كلاب الحراسة فى بريطانيا.. أبطال في الحروب مجرمون بعدها
ترجمة- محمد النجار:
تعتبر الكلاب هي الجنود المجهولة في الخطوط الأمامية للحروب، ويحصل العديد منهم على أعلى مستويات التكريم وأشرف أوسمة من الدول تقديرًا للأدوار العظيمة التي تبذلها هذه الحيوانات في ميادين القتال، وعلى الرغم من هذا قامت الحكومة البريطانية بالتخلص مما يزيد عن 1000 كلب خلال العقد الماضي، وذلك وفقًا لإحصائيات وزارة الدفاع البريطانية.
كان معظم هذه الكلاب في حالة صحية جيدة لكنها كانت أشرس من أن يتم تحويلها لتصبح كلاب أليفة، لذا تم التخلص من 66 كلبًا في الفترة ما بين مارس 2013 ويونيو هذا العام، ولم تكن هذه المجموعة تضم سوى 16 كلبًا ذو تصرفات خطيرة، فيما تم التخلص من 7 كلاب لمعاناتهم من مشاكل متعلقة بالعمر، و10 كلاب تعاني من مشاكل عصبية، بحسب صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
وتعرضت وزارة الدفاع البريطانية لانتقادات حادة العام الماضي بعد انتشار أخبار قتلها لمئات الكلاب، وانتشرت هذه الأخبار بعد مقتل الكلبين "بروس" و"بليد" اللذان توليان حراسة الأمير ويليام في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني بويلز، وذلك بعد مغادرته فورًا.
ويعود الفضل لهذه الكلاب في إنقاذ العديد من الأرواح في أفغانستان، وتلقى العديد منهم ميدالية "ديكن" التي تعادل صليب فيكتوريا المخصص للأفراد، فقد قام الكلب "سادي" بإنقاذ العديد من أرواح جنود الجيش البريطاني باكتشافه قنبلة زرعها عناصر من طالبان في كابول عام 2005، وكذلك الكلب "تريو" الذي نجح في اكتشاف مجموعة من القنابل عام 2008 وفي نهاية المطاف لقى "تريو" حتفه في نهاية مآساوية، حيث عانى من الصراع بعد مقتل القائم على رعايته في عام 2011.
وتختلف طريقة تعامل وزارة الدفاع البريطانية مع الكلاب عن طريقة تعامل شرطة لندن معها، حيث تفضل الشرطة إحالة الكلاب إلى المعاش، وفي الولايات المتحدة تم إصدار قانون عام 2000 للحد من عملية قتل الكلاب وتشجيع عملية التبني.
ووصلت أرقام الكلاب التي تم قتلها في عام 2002، وهو أول عام تشترك فيه القوات البريطانية في حرب أفغانستان، إلى 20 كلبًا فيما قتل 89 كلبًا في عام 2003، ثم انخفض الرقم قليلًا في الأعوام التي تلت ذلك قبل أن يزداد مرة أخرى، ويصل إلى 95 كلبًا في 2006، ثم ازداد أكثر في عام 2009، حيث وصل إلى 125 كلبًا، وأشارت الإحصائيات إلى مقتل 288 كلب في الفترة ما بين عامي 2010 و2011.
وتقول مصادر من وزارة الدفاع البريطانية إن الكلاب التي اعتادت على حراسة القواعد العسكرية، لا يمكن بعد ذلك أن تكون حيوانات أليفة، وبالكاد يمكن أن يعيش نصف هذه الكلاب مع عائلات القائمين على رعايتها داخل الجيش.