الصورة من أجل تقديم أفضل النتائج بدون تدخل بشري، مما يوفر الكثير من الوقت والمجهود.
وفيما يخص الصيانة الدورية للطابعات، فإن الآلات ستتمكن من الحصول على الصيانة اللازمة أو التحديث اللازم بما يتوافق مع سير العمليات والطلب عليها، كل ذلك عن بعد من خلال إرسال بيانات الطابعة بشكل آمن للمورد لتحليلها والعمل عليها وفقًا لاحتياجات العمل، مما يوفر تكاليف الإصلاح الباهظة إذا حدث عطل حقيقي في الماكينة.
ما هي التوقعات عن المستقبل؟
على الرغم من أن تحقيق أرباح حقيقية في العام الحالي يبدو أنه أمر أكثر أهمية من العمل على زيادة الأرباح المتوقعة في عام 2028، فإن فرص الذكاء الاصطناعي في تحقيق تغيير جذري في مجال الطباعة لانهائي، خاصة مع زيادة الاهتمام بالمحتوى الرقمي، وهو ما سيسمح بتحقيق المزيد من الفرص لاستخدام البيانات على الإنترنت من أجل تخصيص محتوى أكثر خصوصية وحصرية في المستقبل، مثل طباعة ألبومات صور مصممة وفقًا للصور على مواقع التواصل الإجتماعي أو تصميم نشرات للمنتجات مبنية على استطلاع الصفحات التي يهتم بتصفحها العملاء.
وفي الواقع، هناك فرصة لتحقيق المزيد في مجال الطباعة في الوقت الحاضر من خلال ويادة دور البرامج والسوفت وير المتطور المتاح الآن اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، لذلك فإن الكثير ينتظر هذه الصناعة فقط من خلال الاستغلال الأفضل للموارد المتاحة.
لا يفوتك