التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:44 م , بتوقيت القاهرة

عبدالحكيم عامر.. رجل النكسة قتلوه أم قتل نفسه؟

لم يكن عبدالحكيم عامر مجرد قائدا بالجيش المصري في فترة من أهم فتراته فقط، ولكن ارتباطه وقربه من الرئيس جمال عبدالناصر، أعطاه أهمية خاصة، فقد كان رفيق كفاح وسلاح، بالإضافة إلى وفاته التي شابها لغزا لم يكشف عنه حتى الآن.


وأمسك "عامر" في يديه بالقوات المسلحة، والتي كانت تعد قوة رئيسية ومحورية في العالم العربي بأسره، وكان تحت تصرفه أيضا الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية والبوليس الحربي والمخابرات الحربية، ولجنة تصفية الإقطاع، والاتحادات الرياضية المدنية والعسكرية وقطاع النقل العام.


يقول الراحل المشير محمد عبدالغني الجمسي، رئيس عمليات القوات البرية على أرض سيناء، في مذكراته: "بينما كنت أجلس مع اللواء أحمد إسماعيل ليلا في جبهة القناة نراجع نشاط العدو في سيناء ونتائج أعمال قواتنا، دق التليفون وكان المتحدث هو الفريق أول محمد فوزي من القاهرة، يخطرنا بانتحار المشير عامر في منزله بمادة سامة شديدة المفعول كان يخفيها تحت الملابس الداخلية، وبالكشف الطبي عليه بواسطة لجنة طبية على مستوى عال وصلنا إلى نتيجة مؤكدة هي أن انتحار المشير عامر".


وتابع "انتحار المشير عامر لم يكن له تأثير عام فما زالت حرب يونيو بأحداثها ونتائجها المريرة تترك أثرها العميق في نفوس كل العسكريين بعد أن فقدنا سيناء، واستشهد لنا الآلاف من رجال القوات المسلحة، ولم يكن أحد قد نسي دوره في الهزيمة كقائد عام للقوات المسلحة ".


وأصدر النائب العام قراره في الحادث يوم 10 أكتوبر 1967، وجاء فيه "وبما أنه مما تقدم يكون الثابت أن المشير عبدالحكيم عامر قد تناول بنفسه عن بينة وإرادة مادة سامة بقصد الانتحار، وهو في منزله وبين أهله يوم 13 سبتمبر 1967، قضي بسببها نحبه في اليوم التالي، وهو ما لا جريمة فيه قانونا، لذلك نأمر بقيد الأوراق بدفتر الشكاوى وحفظها إداريا".


بينما يقول عمرو عبدالحكيم عامر عن وفاة والده: "لم أقرأ مذكرات الفريق الجمسي، ولم أهتم بمن يقول ولماذا قال لأنها ترجع للأهواء الشخصية، فالأفضل أن نرجع للوثائق والتقارير التي طلبت منذ سنوات بلجنة تؤرخ تاريخ مصر وتكون لجنة محايدة بالوثائق والمستندات"، مشيرا إلى أن قدم 4 تقارير للطبيب الشرعي لإعادة فتح القضية.


أما الدكتور علي بطاطا، أحد الأطباء المعالجين للمشير في فترة رقوده بالمستشفى قبل وفاته، فقال إنه خلال دوريته الساعة 10 صباحا يوم الوفاة حتى الساعة الـ 9 مساءً كانت صحة المشير في تحسن، وأن النبض والضغط طبيعيان، والمشير كان يشرب عصير جوافة معلب.


وجاء أيضا في أقوال الدكتور "بطاطا"، أن المشير في الساعة الرابعة كان يشكو من ألم في الأسنان وطلب مسكن قوى للأسنان، مؤكدًا أن من يكون على شفا الانتحار لا يستشعر بأي وجع بدني، مستنكرا أن يكون المشير قد انتحر، لافتا إلى أنه عاد إلى المشير الساعة السادسة مساء، وكان نائما نومًا طبيعيًا وأن التنفس والحرارة والضغط كانت في المستوى الطبيعي ولا تدل على أي أعراض مرضية، ثم بدأت اللحظات الحرجة لأنه بعد ثلث ساعة من كشفه على المشير واطمئنانه عليه وجده مغشيا عليه، وممتقع اللون والنبض غير محسوس والتنفس غير منتظم.


برلنتي عبدالحميد زوجة المشير عامر تروي تفاصيل وفاته


وكان ذلك هو المصير النهائي للمشير عامر، الذي كان برتبة رائد عند قيام ثورة 23 يوليو 1952، وبعد أقل من عام ترقى لرتبة اللواء مع تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة في 18 يوينو 1953، ثم ترقى بعد حوالي 5 سنوات إلى رتبة المشير في 20 فبراير 1958، وأصبح نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.