التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:06 ص , بتوقيت القاهرة

من "طالبان" إلى "السلفية الجهادية".. فتاوى مهدت لـ"تفجير الكرنك"

تعاملت قوات الأمن في محيط معبد الكرنك مع إرهابيين حاولا استهداف حافلة سياحية، وتبادلت معهما إطلاق النار، ففجر أحدهما عبوة ناسفة كانت بحوزته، ما أدى إلى إصابتهما.


وأعاد الهجوم إلى الذاكرة مذبحة الأقصر 1997م في الدير البحري بمحافظة الأقصر، والتي أسفرت وقتها عن مقتل 58 سائحا، وكان لهذه العملية تأثير سلبي على السياحة في مصر، وأقيل على إثر هذا الهجوم وزير الداخلية اللواء حسن الألفي، وكانت المذبحة ناتجة عن عدد من الفتاوى المتراكمة من الجماعات الإسلامية التي حرمت العمل فى السياحة.


العمل بالسياحة حرام


أفتى نائب رئيس الدعوة السلفية، الشيخ سعيد عبد العظيم، في فتوى منشورة على موقع "طريق السلف"، بحرمة العمل فى السياحة لما يتضمن ذلك من تقديم الخمور، وقال لسائله "أبواب الرزق المباحة كثيرة وإن لم تتيسر هنا فارتحل إلى مكان آخر تطلب فيه رزقًا مباحًا، ولو عملت في السياحة الدينية (الحج والعمرة) فهذا أرفق بك، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه".


واعتبرت وزارة الأوقاف القطرية في فتوى رقم 33891 لعام 2003، أن العمل في الإرشاد السياحي خاصة في مصر ذات الآثار الفرعونية التي يصبو إليها سائحو الغرب، تتخلله محظورات شرعية كثيرة: منها: زيارة ديار الهالكين من الظالمين سواء في منطقة الأهرامات، أو معبد أبو سنبل أو الكرنك أو غيرها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول ديارهم إلا خائفين باكين.


وأضافت فتوى وزارة أوقاف قطر أن من هذه المحظورات أن لغة المرشد في التعريف بهذه الآثار هي غالبا لغة التعظيم والإكبار والإعجاب، ومنها: إرشادهم إلى كل ما يطلبون ارتياده حتى أماكن بيع التماثيل والخمور، وأماكن اللهو وحفلات الرقص والغناء، ولا يخفى أن ذلك يدخل في التعاون على الإثم والعدوان. ومنها: ارتياد المرشد بحكم صحبته للسائحين أماكن الباطل كدور عرض الأفلام والمسرحيات ذات المخالفات الشرعية الكثيرة كالطرب والرقص والسفور وتفخيم شأن الأمم الكافرة، وكحضور الموائد التي يدار عليها الخمر، وهذه أعظم من التي قبلها. ومنها: اصطحابهم إلى المساجد القديمة ودخولهم فيها شبه عرايا متلبسين بالحيض أو الجنابة، ولا يخفى أن في ذلك امتهاناً لهذه الأماكن الطاهرة. ومنها: التعرض لفتن النساء الكافرات، بمخالطتهن، والنظر إلى عوراتهن، وتجاذب أطراف الحديث معهن، وما يتخلله من تكسر وخضوع بالحركة والقول. هذا إذا كان المرشد رجلاً، أما إذا كان امرأة فالأمر أشد خطراً وأعظم ضرراً. وعليه؛ فلا يجوز عمل المرشد السياحي مع وجود المحظورات الشرعية التي ذكرنا بعضها، وفقا لما ذكرته الفتوى.



استهداف السياح


وفى فتوى لتنظيم القاعدة، تحت عنوان "القول الصريح فى حكم استهداف السياح"، والتى وضعها الشيخ أبو عمر الفاروق ونشرتها مؤسسة الملاحم عام 2009، عرفت السائح بأنه "الكافر الذى قدم إلى بلد من بلدان المسلمين بقصد النزهة"، وترى الوثيقة أن الأصل فى الكفار أنهم أهل حرب مباحة دماؤهم وأموالهم.


وقالت الوثيقة "نقول لمن يعترض على قتل السياح، نحن نعترض عليك قبل أن تعترض، ونطالبك بالدليل قبل أن تطالبنا به، ولئن كنت تقول: بأى دليل استبيحت دماء السياح؟ فنحن نقول لك بأى دليل عصمت دماءهم، وأنكرت قتلهم، فإن كنت وجدت فى كتاب الله أو سنة رسوله، ما ينقلنا عن هذا الأصل، فدلنا عليه".



تدمير الآثار


وخرجت العديد من الفتاوى بوجوب تدمير الآثار، كانت بدايتها- فى القرن الحالي- فتوى طالبان عام 2001 بهدم تمثال بوذا بأفغانستان، باعتباره صنما يعبد من دون الله، ووقتها استفتى البعض وزارة الأوقاف القطرية باعتبار أن هذا تراث إنساني، فكانت فتواها الشرعية رقم 7458 "وأما التعلل بكون هذا التماثيل من التراث الإنساني، فهذا كلام ساقط لا يلتفت إليه، فإن ‏اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام كانت تراثا لمن يعبدها في قريش والجزيرة".




الشحات


وهدأت فتاوى تدمير الآثار لما يقرب من 10 سنوات، حتى جاءت ثورة يناير 2011م، فأفتى المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية، عبدالمنعم الشحات،  بوجوب تغطية وجوه التماثيل الفرعونية بالشمع لأنها من الأصنام.


فتوى مرجان


بعد فتوى الشحات بعام، أفتى القيادي بالسلفية الجهادية، مرجان الجوهري، بضرورة تحطيم تمثال "أبوالهول" و"الأهرامات" مثلما حدث مع تمثال "بوذا" بأفغانستان.


واتهم مرجان العاملين بالسياحة بأنهم يحرضون على الفسق والدعارة وعليهم أن ينتصروا لدينهم بدلا من إغضاب الله عز وجل.