كوريا الشمالية والولايات المتحدة .. من ينتصر في الحرب؟
بات واضحا أن كوريا الشمالية سوف تصعد من نبرة التهديد التي تبنتها مؤخرا ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أكدت بيونج يانج مجددا على استعدادها لخوض الحرب.
وكان المتحدث بإسم وزارة الدفاع بكوريا الشمالية، قد ذكر في بيان له، أن التحركات الأمريكية المكثفة قد تعدت إلى مرحلة مقلقة، مؤكدا على إستعداد كوريا التام للرد وإعلان الحرب على الولايات المتحدة إذا لزم الأمر.
وكانت القيادة الأمريكية قد أمرت مجموعة كارل فنسون، القتالية بالمحيط الهادي، بالتحرك صوب كوريا الشمالية، وذلك بعد بيان لوزارة خارجية كوريا الشمالية بخصوص الهجوم الصاروخي الأمريكي على حليفتها الرئيسية سوريا، والذي قال فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية "إن قرارنا تعزيز قدراتنا العسكرية لمواجهة القوة بالقوة كان اختيار صائبا"، ومهددا فيه الإدارة الامريكية بالقيام برد عسكري.
أما وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قد أكد الأسبوع الماضي، على أن بلاده مستعدة للتحرك وحدها ضد كوريا الشمالية، كما ذكر مستشار الأمن الوطني أن الرئيس الأمريكي قد طلب من مستشاريه عرض جميع الخيارات التي يمكن القيام بها للرد على البرنامج النووي الكوري.
هل يأخذ ترامب القرار بضرب كوريا؟
حسب ما جاء في مقال بجريدة ديلي اكسبريس، اليوم الثلاثاء، فبالرغم من تحرك القطع الأمريكية صوب كوريا الشمالية فإن إحتمال قيام الأسطول الأمريكي بضربة فعلية ضئيل للغاية، وذلك لعلم الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة سوف تشعل التوتر للدرجة التي يكون فيها القيام بحرب نووية أمر شبه مؤكد.
وعلى النقيض، قال جون سوارز، مدير مكتب الاستخبارات البريطانية السابق MI6 ، إن الصدام ما بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ينذر بأزمة عالمية محققة تفوق في خطورتها خطورة الحرب في سوريا، وأن دولة الصين بدأت تدرك أنه في حالة عدم التوصل لحل سلمي عن طريق المفاوضات وفرض العقوبات على كوريا الشمالية، فلن يتبقى امام الولايات المتحدة سوي الخيار العسكري.
ويذكر أن بيونج يانج قد أجرت خمس تجارب نووية، اثنتان منها العام الحالي، كما أجرت عشرات التجارب الصاروخية، وكانت أحدث تجاربها الصاروخية الباليستية قبل يوم من زيارة الرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة، من ميناء سينبو الشرقي باتجاه بحر اليابان، وذلك حسبما أعلن مسؤولون أمريكيون وآخرون من كوريا الجنوبية.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون ان كوريا الشمالية تعمل على تطوير صواريخ بعيدة المدى، قادرة علي حمل رؤوس نووية قادرة على الوصول للأراضي الأمريكية، برغم العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة.
قوة سلاح كوريا الشمالية ومدى صواريخها
تمتلك كوريا الشمالية خامس أقوى جيش في العالم، وأحد أكثر جيوش العالم غموضا وتعقيدا وليس من السهل ايجاد معلومات مفصلة عنه، وأورد موقع بي بي سي، في تقرير له بخصوص تسليح كوريا الشمالية، قيامها بتطوير صواريخ "سكود" وصناعة صواريخ "رودونج" و "تايبودونج 1" و "تايبودونج 2" و "موسودان".، الذي يرجح الخبراء أنه قادر على ضرب أراضي الولايات المتحدة، في حين أن هذا الصاروخ موسودان، قادر على الوصول الى أوكيناوا في اليابان والقواعد الأمريكية في المحيط الهادي، وحسب الخبراء، فان كوريا الشمالية تملك قرابة 1000 صاروخ مختلفة المدى.
وكما يمتلك النظام الكوري الشمالي أحد أقوى القوات المدفعية على مستوى العالم، فهو يمتلك ثالث أكبر ترسانة من الأسلحة الكيميائية، وهي تمثل درعاً كاملا يشتمل على غاز الخردل، والفوسجي، والساري وغيرها.
إضافة لهذه الأسلحة الكيميائية تمتلك كوريا الشمالية برنامجا فعالاً للأسلحة البيولوجية، وقد طورت كميات كبيرة من فيروسات الأنثراكس والبوتوليزم والطاعون والجدري.?
ووفقاً لأحدث التقارير الاستخباراتية الأمريكية، فإن الكوريين الشماليين يمتلكون كميات من البلوتونيوم تكفي لصنع من ( 2 -5 ) أسلحة نووية، إضافة لذلك فقد قامت كوريا الشمالية بإعادة معالجة قضبان الفيول المخصب، والتي يمكن أن تحتوي على ما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج من ( 6 – 10 ) سلاحا نووياً ?
كما تمتلك كوريا الشمالية أحد أقوى الجيوش الإلكترونية في العالم، وهو جيش بيونج يانج الإلكتروني cyber military"“، حيث خاضت بيونج يانج هجوم إلكتروني على الولايات المتحدة مع نهاية عام 2014، وأثبت قدرته الفائقة على كشف معلومات عسكرية أمريكية وكورية.
تسليح الجيش الأمريكي
تؤكد الأرقام والإحصائيات أن الجيش الأمريكي يعد أقوى جيوش الأرض في العصر الحديث، وهو ما أكده موقع تصنيف الجيوش عالميًا «جلوبال فاير باور» إذا احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى عالميًا من حيث الإنفاق العسكري الأمريكي.
الجيش الأمريكي يمتلك أكبر وأحدث أسطول مقاتلات جوية في العالم حيث يمتلك 13 ألف و683 طائرة من طرازات مختلفة أحدثها وأخطرها طائرات الجيل الخامس القادرة على التخفي وأخطرها وأقواها
«F-22» «F-35».
الجيش الأمريكي لا يمثل القوة البحرية الأولى في العالم من حيث التعداد، حيث يمتلك 473 قطعة بحرية، بينها 10 حاملات طائرات و15 بارجة حربية و62 مدمرة و72 غواصة، بينما تسبقه في ذلك بحرية كوريا الشمالية حيث تمتلك كوريا الشمالية 78 غواصة، لكنها لا تمتلك أي حاملات للطائرات، كما أنه ثاني أكبر جيش على مستوى العالم، من حيث امتلاك المدرعات العسكرية، إذ يمتلك 25782 مدرعة ولكن يسبقه الجيش الروسي حيث يمتلك 27607 مدرعة.
الجيش الأمريكي يحتل المرتبة الـ 12 من حيث امتلاك المدافع الصغيرة المتحركة، حيث يمتلك 1791 مدفع صغير متحركًا، بينما تسبقه كلاً من الصين وروسيا والهند ومصر وسوريا في امتلاكها هذه النوعية من الأسلحة ويعد الجيش الهندي أكبر جيش يمتلك أكبر عدد من هذه النوعية من الأسلحة، كما يحتل المركز الرابع بين جيوش العالم من حيث امتلاك الراجمات الصاروخية (نظام إطلاق صواريخ متعدد) حيث يمتلك 1330 راجمة صاروخية في حين يسبقه الجيش الروسي الذي يمتلك 3781 راجمة والجيش الصيني بـ 1770 راجمة والجيش المصري بـ 1469 راجمة.