بزيارة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني لموقع مشروع قناة السويس الجديدة وتبرعه الرمزي للمشروع بمليون جنيه، يعيد البابا إلى الأذهان مواقف بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحاضرة في كل المشاهد الوطنية والقومية سواء في مؤازرة الدولة المصرية في الانكسارات أو دعمها أمام التحديات التي تواجهها.

البابا كيرلس السادس

كانت أحد أهم أسباب إعجاب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالبابا كيرلس السادس في أول جلسة شخصية معه، هي العبارة التي قالها البابا له "إننا لا نربي أولادنا في الكنائس فقط على الإيمان بالرب، بل نغرس فيهم أيضا حب الوطن"، وهو ما قاله أيضا في أول لقاء صحفي له بعد رسامته بطريركا عام 1959: "إني بعون الرب سأعمل على تعليم أبنائي معرفة الرب وحب الوطن".

وعندما تعرضت مصر لهزيمة 1967، صلى البابا قداسا، وأمر كل الكنائس بإقامة القداسات ورفع الصلوات من أجل مصر لتعبر محنتها، ولم يكتف بهذا، إذ ذهب بنفسه بصحبة وفد من 3 مطارنة و15 كاهنا، إلى بيت الرئيس عبدالناصر، وصدرت تعليمات من الرئاسة أن تقوم سيارة تابعة للقوات المسلحة بإفساح الطريق لسيارة البابا أمام الجموع التي نزلت إلى الشوارع لتطالبه بعدم التنحي، وطلب البابا كيرلس من الرئيس أن يستجيب لمطالب الشعب وألا يتنحى.


كما حضر البابا كيرلس في أبريل 1968، مؤتمرا شعبيا عقدته الكنيسة المعلقة، وألقى كلمة قرأها أسقف البحث العلمي الأنبا غريغوريوس، معربا فيها عن مساندته للجيش المصري في حربه، ومؤيدا بيان "30 مارس"، الذي أصدره عبدالناصر لتحديد معالم التعامل مع ما حدث في الهزيمة.

البابا شنودة الثالث
في وقت استعدادات القوات المسلحة لتحرير أراضيها بعد هزيمة 1967، قام البابا شنودة الثالث، بزيارة القوات المسلحة على الجبهة عدة مرات لمؤازرتهم، وألقى فيهم عددا من الخطب الحماسية.
صور نادرة للبابا شنودة في زيارته لجنود الجيش المصري على الجبهة

وعندما قامت حرب 1973، أمر البابا شنودة كل الكنائس بالصلاة من أجل مصر، وقام بزيارة المصابين بالحرب، وحث كل رعاة الكنائس والجمعيات القبطية في الداخل والخارج على المساهمة في جمع التبرعات للمجهود الحربي، إذ قدم للجنود المصابين 100 ألف بطانية، و30 ألف جهاز نقل دم، ومبالغ مالية، كما حث الأقباط في الخارج على إرسال الأدوية لتوزيعها على المستشفيات نظرا لنقص الأدوية في هذه الفترة.
البابا شنودة مع أحد مصابي حرب أكتوبر

وفي أكتوبر 1974، أقام البابا أول احتفال بذكرى النصر بساحة الأنبا رويس بالعباسية حضره عدد من المسؤولين وقيادات القوات المسلحة المشاركين بالحرب وأمهات وزوجات شهداء الحرب من المسلمين والمسيحيين وألقى كلمة قال خلالها "كان هناك الجيش الثاني والجيش الثالث يحاربان، أحدهما يقوده أحمد بدوي المسلم، والآخر يقوده فؤاد عزيز غالي المسيحي، ويرفرف عليهما علم مصر".
البابا شنودة في مؤتمر الاحتفال بالنصر

وكان البابا تواضروس الثاني قد زار، صباح اليوم الخميس، موقع مشروع قناة السويس الجديدة، برقفة وفد كنسي من الأساقفة والكهنة، وقد استقبله رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، إذ زاروا المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة، وأستقلوا المركب "سيناء" للتعرف على أعمال التكريك والمشروع.

وقال في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن القائمين على المشروع، أتوا بالماضي والحاضر، ليفتحوا أبواب المستقبل، مشيرا إلى أن قناة السويس لها جذور لدى الشخصية المصرية، وحفر القناة القديمة، معلنا تبرع الكنيسة بمبلغ مليون جنيه لصالح المشروع.