شخصيات عربية في "الفيفا".. من يكون الرئيس؟
بإعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جوزيف بلاتر، استقالته من منصبه، ودعوته لعقد جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد، تقف شخصيات عربية على أعتاب اختيار أحدهم لقيادة المؤسسة الكروية الأكبر والأهم في العالم، لأول مرة.
علي بن الحسين
ابن الملك الأردني الراحل، الحسين بن طلال، والأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، والمرشح الخاسر في انتخابات "الفيفا" التي جرت أخيرا، وفاز فيها السويسري بلاتر، قبل أن تدفعه حملة كبيرة من الضغوط ودعاوى الفساد للتنحي عن المنصب الذي ظل يشغله طيلة 17 عاما.
لكن الأمير الأردني يبقى الشخصية الأوفر حظا، وأكثر الوجوه المرشحة للمنافسة بقوة، بحسب صحيفة "تيلجراف" البريطانية، فقد حصل على خبرة انتخابية كبيرة.
علي بن الحسين، الذي لم يبلغ بعد سن الأربعين، كان يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو رئيس الاتحادين الأردني والغرب آسيوي لكرة القدم، وقد شهد أداء منتخب بلاده تطورا مذهلا، إذ تمكن من الوصول إلى بطولات لم ينافس فيها بتاتا، كما أنه حقق تقدما كبيرا على قائمة ترتيب المنتخبات العالمية التي يصدرها "فيفا".
ولم تكن هذه أول انتخابات يخوضها، ففي 7 أكتوبر 2010، أعلن ترشحه لمنصب نائب رئيس "فيفا" عن قارة آسيا، للانتخابات التي أجريت في العاصمة القطرية، الدوحة، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وانتخب في 6 يناير 2011 نائبا لرئيس الاتحاد بعد حصولة على 25 صوتا مقابل 20 لمنافسة الكوري الجنوبي، تشونغ مونغ جوون.
وفي 6 يناير الماضي، أعلن الأمير الأردني ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، ضد جوزيف بلاتر، الذي كان مرشحا للفوز بالمقعد للمرة الخامسة على التوالي، لا سيما بعد انسحاب اللاعب البرتغالي السابق، لويس فيجو، من السباق قبيل الانتخابات.
وبالفعل، حصل بلاتر في الجولة الأولى على 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير علي، وفي أثناء إقامة الجولة الثانية من الانتخابات أعلن الأمير الأردني الانسحاب من الانتخابات.
أحمد الفهد
حفيد الأمير العاشر للكويت، أحمد الجابر الصباح، والوزير السابق في حكومة بلاده، الذي دخل المكتب التنفيذى للفيفا قبل أيام، والقادر على امتلاك زمام الأمور لمملكة الفيفا، بحسب صحيفة "أمريكا اليوم"، التي اعتبرته أوفر المرشحين حظا لخلافة بلاتر، بفضل القوة التصويتية في آسيا وكره الدول الإفريقية لتعيين مرشح أوربي.
وهو ما أكدته "تيلجراف"، التي قالت عنه إنه "شخص قوي ويمكنه الحصول على الكثير من الأصوات من آسيا أو من خارجها، حال قرر خوض انتخابات رئاسة فيفا".
غير أن الصحيفة عادت لتؤكد أن الشيء الوحيد الذي يمنعه من الترشح هو احتمالية ترشحه لرئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية المقبلة، مشيرة إلى رئاسته حاليا للمجلس الأوليمبي، وتمتعه بدعم سياسي قوي.
وكان الفهد خلال الانتخابات الأخيرة من الداعمين لبلاتر، الذي وصفه بأنه "الشخص المناسب لهذا المنصب"، ضد الأمير علي.
سلمان آل خليفة
رئيس الاتحاد الآسيوي الذي ساعد العجوز السويسرى (79 عاما) على النجاح في الانتخابات الماضية، الشيخ سلمان آل خليفة، وبحسب "تليجراف"، أصبح الشيخ البحريني من أكثر الشخصيات المؤثرة في الكرة العالمية، وهو الذي وقف خلف نجاح بلاتر في الانتخابات، ويمكنه أن يسير في نفس الطريق ويصبح رئيسا للفيفا دون أن يكون في حاجة للدعم الأوروبي.
محمد بن همام
رئيس السابق الاتحاد الأسيوي لكرة القدم منذ عام 2002 حتى 2011، وعضو الفيفا منذ العام 1996، محمد بن همام العبدالله، الذي ارتبط اسمه مع بلاتر بتهم الفساد، خصوصا بحصول قطر على حق تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022.
هذه الاتهامات ليست وليدة اللحظة، ففي عام 2011 وإبان الاستعدادات الأخيرة لإجراء انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بينه وبين نظيره السويسري، أحيل بن همام للتحقيق على إثر اتهامه بدفع رشاوى لأعضاء بكونجرس فيفا.
ولم يكن ذلك الانسحاب المفاجئ (قبلها بـ 48 ساعة فقط) إلا نتيجة لحرب خفية بين بلاتر وبن همام، فاز على إثرها العجوز السويسري بولاية رابعة بالتزكية خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي، الذي ضم 209 أعضاء.
ورغم ذلك، يحسب له خلال فترة رئاسته للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، انضمام منتخب أستراليا لكرة القدم للقارة، وإعادة إنشاء بطولة دوري أبطال آسيا، وهو عضو مجلس الشورى القطري.
وسبق له رئاسة الاتحاد القطري لكرة القدم، وطالب الاتحادات بتطبيق المهنية الاحترافية، فقد أكد على أهمية ممارسة الديمقراطية في كرة القدم الآسيوية، مطالبا بفصل السياسة عن اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
هاني أبو ريدة
عضو المكتب التنفيذى بالاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم، الذي طالته أيضا حملات "التشويه"، بحسب وصفه، ببنشر صورة تظهر فرحته عقب فوز بلاتر برئاسة "فيفا" على حساب الأمير على بن الحسين، الذي علق عليها قائلا إنها "عارية من الصحة".
هاني أبو ريدة، أكد أنه اجتمع بالوفد المصري والأمير علي ليلة التصويت لتأكيد دعم مصر للأمير، كما جمع أعضاء اتحاد شمال إفريقيا وطالبهم بدعم الأمير علي، واتفقوا على ذلك.
ووصف أبوريدة قرار بلاتر الاستقالة بـ"المفاجئ والجريء والصعب"، موضحا أن "الضغوط عليه كانت أكبر منه، خصوصا في ظل وجود خطوات إصلاحية كبيرة، والضغوط زادت على بلاتر بعد نجاحه في الانتخابات الأخيرة واعتقد أنه تحمل مسؤوليات لا تخصه".
فيما لم يعلن أبو ريدة عزمه الترشح لكرسي رئاسة الفيفا.
جبريل الرجوب
رئيس سابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي أثار جدلا واسعا، الأيام الماضية، على خلفية ما نشر بشأن موقفه الرافض للتصويت للأمير علي في الانتخابات السابقة، وسحبه مشروع قرار يطلب تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي.
لكنه، وفي أول تصريح له بعد انتهاء أزمة منعه من العبور إلى الأردن، أكد لـ"دوت مصر"، في وقت سابق، أنه لم يمنع من دخول عمان، مؤكدا أنه أعطى صوته للأمير علي بن الحسين، وأنه من الطبيعي أن يعطي صوته للمرشح العربي.
وتعليقا علي الضجة التي أثيرت بشأن سحب طلب تجميد عضوية إسرائيل في الفيفا، قال الرجوب: هذا يأتي بعد أن تقرر تشكيل لجنة دولية في الفيفا تعمل كآلية رقابة على إسرائيل في كل ما يتعلق بمعاملتها مع اللاعبين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وحريتهم في الحركة، وتعمل اللجنة على فحص الادعاءات بالعنصرية تجاه العرب في كرة القدم الإسرائيلية، ومشاركة فرق من المستوطنات في الدوري الإسرائيلي.
ويبقى المؤكد أن رئيس الاتحاد الفلسطيني لم يعرب عن نيته الترشح لرئاسة الفيفا.