"حلال عليه حرام على غيري".. تضارب موقف الغرب تجاه حجب المواقع الإلكترونية
لا يكف الغرب عن الكيل بمكيالين في التعامل مع مصر انطلاقا من مبدأ "حلال عليه حرام على غيري"، ففي الوقت الذي تهاجم فيه عددا من الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا مصر بزعم التقصير في ملف حقوق الإنسان، برز حجم التناقض في مواجهة الإرهاب، ففي الوقت الذى كانت تقدم مصر على حظر عددا من المواقع الإرهابية لدعمها وتحريضها على الإرهاب، كانت تواجه بانتقاد، رغم إقدام تلك الدول التي انتقدتها على مثل تلك الخطوة، وهو ما تبرزه الشواهد الإعلامية التي أكدت سياسية الكيل بمكيالين، حيث أقدمت ألمانيا مؤخرا على اتخاذ قرار بحجب موقع إلكتروني تقول إنه استخدم لإثارة العنف اليميني المتطرف بما فيه التظاهرات التي اشتعلت أثناء استضافة البلاد لقمة مجموعة العشرين في هامبورج قبل قرابة شهرين.
وقال وزير الداخلية الأللماني توماس دي ميزيرا، -حسبما نقلت شبكة "إيه بى سي" الأمريكية - إن الموقع الإلكتروني كان مسئولا عن الحشد لأعمال العنف والهجمات على أهداف متعلقة بالبنية التحتية وعدة أشياء أخرى من بينها تقديم معلومات عن كيفية تصنيع قنابل البنزين ومعدات حارقة أخرى مزودة بأجهزة توقيت.
وأكد دي ميزيرا، أنه لا مكان للتطرف الراديكالي أو التطرف الذي قد يتخذ منحى عنيفا في المجتمع الألماني من أي طرف، كما قامت الشرطة بالتزامن مع الحجب بتفتيش عدة مباني استخدمها أشخاص متصلين بالموقع.
وفي نفس السياق، أقدمت فرنسا من قبل بإجراء تعديلات على مادة في قانونها يقضي بحجب عددا من المواقع الإرهابية، حيث وافق النواب الفرنسيون في السابق على مادة من قانون مكافحة الإرهاب، يقضى بحظر مواقع على الإنترنت "تدافع عن الإرهاب"، وهو ما أقدمت فرنسا عليه بالفعل بحجب عددا من المواقع الإرهابية التي تقوم بتجنيد الشباب.
وهو نفس النهج الذي اتبعته بريطانيا، حينما قامت بأعمال تجسس بطرية رسمية، حيث عرضت عدة قوانين للمراقبة والتجسس، بالإضافة إلى مراقبة الاتصالات ورسائل البريد الإليكتروني واستخدمت برامج سرية.
كما أقدمت تركيا التي هاجمت مصر لملاحقتها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، موقع ويكيبيديا الإليكتروني بسبب ربطه بين الأعمال الإرهابية وتركيا واظهار البلاد على أنها تسير وفق رؤية الجماعات الإرهابية، وتم حجب عدد من المواقع بعد محاولة الانقلاب في تركيا.
في السياق ذاته، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، إن الغرب يدفع ثمن الإرهاب الذي يواجهه لتجاهله النداءات المستمرة من جانب مصر، والتي طالبت بمكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
وأضافت "الشيخ" في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن سياسة الكيل بمكيالين من جانب الغرب فيما يتعلق بحظر المواقع أو ملاحقة الشخصيات الإرهابية، أدت إلى تفاقم الإرهاب في العالم، وأنهم يدفعون ثمن هذا التجاهل، ولكنها أكدت في الوقت ذاته أن أوروبا التي وقفت لاحتضان عددا من التنظيمات الإرهابية وأبرزها جماعة الإخوان الإرهابية، كانت من أولى القارات التي واجهت عنفا كبيرا طيلة السنوات الماضية، ضاربة المثل ببريطانيا التي ساندت جماعة الإخوان الإرهابية، ووقفت بجانبها لتوظيفها لصالحها، وكذلك أمريكا، إضافة إلى عدد من التيارات الراديكالية، وفى مقدمتها "طالبان" و"القاعدة" والتي سرعان ما انقلبت عليها ووجهت ضربات لها.
وعبرت "الشيخ" عن دهشتها من التلويح بذريعة حقوق الإنسان إذا تعلق الأمر بمصر لو أقدمت على خطوات لمحاصرة الشخصيات الإرهابية، أو حجب بعض المواقع المتطرفة التي تعبر عنهم، في الوقت الذي لا نرى أي إدانه لمثل هذا الفعل في الغرب.
اقرا ايضا
بعد أحداث "شارلوتسفيل".. ألمانيا تحجب موقعا إلكترونيا بحجة "التطرف"