التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:04 م , بتوقيت القاهرة

"أبو حصيرة".. حاخام يهودي أم ولي فلسطيني

كتبت- تيسير قوايد:

لطالما كان مولد أبو الحصيرة المقام كل عام بقرية دميتوه بمحافظة البحيرة، مصدرا للإزعاج والقلق لجميع أهالى المنطقة، لتوافد العديد من اليهود من كل حدب وصوب لإقامة شعائره، والذي كان يعتبره البعض وسيلة "شرعية" للسماح بدخول اليهود إلى مصر، خاصة القادمين من اسرائيل.

ورغم صدور حكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، اليوم الإثنين، بإلغاء إقامة مولد ابوحصيرة، ورفع الضريح من قائمة الآثار اليهودية، إلا أن كثيرين لا يعرفون من هو "صاحب المولد".

حاخام يهودي
الروايات اليهودية تؤكد أنه "أبو حصيرة"، أحد أولياء اليهود الصالحين، وجاء إلى مصر المحروسة في القرن التاسع عشر الميلادي، وهو مولود في جنوب المغرب، لعائلة يهودية كبيرة، اسمها عائلة الباز، هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول آخرى، وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور.

الحاخام يعقوب بن مسعود أو "أبو حصيرة"، التى تزعم الروايات اليهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة في فلسطين، إلا أن سفينته غرقت في البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا، ثم توجه منها إلى فلسطين، وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر، وتحديدا إلى "دميتوه" في دمنهور، ليدفن في القرية عام 1880، بعد أن أوصى بدفنه هناك.

رواية فلسطينية
ورواية آخرى من فلسطين، تؤكد أن "أبو حصيرة" من أصول عربية مسلمة وظهر في فلسطين بعد تصريح أحد أفراد العائلة التي تحمل نفس الأسم، بأن الضريح الموجود بمصر ينتمي لأحد أجدادهم، نافيا الروايات اليهودية الآخرى، وأن تشابه الأسماء بين العائلتين "المغربية والفلسطينية" لا يربط بين "أبو حصيرة" واليهود.

قصة الحصيرة
وقال عميد العائلة الفسطينية الحاج محمد أبو حصيرة، في تصريحات صحفية سابقة: إن جدنا "أبو حصيرة" ركب البحر في غزة إلى مصر، حاملا حصيرة، ووصل إلى الشاطئ المصري، ودخل الأراضي المصرية، وفي إحدى الليالي لف نفسه بالحصيرة ونام، حيث توفاه الله، وهو ملفوف داخل الحصيرة.

وتابع: "في الليل جاء لعمدة البلدة المصري هاتف بالمنام يقول له: "يوجد رجل صالح ميت في حصيرة، فاذهب وادفنه"، وفي الصباح جمع العمدة عددا من رجال البلدة، وبحث عن الرجل المجهول، حتى وجدوه فعلا ميتا داخل حصيرة على شاطئ البحر، فدفنوه وبنوا حول الضريح قبة صغيرة، موجودة حتى الآن، وأصبح الناس يترددون على الضريح، باعتباره من أولياء الله الصالحين، وأصبحوا يضعون الصدقات للفقراء والمحتاجين عند الضريح.

ويستكمل الحاج محمد أبو حصيرة، روايته قائلا: قرر أحد رجال العائلة في غزة الذهاب لمصر للبحث عن جدنا، وفعلا ذهب إلى هناك حتى وصل للمكان المدفون فيه، والذي أسماه سكان البلدة بـ"أبو حصيرة"، لأنهم لا يعرفون اسمه، فسأل عن الضريح وسمع القصة من أهل البلدة، فقال لهم أنه جدي، ثم نام عدة ليالي بالقرب من الضريح، قبل أن يعود إلى غزة، وبعد عودته أصبحت العائلة تقيم ذكرى سنوية لوفاته في غزة، وتحتفل بمولد أبو حصيرة، حيث أكد أنه زار الضريح في مصر، وكذلك العديد من أفراد العائلة.