بماذا اختلفت زيارة السيسي إلى ألمانيا عن الدول الأخرى؟
اعتبر محللون سياسيون أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى ألمانيا زيارة مختلفة عن باقي الدول الأوروبية، موضحين أن الزيارة نجحت في تنفيذ أهدافها، مشيرين إلى أن ألمانيا أظهرت رغبة قوية في توطيد العلاقات مع مصر.
وقال مساعد وزير الخارجية السابق، معصوم مرزوق، لـ"دوت مصر"، إن زيارة الرئيس السيسي أثارت ضجة كبيرة قبل أن تبدأ، وهذا ما جعلها مختلفة عن زيارته لأي دولة أخرى، خاصة بعد موقف رئيس البرلمان الألماني الذي قال إنه لن يلتقي بالرئيس السيسي عند وصوله لألمانيا، فضلا عن تهديدات جماعة الإخوان في وسائل الإعلام بتنظيم مظاهرات مضادة.
وأشار "مرزوق"، إلى أن إتمام الزيارة في إطار تلك الإشكاليات اعتبرها الكثير ناجحة دون النظر إلى نتائج المباحثات بين البلدين، موضحا أنه لا يمكن الحكم على الزيارة بالنجاح حتى تخرج النتائج إلى حيز التطبيق.
الثقل والهيبة
ومن جانبه قال سكرتير عام اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، السفير جمال بيومي، إن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا تختلف عن غيرها في أن أكبر دولة في أوروبا تستقبل أكبر رئيس دولة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن ألمانيا القائد والرائد للحركة الأوروبية منذ نشأة الاتحاد الأوروبي، وكذلك فمصر هي الدولة الأساسية والمؤسسة للنظام العربي الذي يعطيه العرب ثقل ووزن كبير.
وبشأن نجاح الزيارة، أوضح "بيومي" أنه لا يمكن أن يكون رئيس دولة بحجم مصر يقدم على زيارة لألمانيا دون أن يحضر نفسه ويخطط جيدا لأن تكون الزيارة ناجحة، مضيفا: "لا أتصور زعيمة بحجم مستشار أكبر دولة في أوروبا تغامر في دعوة لزيارة تحمل الشك بعدم النجاح".
القوى الناعمة في مواجهة الإخوان
وأشاد الرئيس الشرفي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عبدالرؤوف الريدي، بزيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا، مؤكدا أنها كانت زيارة ناجحة وممتازة والدليل على ذلك أن الزيارة تمت في ظل وجود قوى ألمانية معارضة لدعوة السيسي للزيارة منذ البداية.
وأشار "الريدي"، إلى أن المباحثات التي تمت كانت موضوعية، خاصة وأن ألمانيا من أهم الدول الاقتصادية الأوروبية، وأن المؤتمر الصحفي الذي تم كان واجهة مشرفة ودليل على نجاح الزيارة.
وتابع: "القوى الناعمة التي صاحبت الرئيس السيسي بخلاف الجاليات المصرية المتواجدة في أوروبا كان لها دور قوي في مواجهة الإخوان، وكانت دليل على مدى شعبية الرئيس السيسي لدى شعبه".
من جانبه أوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، أن إبرام اتفاق مع شركة "سيمينز" وتحويل الحلقات النقاشية إلى خطابات نوايا من أبرز دلالات نجاح الزيارة.
ولفت إلى أن "القوى الناعمة التي صاحبت السيسي في زيارته لألمانيا من فنايين وسياسيين وإعلاميين استطاعت حشد عدد من المصريين لاستقبال السيسي في مواجهة قوية للإخوان".