التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:07 ص , بتوقيت القاهرة

صور| صباح "المسكينة" قتلت "الدانس" في "ساعة شيطان"

قبل آذان المغرب بنصف ساعة كانت "صباح" تمسك السكينة وتعد السلطة لتكمل تنويعات المائدة استعدادا للإفطار بعد يوم صيام حار وشاق، لكن مشادة متكررة دبت بينها وأخيها "محمد"، ولم تستطع السيطرة على نفسها فوجدت يدها غرزت السكينة في فم معدة أخيها ليفارق الحياة على الفور.


"مسكينة صباح"، الأربعينية، يقول الجيران، طلقها زوجها وعادت لبيت أهلها بطفلة في الرابعة من العمر، تزوج أخاها وأختاها، وكان شقيقها "محمد"، 49 عاما، الشهير بـ"حمودة" أو "الدانس" يقضي عقوبة سجن في قضية سرقة.



كانت "صباح" هادئة الطباع لم تتشاجر يوما مع أحد من جيرانها أو عائلتها، وتعول بمفردها طفلتها "نصرة" التلميذة في الصف الثالث الإعدادي. "محدش كان بيسمعلهم حس.. دول ناس في حالهم عمرهم ما عملوا مشاكل مع حد"، تقول "أم محمد" الجارة العجوز.


تعمل شقيقة "صباح" الكبرى في "الصحة" وهي متزوجة، وشقيقتها الصغرى بطلة في ألعاب القوى، وحققت في عام 1991 رقما قياسيا في مسابقة المئتي متر عدو، أما شقيقها الكبير فهو متوفى.


"سمير" صاحب محل الدواجن (الفرراجي) المجاور لمنزل القتيل كان بين من صعدوا إلى مسرح الحادث. يقول "إحنا معرفناش بالحادثة غير لما جت الإسعاف.. مسمعناش صويت ولا حاجة". يقول وهو يشير إلى صدره "أنا شفته مضروب السكينة في فم المعدة هنا".



"الدانس" مسجل خطر سرقات، لكنه غير مؤذ، ولا عدواني، بحسب شهادات لأهالي الحي، لكنهم يقرون بسابقة سطوه على بيت "أم هشام"، وبيت "أبو حسين". بعد خروجه من السجن عدل "محمد" عن سلوكه الإجرامي وبدأ العمل كنجار مسلح.


يرفض الكثيرون في الشارع المتفرع من شارع الزهراء بحي عين شمس الحديث عن الواقعة. يبرر محمد حامد، صاحب كشك البقالة على ناصية الشارع، ذلك بأن معظم السكان ينحدرون من أسوان والتقاليد تحتم عليهم عدم الخوض في سيرة جيرانهم حتى لا يغضبوهم.


كان المجرم السابق يعيش مع شقيقته ونجلتها في شقة ببيت العائلة. لم يحمل هم طعامه وشرابه وترتيب مسكنه، فقط تتكفل "صباح" بكل شيء. تقبض "صباح" معاش والدها المتوفي والمجند السابق في قوات الهجانة (أحد أفرع قوات حرس الحدود)، كما انها "تسعى على رزقها وبنتها، بتخدم في البيوت"، تقول الجارة "أم سلمى".



في يوم الأحد الماضي اشترى "محمد" تمر هندي من بقالة "أم سلمى" بعد أن وقف مع جيرانه يدردشون قبيل المغرب، وصعد إلى الشقة، وحدثت مشادة بينه و"نصرة"، 15 عاما، ابنة اخته، فصفعها على وجهها، لتخرج صباح مسرعة من المطبخ وتتجادل معه والسكينة في يدها، ولم تدر إلا والسكين مستقرة في صدره، كانت قد طعنته في رقبته أيضا.


ظلت الجثة في المنزل حتى ظهر اليوم التالي للجريمة. انكرت "صباح" في باديء الأمر قتل شقيقها، وقالت إنه صعد من أسفل مطعونا في صدره، لكن معاينة المباحث لم تجد أي آثار دماء على سلم العقار، وانهارت "صباح" معترفة بقتل أخيها بعد مواجهتها.


يقول الجيران إن "الدانس" كان يريد أن "يدخل في المعاش" أي أن يحصل على نصيب منه بدعوى أنه "مريض صدر"، ويقول آخرون إنه كان يريد نصيبه من ميراث الشقة، وأنه يخاف على ابنة اخته فكان يتجادل معها بشأن الخروج من المنزل واختيار رفيقاتها.


تقول الجارة "أم أحمد" إن القتيل باع نصيبه لإخوته منذ زمن، والأرجح أن خلافاتهما كانت بسبب رغبته في الحصول على نصيب من المعاش.



لا يحصل الابن البالغ 21 عاما على معاش والده بموجب القانون، لكن توجد حالات استثنائية منها أن يكون الابن عاجز عن الكسب بسبب مرض أو حادث.


لا عزاء في منزل "صباح" وأخيها، فالقاتلة والقتيل أخت وشقيقها. أقفلت الشقيقة الكبرى الباب عليها بعد أن آوت ابنة أختها ذات الـ15 ربيعا. أما شقيقتها بطلة ألعاب القوى فرفضت مناقشة أي أمر متعلق بالحادثة.