التوقيت الأحد، 29 ديسمبر 2024
التوقيت 08:56 م , بتوقيت القاهرة

هل يتغير شكل المائدة الرمضانية بعد ارتفاع الأسعار؟

سنويًا تستعد الأسرة المصرية لمتطلبات شهر رمضان بميزانية خاصة، تستطيع من خلالها تجهيز مائدة يومية مليئة بما لذ وطاب، عادة عربية قديمة اسمها "الكرم" تظهر جليًا في هذا الشهر الكريم.
 
وتتضاعف ميزانية الأسرة مرات ومرات خلال هذا الشهر، وتشير الدراسات إلى أن مبيعات السلع الغذائية ترتفع لأكثر من 50% في مصر، وأكثر من 60% على منتجات الألبان، فهل يكون رمضان المقبل بنفس النمط الاستهلاكي للأسر المصرية مثل الأعوام السابقة؟ وهل يتأثر الاستهلاك بارتفاع أسعار السلع لأكثر من 100% بعد تعويم الجنيه، واستمرار ارتفاع السلع للعام الثاني مع انخفاض معدلات الدخل وثبات الرواتب.
 
قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن المستهلك سيكون مجبر ليغير نمط استهلاكه للسلع خلال شهر رمضان، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، لافتًا إلى أن المواتطن لابد أن يرشد شرائه للسلع خلال هذه الشهر، ولا بنجرف وراء النمط التقليدي في هذا الشهر.
 
وأوضح  "الإدريسي"، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، إلى ضرورة أن يتغير سلوك المستهلك من الشراء الشهري إلى اليومي، مؤكدًا أن التخزين قبل شهر رمضان يؤدي إلى نقص المعروض من السلع وتحقيق معدلات طلب غير حقيقية؛ لأنها تتركز في فترة قصيرة، وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع مع زيادة الطلب عليها.
 
وأضاف أنه لو تم توزيع الشراء على السلع بشكل يومي يؤدي إلى ضبط أسعار السلع في الأسواق، وسيحافظ على استقرارها بدلا من الارتفاع المعتاد لها خلال شهر رمضان من كل عام، مطالبا الحكومة بزيادة منافذ السلع الأساسية في المناطق الاكثر احتياجا والمأهولة بالسكان هذا بالإضافة غلى الدعاية الجيدة لها لكي يثق بها المواطن ليشتري منها احتياجاته لمنع رفع أسعار السلع.
 
ومن جانبه أشار الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن أسعار السلع عادة ما ترتفع خلال شهر رمضان خاصًة في بداية الشهر مع زيادة الإقبال على الشراء، واعتماد المواطنين على تخزين احتياجات الشهر بأكمله مرة واحدة.
 
وأوضح "السيد"، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، أن النمط الاستهلاكي للمواطن يتغير بفعل الظروف الاقتصادية وميزانيته المتوفرة لهذا الشهر، ومن المتوقع أن يتجه شريحة كبيرة إلى السلع الأرخص الموجودة في المنافذ، وشريحة أخرى ستقلل استهلكها للسلع.
 
ومن جانبه قال شلبي قرطام، سكرتير شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع أسعار اللحوم أدى إلى تقليل النمط الاستهلاكي منها، والاتجاه إلى بدائل أخرى مثل الأسماك والدواجن بدلا من اللحوم البلدية، أو الشراء من المنافذ الخاصة بالتموين ووزارة الزراعة، والقوات المسلحة، أو تقليل كميات شرائها أيضا.
 
وأكد "قرطام"، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، أن المواطن يتجه إلى تلبية حاجته الأساسية أولا ثم إلى باقي المكملات وبالتالي انعكست على مبيعات اللحوم خلال هذه الفترة وسيظهر ذلك خلال شهر رمضان بالمقارنة بالعام الماضي.