التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:41 م , بتوقيت القاهرة

منتدى التعاون العربي الصيني يدعو لتضافر جهود مكافحة الإرهاب

افتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم الأربعاء، أعمال الدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي – الصيني، الذي يأتي في أعقاب الدورة الأولى للحوار السياسي الإستراتيجي العربي – الصيني، التي عقدت أمس برئاسة مصر.


ويبحث المنتدى  القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تقييم منجزات المنتدى في إطار البرنامج التنفيذي بين عامي 2014-2016، وبحث آفاق التعاون المستقبلي، فضلا عن الإعداد للدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى.


ودعا العربي في افتتاح أعمال الدورة إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل استئصال آفة الإرهاب، "التي تتنافي مع القيم الإنسانية والأديان السماوية"، موضحا أن هذا يتطلب مقاربة شاملة من أجل معالجة أسباب تفشي هذه الظاهرة واقتلاع جذورها ومكافحتها على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والفكرية كافة.


وفي شأن ذو صلة، قال العربي إنه لا يمكن وصف الأوضاع في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق وما تواجهه المنطقة بأسرها من إرهاب سوى بالتحديات الخطيرة التي تحدق بالمنطقة وتهدد استقرارها ومستقبل شعوبها، معربا عن تطلعه لمواصلة الدعم من قبل الأصدقاء التقليديين في هذا الوقت الذي تشهد فيه القضايا والأزمات العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حالة من الجمود غير المسبوق.


وأكد أن العلاقات العربية الصينية تشكل خيارا إستراتيجيا بالنسبة للجانب العربي، ومن هنا جاء طرح فكرة الحوار السياسي الإستراتيجي، موضحا أن هذه المبادرة جاءت في فترة دقيقة تمر بها منطقة الشرق الأوسط بتحديات بالغة الخطورة على الصعيدين الأمني والاقتصادي، وعلى الأمن الإنساني بأكمله، مؤكدا أن هذا الأمر يستدعي المزيد من التنسيق مع الشركاء الصينيين.


أضاف "إننا في جامعة الدول العربية نعتبر هذا المنتدى منبرا مهما لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتعزيز التعاون والتنسيق على الساحة الدولية، بما يعزز الأمن والسلم الدوليين والاستفادة من المكانة السياسية والخبرة الاقتصادية للصين وما حققته من انطلاقة كبرى على الصعيد التنموي من أجل النهوض بالمنطقة التي تشكل جزاء مهما من الدول النامية، التي لا تزال الصين رغم تقدمها المبهر تعتبر نفسها جزءا منها ولا تتوانى عن دعمها والتضامن معها.


وأعرب عن تطلعه لعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى في دولة قطر العام المقبل، داعيا الأمانة العامة لمواصلة التنسيق مع الجانب الصيني من إجل الإعداد الجيد للدورة، بما في ذلك إعداد البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2016 و2018، كما جدد دعوته للرئيس الصيني لزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.


من جانبه، دعا مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بالخارجية الصينية، دنج لي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني، خصوصا في ظل الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.


وقال دنج لي إن الدورة الأولى للحوار السياسي الإستراتيجي فتحت منبرا جديدا للتعاون والحوار الجماعي بين الجانبين، مشيرا إلى استعداد بلاده لتقديم مساعدات للدول العربية في البنى التحتية، وإنشاء منطقة تجارة حرة مع بلدان عربية، لتوفير ظروف مواتية للدول العربية لتحقيق التنمية.


وأشار إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 251 مليار دولار، بزيادة 73 بالمئة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، كما ارتفع حجم الواردات الصينية من النفط من الدول العربي إلى 146 مليار دولار، بزيادة 46 بالمئة.


أضاف أن الدورة الوزارية المقبلة للمنتدى ستكون أول اجتماع وزاري بين الجانبين في العشرية الثانية للمنتدى، الذي انطلق عام 2004، مطالبا بالإعداد الجيد لهذه الدورة الوزارية بالدوحة.


من جانبه، دعا مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية، السفير ياسر مراد (رئيس الجانب العربي في الاجتماع ) الجانبين إلى تكثيف الجهود وتنسيق التشاور على جميع المستويات، خصوصا حول القضايا الجوهرية التي تستأثر باهتمام الجانبين، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.


وأكد السفير مراد أن البلدان العربية والصين تتمتعان بعلاقات تاريخية وعميقة، مشددا على أن الجانب على استعداد دائما لدفع مختلف أوجه العلاقات مع بكين.


وأشار إلى أهمية تفعيل آليات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة، خصوصا مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنى التحتية، فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال الزراعة والأمن الغذائي ومكافحة التصحر.


وأشاد بالتعاون العربي- الصيني وتحقيقه نتائج طيبة عززت العلاقات بين الجانبين، وسمحت بتقوية العلاقات السياسية، معربا عن تطلعه إلى مواصلة الجهود المشتركة بين الجانبين، والمحافظة على آلية الاجتماعات الدورية في إطار المنتدى، بما يكفل الاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوة.


وأعرب عن أمله في أن يصبح منتدى التعاون العربي- الصيني نموذجا واعدا للتعاون، وأن يواصل هذه المسيرة الناجحة بكل طموح، متطلعا وبخطى ثابتة إلى مستقبل أفضل ، خدمة لمصلحة الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق.


وأكد على دعم المبادرة الصينية "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين"، والاستعداد للتعاون مع الجانب الصيني في هذا الشأن.


وقال "إننا نتطلع جميعا إلى أن يسهم هذا المقترح في زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات بين الطرفين العربي والصيني، جنبا إلى جنب مع تعظيم التعاون في مجالات الثقافة والإعلام وحوار الحضارات والبحث العلمي والتكنولوجي ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.


بدوره ، قال سفير سلطنة عمان لدى الصين، عبدالله بن صالح السعدي، عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين، إن الاجتماع يأتي في فترة تاريخية متميزة ودقيقة تقاوم فيها الأمة العربية رياح الإرهاب الأسود الذي يحاول كبح إرادة الشعوب الحية وتطلعها في الحرية والديمقراطية والكرامة والعيش الرغيد.


وأشار إلى أن مجلس السفراء العرب في بكين كان ومازال يمثل حلقة مهمة في توطيد علاقات الصداقة والتعاون والمنافع المتبادلة مع الصين وشعبها العريق الذي تربطنا به صلاة متينة تركت بصماتها في التاريخ الإنساني قديما وحديثا.


وقال إن منتدى التعاون العربي- الصيني ، الذي تأسس عام 2004 بجهود مقدرة من الجانبين ما هو إلا ثمرة هذا التاريخ الطويل من التعاون والصداقة التقليدية وسنعمل سويا من خلال هذا المنتدى الذي يمثل الإطار المؤسسي الشامل للعلاقات العربية – الصينية لتوطيد وتطوير علاقتنا ليعم الخير على الشعبين الصديقين العربي والصيني"، مشيرا إلى أن مجلس السفراء العرب في بكين كان ومازال يمثل حلقة مهمة في إنشاء وتطور هذا المنتدى.