أصغر حراكي.. أطفال المغرب بين الاعتقال والثورة الشعبية
هل يمكن أن يصل القمع والديكتاتورية لدرجة اعتقال طفل دون العاشرة؟، هكذا تفاقم الوضع في المغرب إلى درجة جعلت من طفل صغير محرك ودافع للاحتجاجات والمظاهرات حتي أصبح مطلوباً لدى الشرطة.
تشجيع طفل
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً، لطفل دون العاشرة يدعو إلى استمرار حراك الريف، وتصعيد الاحتجاجات في الريف المغربي لمناهضة سياسات الحكومة القمعية.
صاحب الفيديو هو الطفل، سيف الدين أحمد بوكريش، من مدينة إمزورن التابعة لمحافظة الحسيمة، افتتح سيف كلامه باللغة العربية الفصحى قائلاً: "السلام عليكم، تحية نضالية عالية للأحرار والحرائر".
بعدها أكمل كلامه باللغة الأمازيغية، اللغة المحلية، وحيا المعتقلين في السجون المغربية على خلفية الحراك، وطالب بحشد المتظاهرين في كل الساحات للاحتجاج إلى أن تخضع الحكومة لمطالب المتظاهرين بشأن إطلاق سراح المعتقلين وتلبية مطالبهم.
وشدد الطفل المغربي على ضرورة الالتزام بالسلمية في التعبير عن آرائهم أثناء تظاهراتهم واحتجاجاتهم.
اعتقال وتهديد
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي نسخة من استدعاء مفوضية الشرطة بمدينة إكزورن لأحمد بوكريش، والد الطفل، للحضور عاجلاً إلى مقر المفوضية.
أشار والد الطفل إلى أنه استجاب لاستدعاء الشرطة، ولكن بحسب قناة "روسيا اليوم"، الغريب في الأمر كان إصرار الشرطة على إحضار الطفل إلى مقر الشرطة.
وبحسب تصريحات والد الطفل: "بدأ ضباط الشرطة في سؤال الطفل عن هوية من يشجعونه على نشر هذا الكلام"، وأكد الوالد تعرض ابنه للتهديد "الشفهي" ما آل به إلى الاعتراف بهوية 3 أشخاص شجعوه وأثنو على كلامه.
أكد والد الطفل أنه لا يعرف أي من الثلاث أشخاص الذين أدلى ابنه بأسمائم، وأكد الوالد أن ضباط الشرطة أجبروه على توقيع عريضة شكوى ضد هؤلاء الثلاثة.
قمع الحراك
تواصل قوات الأمن المغربية قمع المتظاهرين، والتوسع في عمليات الاعتقالات، وآخر أشكال هذا القمع تجسد في تدخل العناصر الأمنية، أمس، لوقف فعالية تضامنية مع معتقلي الحراك أمام البرلمان وسط العاصمة الرباط.
وأسفر هذا التدخل عن وقوع اشتباكات بين أفراد الأمن والمتظاهرين، ما آل بوقوع العديد من الجرحى في صفوف المتظاهرين.
وأشار المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إلى ان أعداد الموقوفين على خلفية الحراك بلغ حتى الآن 176 موقوفاً خلال 8 أشهر.
الجدير بالذكر أن هذا التحرك الذي تشهده منطقة الحسيمة بالريف المغربي، بدأ عقب مصرع تاجر السمك، محسن فكري، عن طريق الاعتداء في شاحنة النفايات أثناء اعتصامه بها لمنع السلطات من مصادرة بضاعته.
وعليه تزعم ناصر الزفزافي، هذا الحراك الاحتجاجي للمطالبة برفع المستوى الاقتصادي للمنطقة، وتدعيم الحريات في الريف.