قصة رؤية النبي لنهر النيل في ليلة الإسراء والمعراج
تحتفل الأمة الإسلامية في يوم 27 رجب من كل عام بذكرى الإسراء والمعراج، وهي الرحلة التى قطعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى القدس، ثم إلى السموات العلا.
بعد أن جاوز النبي السموات، وصل إلى سدرة المنتهى، وهنا وقف الأمين جبريل عليه السلام وقال: "تقدم يا محمد.. فإني لو تقدمت لأحترقت، ولو تقدمت أنت لأخترقت"، فلماذا قال جبريل ذلك؟، وكيف وصفت كتب التراث الإسلامي هذه السدرة؟ وقصة رؤية النبي لنهر النيل... سنعرض ذلك في هذا الموضوع.
سدرة المنتهى
نقل القاضى عياض فى الشِّفَا بتعريف حقوق المصطفى: عن أبِى هريرةَ قوله: هذه السدرةُ المنتَهى ينتهِى إليْهَا كلُّ أحدٍ من أمتِّكَ خَلاَ على سبيلِكَ. ويقولُ الإمامُ أحمدُ فى مسندِه: إليهَا ينتهِى ما يُعْرَجُ به من الأرضِ فيُقْبَضُ منها، وإليها ينتهِى ما يُهْبَطُ به من فوقِهَا فيُقْبَضُ منها، أى: أنها صراطٌ مستقيمٌ بين الحقِّ والخَلْقِ.
وجاء فى رواياتٍ متعددةٍ: أن السدرة شجرةٌ يخرجُ من أصلِهَا أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيرْ طعمُه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصفَّى، يسيرُ الراكبُ فى ظِلِّهَا سبعينَ عامًا لا يقطعُها، وإذَا نَبِقُهَا (ثَمَرُهَا) مِثْلَ قِلاَلِ هَجَرَ(جُزر)، وإذا ورَقُها كآذانِ الفِيَلَةِ، أى: فى الشكلِ لا فى السعةِ، وقال النبي: تكادُ الورقةُ تغطِّى هذه الأمةَ، كما ورد في سبل الهدى والرشاد للصالحي، إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
يقول برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية: لو أن الورقة الواحدة ظهرت لغطت هذه الدنيا، ويضيف: الملائكة يأتون إليها متبركين زائرين، كما يزور الناس الكعبة.
النيل والفرات
وذكر البخاري والصالحي والطبرانى أن الورقة من سدرة المنتهى تظل الخلق، على كل ورقة ملك، فغشيتها ألوان لا يدرى ما هى، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت، وإذا فى أصلها أربعة أنهار، نهران باطنان وهما نهران فى الجنة، ونهران ظاهران وهما النيل والفرات.
جدير بالذكر أن أبناء التوجه السلفي يشككون في أغلب أحاديث تفاصيل الإسراء والمعراج، ويعتبرونها باطلة، ولا يحتفلون بذكرى الإسراء والمعراج في 27 رجب مثل باقي الأمة الإسلامية وعلى رأسها الأزهر الشريف.
ويستند السلفيون إلى فتوى ابن تيمية عندما قال "ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت".