لهذا السبب تحشد روسيا جيشها على عتبة أمريكا
زادت روسيا مؤخرا من تواجدها العسكري في القطب الشمالي لدرجة أن قواتها حاليا أصبحت على بعد مرمى حجر من الولايات المتحدة، ونشرت مجلة "فورين بوليسي" خرائط توضح الأماكن التي حشدت فيها روسيا قواتها الضخمة.
القطب الشمالي يعود لمقدمة الأولويات
بحسب المجلة فإن المسؤولين الأمريكيين في الماضي تجاهلوا أهمية المنطقة القطبية فيما وراء ألاسكا، ولكن الآن أصبحت الآن في مقدمة أولويات واشنطن بسبب استيلاء روسيا على مساحات واسعة في مياه البحر القطبي الشمالي.
أما سبب هذا فهو انخفاض مستوى الثلوج في المنطقة القطبية، الأمر الذي أدى لظهور مساحات واسعة من المياه بشكل سيسمح في خلال عام واحد بفتح الطريق أمام مرور السفن، وهو ما يعني إمكانية عبور السفن التجارية أو حتى السفن الحربية.
وفي الوقت الحالي يأمل مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية في أن تدخل واشنطن برئاسة دونالد ترامب لعبة الصراع على أقصى شمال الكرة الأرضية وعدم ترك المنطقة لروسيا، خاصة وأن البنتاجون كان يضع القطب الشمالي في مؤخرة أولوياته الأمنية بحسب المجلة.
ولكن في أواخر رئاسته بدأ أوباما في الاهتمام بالقطب الشمالي وتقوية العلاقات مع جيرانه في القطب الشمالي من الدول الصديقة وبخاصة النرويج وكندا.
الأرقام لا تكذب
بحسب المجلة فإن روسيا أعادت بناء قواتها وقواعدها العسكرية القديمة في القطب الشمالي، حيث يقول السيناتور دان سوليفان من الحزب الجمهوري عن ولاية ألاسكا "من الواضح أن الروس يعرفون الخطر الذي تمثله منطقة القطب الشمالي.. إنهم لا يتحدثون فقط بل يتصرفون أيضا".
فروسيا لديها16 ميناء صالح للمياه العميقة في القطب الشمالي و40 كسارة جليد من أجل شق الطريق للسفن وتبني حاليا 11 كسارة جليد جديدة، في حين تملك أمريكا كسارتي جليد إحداهما معطلة.
كما تمتلك روسيا أيضا 14 مطارا حديثا في القطب الشمالي.
ماذا تريد روسيا من القطب الشمالي
بحسب وكالة "رويترز" فإن روسيا تريد دخول سفنها في القطب الشمالي وبأي ثمن ، ويقول خبير الحروب البحرية، إيان بالانيتاين، إن روسيا ستفعل المستحيل من أجل مرور سفنها حتى ولو بالحرب، حيث الدخول في هذه المياه بعد ذوبان الجليد يعني دخول روسيا للسوق الأوروبي بسفن الشحن، علما بأن روسيا ليس لديها مداخل كثيرة للمياه الدافئة سوى عن طريق البسفور أو المحيط الهادي وهو بعيد عن دول أوروبا.
ترامب يدخل اللعبة
وتجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية أمريكا في إدارة ترامب "ريكس تيلرسون" كان رئيسا لشركة إكسون موبيل والتي لديها أعمال في المنطقة القطبية، وهو ما يعني إن ترامب سيعمل على التنقيب على البترول والغاز في القطب الشمالي.
وبعدما كانت الانتقادات تنهال على ترامب لتعيينه ريكس تيلرسون باعتباره رجل أعمال له علاقات مع روسيا بحكم عمله التجاري، اتضح الآن بحسب تقرير "فورين بوليسي" أن ريكس تيلرسون ربما يكون الشخص الذي تحتاجه الإدارة الأمريكية للتعامل مع طموحات روسيا، ورغبة أمريكا الجديدة في فرض السيطرة في القطب الشمالي بعد عقود من الإهمال.
وربما يكون الاتفاق بين روسيا وأمريكا على القطب الشمالي هو الثمن الحقيقي لرفع العقوبات الأمريكية عن روسيا وليس الحديث عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.