أصوات من السماء| "النقشبندي".. صوت مداح بسط يده في معيه الله
اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".. قيثارات عذبة ندية وأصوات شجية وروحانية فكانت أصوات من السماء لمقرئين نتذكرهم دائما شوقا واشتياقاُ.. يوميا وحتى انتهاء شهر رمضان تستعرضها "دوت مصر"عبر حلقات أبرز مقرئي القرآن الكريم في مصر.
يكفي أن يناجي بصوته الذي يشق السحاب " مولاي إني ببابك قد بسطت يداي"، لتهدأ كل مخاوفك من المستقبل، وتتأكد حقيقة واحدة أنك في معيه الله ورعايته، لو أخلصت النية معه،وجعلته قبله لك في مسار حياتك وحكما عادلا في كل أمورك.
المبتهل والشيخ محمد النقشبندي، لم يمتلك هذا الصوت الرخيم ولا تلك العزة في الرجاء إلا عن تجربة روحية ترعرع بين جنباتها في طفولته، لتكسبه سحرا خاصا في مناجاة ربه بإبتهالاته التي اذكت قلوبنا، وعقولنا، فهو ابن الطريقة النقشبندية، وأبيه كان شيخا لتلك الطريقة، التي تفتح مجالا للمناجاه بين العبد وربه دون حدود، لتتجاوز الخوف من عقابه، وتتأكد محبته بعظمة الإبتهالات التي تحولت بين حنجرته الى سيمفونية تعزف على وتر السحر..
رحلة متنقلة..
في قرية ميرة أحد قري محافظة الدقهلية، ولد المبتهل الشيخ " النقشبندي" ميلادا لم تستمر طفولته في مهده كثيرا، حيث سافرت اسرته الى مدينة طهطا، في جنوب الصعيد، ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وفي طعما بدات رحلته مع حفظ القران الكريم، وحب الإنشاد الديني، وحضوره حلقات الذكر
ليكبر ويصبح أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات
رحلته مع الإذاعة..
صوته الأخاذ القوى المتميز هز قلوب من يسمعه، جعل المشاعر والوجدان تتحرك معه ليصبح صوتا راسخا يلازم شهر رمضان الكريم، وهو يصافح آذان الملايين ويحي قلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته، فتسمو معه مشاعر المسلمين، وفي الوقت الذي كانت الإذاعة المصرية ممرا لإنطلاق الأصوات القادمة من الجنوب وكل محافظات مصر البعيدة، كان الصوت الجميل والفخيم، هو الذي من حقه المرور من بواباتها، ليترك بها ثورة من الأناشيد والإبتهالات التي ما زلنا نهيم بها حبا، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة.
،ثم ازدادت شهرته، عندما بثت الإذاعة المصرية عملا تحت اسم "الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسى"، حيث أدى "النقشبندى" قصائد العمل، ليترك تراثا كبيرا من الإنشاد، وينضم الى قائمة إنشاده ما لحنه له بليغ حمدى، والذي بلغ أكثر من ستة أعمال، لتتسع شهرته في العالم الإسلامى، تلقى دعوات من الدول الإسلامية مثل دول الخليج وسوريا وإيران وعدد من دول المغرب واليمن
تكريمات..
كرمه رئيس مصر الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه الرئيس المصري السيد محمد حسني مبارك بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته إثر مروره بأزمة قلبية، من أهم أعماله بالإنشاد الدينى ابتهالات
دينية كثيرة تفوق الأربعين من أشهرها (مولاي- أغيب - يارب إن عظمت ذنوبى - النفس تشكو -ربّ هب لى هدى...)و غيرها من قراءاته للقرآن الكريم.
فى الحلقة السابقة