التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:41 ص , بتوقيت القاهرة

الشيخ حمد بن عيسى.. الملك خفيف الظل

كتب- محمـد خليفة :

في فبراير/شباط 2002 أصبح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أول ملك للبحرين بعد تغيير الدولة البحرينية من النظام الأميري إلى النظام الملكي.
تولى الملك حمد الحكم في 6 مارس/آذار 1999 بعدما أعلن عن وفاة أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ونقل مجلس الوزراء البحريني مقاليد الحكم إليه بصفته الوريث الشرعي، إذ كان أكبر أنجال الأمير الراحل.

ابن الديرة
ولد الملك البحريني في مدينة (الرفاع) بمملكة البحرين في 28 يناير/كانون الأول 1950 والتحق بالدراسة الابتدائية في البحرين في عمر السادسة، وتعلم مع أقرانه على ذات مقعد الدراسة في "الديرة" -أي المنطقة والحي بحسب اللهجة الخليجية- وبمجرد إكمال الدراسة الابتدائية سنة 1964، تم تسميته رسيما وليا للعهد.

وفي المرحلة الثانوية، سافر بعدها إلى بريطانيا للتعلم هناك، وحصل على شهادتها في مدرسة "ليز" بمدينة كامبردج، قبل أن يعود إلى البحرين 1967



مشوار عسكري
التحق الشيخ حمد بكلية (مونز) الحربية للضباط في مدينة "درشوت همبشاير" البريطانية وذلك في 14 سبتمبر 1967، وتخرج منها في 16 فبراير 1968، وعندما عاد إلى البحرين قام بوضع خطة لإنشاء قوة دفاع البحرين في أغسطس/آب سنة 1968، وظل محتفظا بنصب القائد العام فترة طويلة، ثم أصبح وزيرا للدفاع حين تشكيل مجلس الوزراء في 15 أغسطس 1971.



وفي 21 يونيو 1971، التحق بكلية القيادة ورئاسة الأركان في "فورت ليفنويرث" (كنساس) بالولايات المتحدة الأميركية، ومنح وسام الحرية لمدينة كنساس من قبل عمدتها، وكان أثناء أوقات فراغه في "ليفنويرث" يتلقى مقررا في المراسلات الخارجية للكلية الصناعية للقوات المسلحة في واشنطن، حيث نال شهادة الدبلوم الوطنية في الإدارة العسكرية، وذلك في 31 مايو 1972.



بدأ تدريبه على طائرات الهليوكوبتر في أكتوبر 1977، حتى تخرج كطيار يتمتع بكفاءة تامة في قيادة طائرة المروحيات العسكرية، وذلك في 14 يناير 1978، ثم عمل على إنشاء جناح الدفاع الجوي لقوة دفاع البحرين.

الأسرة والأولاد
تزوج الملك في أكتوبر 1968 من ابنة عمته، الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وانجبا ثلاثة بنين وبنت، الأول الأمير سلمان، ولي العهد الحالي في 21 أكتوبر 1969، ثم الأمير عبد الله في 30 يونيو 1975، ثم الأمير خليفة في 4 يونيو 1977 والأميرة نجلاء في 20 مايو 1981.

اضطرابات وأزمات
في أعقاب تولي الملك الحكم في 1999، اندلعت ما يعرف بالانتفاضة التسعينية، احتجاجا على سوء الأوضاع والتهميش، لكن الأوضاع هدأت قليلا بعد تقديم الملك تعهدات بمزيد من الفرص المتكافئة في المناصب الحكومية، وعودة الحياة النيابية للبلاد.

وفي أكتوبر ،2010 اتهمت الحكومة البحرينية 24 بتشكيل خلية إرهابية مرتبطة بإيران لإسقاط حكم الملك حمد، ثم تجدد الجدل بعد الإنتخابات العامة البحرينية 2010 عندما اعترضت كتلة المعارضة الرئيسية بالبلاد جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وجمعية العمل الوطني الديمقراطي من نظام الإنتخابات، على الرغم من فوز جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ب 40% من المقاعد المتاحة للإنتخاب.

في 14 فبراير 2011 مع الذكرى التاسعة لكتابة دستور عام 2002 هزت البحرين احتجاجات واسعة، بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، واندلعت مواجهات واسعة في الشارع البحريني بين متظاهرين والشرطة فيما عرف باحداث ميدان الؤلؤة، الأمر الذي دفع العاهل البحريني إلى الدعوة للهدوء مرة اخرى.

وفي ذروة الاحتجاجات، أصدر الملك قانون السلامة الوطنية في البحرين (الطوارئ) لمدة 3 أشهر بعد إستدعاء قوات درع الجزيرة التي يتكون أغلبها من قوات سعودية.


خفة ظل
كانت أيام صعبة، لكن الملك البحرين استطاع أن يجتازها بحنكة سياسية عالية، وربما كانت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي تجاوزت فيها نسبة التصويت 52%، نتيجة مرضية لكل ما ممر في المملكة الصغيرة..وربما لذلك أعرب عن فرحته بالتلويح بعلم بلاده بكل بساطة وتلقائية و"خفة ظل" لا تخفى على أحد.

اقرأ أيضا