التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:43 ص , بتوقيت القاهرة

سيناء أرض الثروات.. الجانب الآخر من المعركة

ليس غريبا أن يربط  المتابع للشأن المصري داخل القطر وخارجه بين ما يفعله الجيش المصري من بطولات على أرض الفيروز سيناء وبين التنمية الاقتصادية الشاملة لمصر والتى بدأت عام 2014 .


حيث تعتبر سيناء بمثابة بمثابة منجم للثروات الطبيعية مثل البترول، والغاز، والمعادن المتنوعة، كما تمتلك سيناء مقومات سياحية متنوعة بدأ من السياحة الدينية، إلى السياحة الشاطئية، والعلاجية، وسياحة رحلات السفاري، فضلاً عن النشاط الزراعي لنحو 175ألف فدان تتركز في الشمال


وقال الخبير الاقتصادي د وليد جاب الله لـ "دوت بيزنس" إن الدولة المصرية حاولت التصدي للتنمية بسيناء من خلال مشروعات مثل إقامة منتجعات السياحة الشاطئية وسياحة المؤتمرات، وبعض مشروعات التعدين، وغيرها من المشروعات التي لم تحقق الاستفادة المناسبة لإمكانيات سيناء، ولعل ذلك يرجع لعزلة مناطق سيناء جغرافياً، وعدم ضخ استثمارات كافية لتطوير البنية التحتية بصورة تجذب المستثمرين.


وأضاف د وليد جاب الله أن ما يحدث الآن هو تلافي لأخطاء الماضي من خلال دمج تنمية سيناء مع مشروع تنمية محور قناة السويس، حيث يتم إنشاء نحو 3200 كيلوا متر طرق رئيسة تربط بين مناطق سيناء، وتعزيز ربطها بالوادي من خلال ستة أنفاق جديدة تحت قناة السويس، وتنمية البنية الأساسية بها في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والتوسع في مشروعات الإسكان والتعليم والخدمات، ومشروعات التنمية الزراعية، ليلتقي ذلك مع ما يتم من تطوير بمحور قناة السويس والذي يتضمن إنشاء العديد من مناطق التصنيع، واللوجستيات، وتطوير 6 موانئ منها ميناء الطور، وشرق التفريعة، وبورسعيد، والعريش، لنصل إلى ربط مناطق الثروة الطبيعية، بالمناطق الاقتصادية والموانئ مما يحفز استثمارات التصنيع والتصدير، مثل حالة التطوير الجاري لميناء العريش ليستوعب تصدير نحو80ألف طن وربطه بمصانع الأسمنت التي تعتمد على المواد الخام المحلية بسيناء، وهكذا يتبلور فكر تنمية سيناء في ذات سياق التنمية الذي يتم في كل مصر والقائم على إنشاء الدولة للبنية التحتية، والتصدي لمشروعات البداية، وتقديم حوافز للمستثمرين لاستكمال الطريق


وأوضح د وليد جاب الله أنه مع الاستمرار فيما تقوم به الدولة من مشروعات التنمية في سيناء، وعودة خطوط الطيران بين مصر وموسكو، نتوقع أن يكون لسيناء دوراً كبيرا في زيادة إيرادات الدولة في الفترة القادمة، سواء مع عودة ازدهار السياحة، أو مع قدرتها على جذب الاستثمارات التي سوف تستفيد مما يتم إنشاؤه من بنيه تحتية وما يتم تقديمه من حوافز استثمارية تدفع نحو إنشاء العديد من المشروعات التي تُساعد على التشغيل وترفع معدل النمو، وأتمنى أن تشهد الفترة القادمة طرح الدولة مزايدات عالمية لبعض مناطق اكتشاف واستثمار العناصر التعدينية التي يمكن أن تكون قاطرة للتنمية ومصدر إيرادات للدولة


وأكد جاب الله في ختام تصريحاته أن الضمانة الحقيقية لنجاح تنمية سيناء تظل متمثله في قُدرة المشروعات على جذب المواطنين المحليين للعمل بها وعدم اقتصارها على العمالة القادمة من الوادي والدلتا، وبالتالي لابد من تبني مشروع لتنمية مهارات سكان سيناء الذين يصل عددهم نحو600ألف مواطن فقط ويتركزون في الشمال، والعمل على تطوير فكرهم بصورة تمكنهم من الاندماج في آليات التنمية الحديثة من خلال برامج متعددة للتثقيف والتدريب المنتهي بالتوظيف، فالعبرة ليست فقط بإنشاء جامعات في سيناء، وإنما العبرة بالتحاق أبناء سيناء بتلك الجامعات وبتبني تلك الجامعات لبرامج تأهيلهم للعمل بمشروعات التنمية.


اقرأ أيضا..


فيديو..الجيش يصدر بيانه السادس عن نتائج العمليات في سيناء