التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 08:20 م , بتوقيت القاهرة

"مدفع رمضان" و"القطايف" حكايات رمضانية من زمن المماليك

عبر آلة الزمن، نسافر إلى الماضي، نتنقل معا، لنعيش في ليالي وأيام "رمضـان من كل العصور"، من رمضـان في العصر العباسي، إلى رمضـان في العصر الفاطمي، وحتى رمضان في العصر الأيوبي، والعصر المملوكي، نروي حكايات وقصص رمضانية، من شوارع قاهرة المعز، من قلعة الأيوبي إلى أبواب المماليك، في رحلة بعيدة من الماضي إلى الحاضر.


يستكمل معنا الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، مظاهر ليالي شهر رمضـان في قاهرة المعز في عصر الدولة المملوكية، فيسرد لنا قائلا: أن سلاطين الدولة المملوكية كانوا كراما، ويعتنون كثيرا بالفقراء، ويغدقون الأموال على المصريين بخاصة في شهر رمضان، فنجد السلطان برقوق وهو أبرز سلاطين دولة المماليك الجراكسة، يذبح في كل يوم من أيام رمضان مايزيد عن خمسة وعشرين ذبيحة.


وتابع أستاذ التاريخ الاسلامي، أن مصر شهدت في عصر السلطان المملوكي برقوق ازدهارا كبيرا في مختلف النواحي، والسلطان برقوق هو الذي أسس دولة المماليك البرجية، فكان الاهتمام في شهر رمضـان يتزايد بإقامة الأسمطة والموائد، وكان يضرب من أمام قصر الحكم في القلعة موائد يدعى إليها الوزراء والنبلاء والحاشية، وبالقرب منها كانت موائد عامة الناس.


وأوضح أنه كان من عادة كبار رجال الدولة والوزراء أن يقوموا بتوزيع كميات كبيرة من الدقيق والسكر والياميش واللحم على الفقراء في رمضان، كما كانت تمتد الأسمطة وموائد الرحمن فى بيوت الأمراء لعامة الناس، وكان من عادة أي سماط، أن يضرب على سماطين أحدهما للنساء، والآخر للرجال، فيما شهد عصر السلطان برقوق اهتماما بالمساجد والأضرحة، وأوقفوا لها اموالا طائلة، وكانوا يتفنون في زخرفة المساجد والأضرحة.


وأضاف أستاذ التاريخ الإسلامي، أن المماليك كانو مولعين بالحلويات، وبخاصة في شهر رمضـان، فكان أول ظهور لـ"لقطايف" في عهد المماليك، حتى أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون كان مولعا بأكل الحلوى في رمضان، وكان يأمر بصرف 60 قنطارا من السكر يوميا طيلة شهر رمضان.


ويذكر أنه في عصر السلطان برقوق اضطرب الناس عندما شاهدوا ظهور الهلال فى منتصف النهار، حيث لم تكن موجودة تلك الامكانيات المتاحة الآن لاستطلاع الهلال، فنادى قاضى الشافعية بالإمساك بعد أن كان الغذاء وضع على الموائد، وأسرع السلطان بطرد مدعويه، و أمر برفع الاطباق، وأعلن الصيام، ولم يكن باقيا على المغرب سوى عدة ساعات.


وبشأن فكرة مدفع رمضان، أشار أستاذ التاريخ الإسلامي، إلى أن مدفع الإفطار هو فكرة مملوكية، لم تكن موجودة إلا في عهد الدولة المملوكية، مبينا أن أول استخدام لمدفع الإفطار كان في سنة 865 هـ، حينما أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعا جديدا وصل إليه.


وتابع، "وقد صادف إطلاق المدفع وقت الغروب في أول يوم رمضان، وظن الناس أن السلطان تعمد اطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجوا فى جموع ليشكروا السلطان، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر أن يكون إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار عادة يومية، ومع مرور الوقت أضاف ايضا السلطان مدفع السحور".