التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:31 ص , بتوقيت القاهرة

السلاح.. لعبة الموت في يد أطفال الصعيد (فيديو)

كتب- إسلام عزت:

الثأر والفخر.. سببان جعلا الأطفال في صعيد مصر يحملون السلاح، وجاء الانفلات الأمني بعد ثورة 25 يناير ليزيد من انتشار السلاح في الصعيد، ومن ثم ظاهرة حمل الأطفال للسلاح.

وفقًا للقانون رقم 475 لسنة 1953، يحظر استعمال الأسلحة المرخصة في المناطق السكنية، والتجمعات العامة كالأفراح والمآتم والاحتفالات. تلك المحاذير تنكسر في الصعيد، حيث تنتشر الأسلحة المرخصة والغير مرخصة، وضرب الأعيرة النارية في الأفراح تقليد لا يمنعه أحد، وإذا كان من يطلق النار في الفرح طفل، تكون الحفاوة بهذا الطفل بالغة، إذ يكون ذلك بمثابة رسالة بأن هذه العائلة لديها من السلاح ما يفيض من كبارها ليصل ليد صغارها.


يقول كبير قبيلة بني هلال بأسوان، أحمد عبدالصمد، لـ"دوت مصر"، إن انتشار السلاح في يد الأطفال بالصعيد سببه أن السلاح فخر عند القبائل بالصعيد، حيث تتفاخر العائلات بالأسلحة التي بحوزتها، ويبرر حمل ابنه السلاح بالقول "كما وجدنا آبائنا وأجدادنا".

وكانت قبيلة "بني هلال" طرفًا في اشتباكات قبلية وقعت العام الجاري حصدت في أبريل/ نيسان الماضي 26 قتيلاً، وتجددت في يونيو/ حزيران، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

ويقول عبدالصمد إن حمل السلاح في الاشتباكات التي كانت دائرة بينهم وبين قبيلة "الدابودية" كان قاصرًا على الكبار، مشددًا على أن الأطفال لم يحملوا سلاح في هذه الخلافات القبلية.


ويؤكد كبير "بني هلال" أن الانفلات الأمني بعد الثورة إلى جانب مشاكل الثأر، هما سبب انتشار السلاح في الصعيد، ومن ثم وصوله إلى يد الأطفال، ويشير إلى أن عديد من قرى أسوان يحمل الأطفال فيها السلاح، ولكنه فضل ألا يقول أسماء هذه القرى، لكي لا يتسبب ذلك في حدوث خلافات ومشاكل، لافتًا إلى أن السلاح انتشر في أسوان بعد الثورة قادمًا من محافظة قنا، بحسب قوله.

في شهر يوليو/ تموز الماضي، شهدت قرية الريرمون بمركز ملوي جنوب المنيا، مصرع طفل يدعى، مصطفى ربيع محمد، 9 سنوات، أثناء عبثه بسلاح ملك والده، حيث خرجت منه 4 طلقات استقرت بصدره وبطنه.

"الثأر هو أكثر الأسباب التي تدفع الأطفال لحمل السلاح".. ذلك ما يؤكده "م.م" أحد أصدقاء أحمد سعد نوفل، نجل خط الصعيد الذي قتلته الشرطة في 4 مايو 2007، ويضيف بأن التفاخر بين العائلات بالسلاح ومحاولة إثبات ثراء العائلة وكثرة السلاح لديها لدرجة أن أطفالها يحملون السلاح، ضمن أسباب حمل الأطفال للسلاح في الصعيد، إلا أنه شدد على أن السبب الأول هو انتشار الثأر والخلافات القبلية.



وأوضح "م.م" أن أبرز القرى التي يحمل أطفالها السلاح في محافظة قنا كنوع من الحماية خوفًا من القتل، بسبب الثأر، قرى "حمرة دوم" و"أبو حزام" و"السمطة" و"الحجيرات"، لافتًا خلال حديثه إلى أن أحمد نجل خط الصعيد نوفل سعد الدين، حمل السلاح بعد وفاة والده، وهو في الخامسة عشر من عمره، مبررًا حمل "نوفل الصغير" للسلاح بأنه "مسك السلاح ليحمي نفسه من القتل بسبب الخلافات الثأرية".

وفي مطلع عام 2004، عندما اقتحمت قوات الأمن جزيرة "النخيلة" بمحافظة أسيوط، للقبض على خط الصعيد عزت حنفي، ومن بين من ألقت الشرطة القبض عليهم من أطفال، لا يتجاوز أعمارهم خمسة عشر عامًا.


ويقول مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء جمال أبو ذكري، إن السلاح موروث قديم في الصعيد ويمثل عند "الصعايدة" كرامة الإنسان، ويشير إلى أنه "لا يوجد بيت خالي من السلاح"، ويؤكد أنه لا يوجد أي إحصائية للأسلحة الموجود بصعيد مصر.

ويعتبر "أبو ذكري" أن المرأة الصعيدية هي من تربي الأطفال على حمل السلاح، حيث يقول "إن المرأة يموت زوجها بسبب خلافات ثأرية، فتقف على باب المنزل وتعطي لابنها السلاح، وتقول له "خد بتار أبوك" لافتًا إلى أنه عندما كان ملازمًا كان يرى أمهات تعلم الأطفال حمل السلاح وهم دون الخامسة من العمر.