في مأساة جديدة من مآسي القطاع الصحي في الأقصر، نجت سيدة بحياتها بأعجوبة داخل المستشفى الدولي، بعد أن فقدت جنينها وانفجرت لديها المسالك البولية وخياطة سابقة لعملية قيصرية، إثر ساعات طويلة من الانتظار والإهمال، بدأت في الخامسة فجر السبت الماضي بالمستشفى العام، وانتهت في الثالثة عصرا داخل المستشفى الدولي.

انتقلت عدسة "دوت مصر"، إلى المستشفى الدولي لتلتقي هناك بضحية الإهمال الجديدة، إذ أكدت أم هاشم جلال مرتضى، والدموع تتساقط من عينيها، أنها ليست حزينة على فقدان جنينها بقدر استيائها من المعاملة السيئة بالمستشفيين العام والدولي، موضحة أنها توجهت فجر السبت الماضي إلى المستشفى العام بعد شعورها بآلام الولادة لتنتظر هناك ما يزيد على 4 ساعات متواصلة بحثا عن فرصة للدخول وإجراء عملية قيصرية لإخراج الجنين.

وتضيف أم هاشم أن بعد مماطلة مؤسفة تم توقيع الكشف الطبى عليها عن طريق أحد الأطباء، الذي أكد عدم توافر حضانة للجنين وعندما وجد ابن خالها مختار أحمد حسين ويعمل مقاولا فرصة داخل إحدى الحضانات الخاصة أخبره الطبيب أن هناك 7 حالات مماثلة بالمستشفى، وأن عليها انتظار دورها أو الانتقال إلى المستشفى الدولي.

وفي ظل حالة الإهمال الجسيم والآلام القاسية التي تواجهها الأم، اضطرت إلى الانتقال إلى المستشفى الدولي، وهناك وجدت فاصلا آخرا من الإهمال والمعاملة السيئة من الأطباء، ارتفع معها الحديث عن حسابات ونفقات إجراء العملية حتى ساءت حالتها كثيران لا سيما وأنها سبق لها إجراء 3 عمليات قيصرية من قبل.

ويضيف ابن خالها، أن مدير المستشفى الدولي تحدث معه بطريقة غير لائقة عندما لجأ إليه لإنقاذ ابنة عمته، مشيرا إلى مطالبتهم إياه بتوقيع زوجها أو أمها أو شقيقها على إقرار بالمسؤولية، رغم عدم تواجد أي منهم ورفضهم في البداية توقيعه على هذا الإقرار، إذ يعمل زوجها بجهاز الشرطة بأسوان، وشقيقها سافر إلى إحدى المحافظات للعمل، بينما تعاني والدتها من مرض الفشل الكلوي.

وأشار ابن خالة الضحية، إلى تلقى ابنة عمته تهديدات من جانب أحد الأطباء باستئصال الرحم، مؤكدا فقدان الجنين الذي توفي داخل الرحم بالمستشفى الدولي، ثم حدوث انفجار في خياطة عملية قيصرية سابقة، وانفجار داخل المسالك البولية جعلها على شفا الموت.

وأكد ابن الخالة، أن أم هاشم شابة يافعة وغير مصابة بأي أمراض كالسكر والضغط، كما يردد البعض لإخفاء تقصيرهم وإهمالهم، محملا المستشفى العام والدولي المسؤولية الكاملة عما حدث لابنة عمته.

من ناحيته نفى مدير المستشفى العام الدكتور أبوالنجا الحجاجي وجود أي نوع من الإهمال في مواجهة حالة أم هاشم، مشيرا إلى نقلها إلى المستشفى الدولي، وهي في حالة جيدة نظرا لقلة الإمكانيات بالمستشفى العام، إذ لا توجد حضانات للطفل كما كانت الأم في حاجة إلى عناية مركزة بإمكانيات أعلى.

كما أكدت وكيلة وزارة الصحة بالأقصر الدكتورة ناهد محمد أحمد، أن الحالة وجنينها خرجت من المستشفى العام، إلى الدولي، وهي في صحة جيدة، وأن التقرير الطبي الذي وصل إليها يشير إلى إصابة السيدة بمرض السكر وكذلك الضغط، وأن إمكانيات المستشفى العام لا تسمح باستقبالها لكنها لا تعرف ماذا حدث بعد وصولها إلى "الدولي".