التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:51 م , بتوقيت القاهرة

عبد الحكيم عامر.. 47 عاما على لغز الرحيل

كتب- مصطفي عبد العزيز :

"انتحار أم اغتيال؟"، كلمتان تترددان بعد 47 عاما على وفاة المشير عبد الحكيم عامر، الذي رحل في 14 سبتمبر/ أيلول 1967، أي بعد ثلاثة أشهر من هزيمة يونيو/ حزيران 67 التي قيل وقتها إنها أثرت في حالته النفسية ودفعته للانتحار الذى ينفيه المقربون منه.

ولد المشير محمد عبد الحكيم عامر في 11 ديسمبر/ كانون أول 1919، لأسرة ثرية تعيش في قرية أسطال بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وتخرج من الكلية الحربية عام 1939، وكان من الضباط الذين شاركوا في حرب فلسطين، وكان رفيقا لجمال عبد الناصر في نفس الوحدة وحصل على نوط الشجاعة عن مشاركته في تلك الحرب. وكان عامر أحد رجال ثورة 23 يوليو/ تموز 1952، والرجل الثاني في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كان مقربا منه والصديق الأول له. وتم تجسيد تلك العلاقة في مسلسل عرض في رمضان الماضي تحت اسم "صديق العمر".


 

تزوج عبد الحكيم عامر مرتين الأولي من أبنة عمه زينب عبد الوهاب وأنجب منها ثلاثة أبناء وأربع بنات، لكنها لم تنال شهرة زوجته الثانية الفنانة برلنتي عبد الحميد التى أنجب منها أبنه عمرو واعتزلت الفن بعد الزواج عن عمر 29 عاما

مناصب متعددة
تقلد المشير عدة مناصب، منها القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش المصري في الفترة من 1953 وحتى 1967، ثم نائبا لرئيس الجمهورية من عام 1958 و 1965. ولعب دوراً كبيراً في ثورة يوليو/ تموز 1952، بعد حرب فلسطين، وأصبح القائد للقوات المسلحة في عام 1953 بعد ترقيته من رتبة رائد إلى لواء وهو لا يزال في الـ 34 من العمر متخطيا ثلاث رتب، وبعدها بعام عين وزيرا للحربية عام 1954 مع الاحتفاظ بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة .

وقاد عبد الحكيم عامر القوات المصرية والمقاومة في حرب 1956 ويتحمل بالمشاركة مع جمال عبد الناصر المسئولية عن اخفاقه في إدارة المعارك في سيناء والسويس. وبعد الوحدة مع سوريا، منح في عام 1958 رتبة مشير في 23 فبراير 1958 وأصبح القائد الأعلى للقوات المشتركة. 

 



اتهامات سورية- يمنية
وفى فترة الوحدة بين مصر وسوريا، تولي دورا في قيادة القوات السورية ، ما أثار استياء السوريين الذين اتهموه بعد ذلك كما اتهموه السادات بأنهما وراء إفشال مشروع وحدة الجمهورية العربية المتحدة، بسبب سلوك الاستعلاء والتصرفات الارتجالية التي أضرت سوريا واقتصادها.

لم تكن الاتهامات السورية الوحيدة التي طالت عامر، حيث اتهمه اليمنيون بأنه وراء فشل إلحاق اليمن بمشروع الوحدة المنتظرة بعد الثورة اليمنية وحرب نصرة اليمن، حيث يذكر رئيس الوزراء اليمني الأسبق محسن العيني بأن تصرفاتهما لم تكن وحدوية وودية بل تصرفات قوات غازية ومحتلة ذات طبيعة عنجهية متسلطة.

لغز الوفاة

 شكلت هزيمة 67 نقطة التحول في حياة عبد الحكيم عامر، فالمناصب العديدة التي تقلدها أعفي منها، وأحيل بعد الهزيمة للتقاعد، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله في أغسطس/ آب 1967. وظل حبيس المنزل إلى أن وافته المنية في 14 سبتمبر/ أيلول 1967، وهى الوفاة التي اعلنت الدولة وقتها بأنها انتحارا تأثرا بهزيمة 67 ، لكن بعض الجهات تقول أنه مات مسموما، وترددت شائعات بأن عبد الناصر هو من اغتاله انتقاما منه لما حدث للجيش ولهزيمة 67، حسبما يقول نجله.


 

المقربون من عبد الحكيم عامر وهم سامي شرف ورئيس المخابرات العامة المصرية أمين الهويدية وجمال نجل المشير وخبراء فى الطب الشرعى وسياسيون نفوا الإعلان الرسمي للدولة بانتحاره، فى لقاءات مع الإعلامي يسري فودة، وأكدوا استحالة انتحار المشير بالطريقة التى أعلنتها الدولة، وأنه تم دس السم له بعد عملية تم التحضير لها بعناية.