التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:01 ص , بتوقيت القاهرة

شيخ الأزهر من لندن: من يهاجمون دور العبادة والكنائس "إرهابيون"

استعرض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال مباحثاته في لندن اليوم الأربعاء، مع رئيس أساقفة كنيسة كانتربيري "جستن ويلبي" سبل تعزيز ثقافة التعايش والحوار بين الأديان، وذلك في مستهل زيارته للعاصمة البريطانية لندن.


وقال شيخ الأزهر - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع كبير أساقفة كانتربري - إن من يهاجمون الكنائس ودور العبادة "إرهابيون"، مشيرًا إلى أنهم لا يمثلون المسلمين في مصر.


واتفق الطيب و "جستن ويلبي" على بناء جسور السلام بين المجتمعات الإنسانية، كما اتفق الطرفان على أهمية مواصلة الحوار في ظل التحديات التي تواجه العالم حاليًا، ووجود العديد من أعمال العنف والإرهاب التي ترتكب باسم الدين.


وعبر الجانبان - في بيان صدر عنهما اليوم الأربعاء - عن تصميمهما على مواصلة العمل لبناء جسور السلام بين جميع أبناء الإنسانية من خلال إظهار أن الدين يعلم أهمية الآخاء والحب والعدل والرحمة والسلام بين جميع الشعوب من أجل تعزيز التفاهم المتبادل، إضافة إلى استمرار المحاولات الثنائية لمواجهة الإرهاب والتطرف.


كما عبر شيخ الأزهر وكبير أساقفة كانتربري عن التزامهما بالترويج للسلام الاجتماعي والتنمية من أجل القضاء على الفقر والجهل والمرض، وأعلن الطرفان التزامهما بمواصلة الحوار المشترك وعقد جلسة أخرى في القاهرة في ديسمبر القادم.


وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع أسقف كانتربري، وجه الدكتور أحمد الطيب شكره للأسقف على دعوته للحضور، مشددًا على أن الأزهر دائمًا ما يجعل الحوار الهدف الأساسي له للوصول إلى السلام والسلم الاجتماعي في العالم، مشيرًا إلى أن القرآن يساوي بين الناس يدعو للتسامح والرحمة.


وأوضح شيخ الأزهر أن الأديان نزلت لتضمن للناس الخير والسلام وتحررهم من الظلم، لافتًا إلى أنه تعرف على مجهود الكنيسة في انجلترا في قضية الحوار والجهود والخطوات العملية التي اتخذتها للتقارب بين الشعوب وبين الأديان.


وأكد على أن هناك أفكارًا غير متطابقة عن الواقع في مصر فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين والأقباط، مشيرًا إلى أن المسلمين والمسيحيين في مصر يعيشون معًا منذ 14 قرنًا في سلام، مؤكدًا على أن التاريخ لم يسجل أبدًا مواجهة مسلحة بين الطرفين، قائلاً "إن الإعلام يقوم بتهويل الأمور وتصويرها على أنها نزاع بين المسلمين والمسيحيين ويلبسها عباءة النزاع الديني".


وطالب الدكتور أحمد الطيب القوى الكبرى في العالم ورجال الدين بالتعاون مع بعضهم البعض لدحر التنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم "داعش"، قائلاً "اليوم يوجد في الشرق الأوسط، وغدًا ربما في مكان آخر في العالم".


وأعرب الإمام الأكبر عن اعتقاده بأن معظم المشاكل التي يعاني منها العالم والحضارة الحديثة ، بسبب ابتعادهم عن الدين.


تجدر الإشارة إلى أن لقاء الإمام الأكبر مع رئيس أساقفة كنيسة كانتربيري يأتي في مستهل زيارته للعاصمة البريطانية لندن، وذلك في إطار جولته الأوروبية لتعزيز التعايش والحوار بين الأديان .


يووصل الإمام الأكبر إلى لندن، أمس الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها مع ولي عهد المملكة المتحدة، الأمير تشارلز، ومن المقرر أن يلقي كلمة في مجلس اللوردات يوم غد الخميس.


ورافق فضيلة الإمام الأكبر في زيارته وفد رفيع المستوى ضم كلا من الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر لشئون التعليم، والدكتور محيي الدين عفيفي أحمد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والسفير عبد الرحمن موسى، مسئول الوافدين والشئون الخارجية والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر للشئون القانونية والتشريعية.


وعلى هامش الزيارة، أهدى رئيس أساقفة كنيسة كانتربيري، شيخ الأزهر هدية تذكارية أعدت خصيصًا لفضيلته؛ تقديرًا لجهوده في نشر السلام العالمي، فيما قام الإمام الأكبر بإهدائه صورة للجامع الأزهر.