"جارة جهنم".. هنا عاشت الحيتان
هل حقا أن "حيتان.. وأسماك قرش.. وعروس البحر.. ودرافيل.. وتماسيح" كانت تسبح سابقا في المنطقة الموجود بها محافظة الفيوم حاليا، والتي تبعد عن السواحل البحرية بنحو 380 كيلو مترًا !.
حدث هذا بالفعل لكن قبل نحو 40 مليون عام؛ عندما غمرت مياه النيل منطقة الفيوم، التي كانت تقع بين شاطئ البحر المتوسط في أوائل تكوينه وبين دلتا نهر النيل.
تراث عالمي
تعتبر منطقة "وادي الحيتان" بالفيوم شاهدا على طبيعة حياة الحيتان كاملة؛ إذ تتواجد مجموعة كبيرة من هياكل الحيتان يصل عددها إلى 406 هياكل، منها 205 هياكل عظمية متنوعة لكائنات بحرية من عصر الأيوسين عندما كانت المنطقة مغطاه بمياه البحر المتوسط.
اكُتشفت حفريات وادى الحيتان في عام 1903 بواسطة العالم بيد تل، ويوجد بها العديد من هياكل الحيوانات البحرية، منها أسماك القرش والتماسيح والسلاحف البحرية، لتمثل في الوقت الحالي محمية لحيوانات نادرة مثل الغزال الأبيض والثعلب الأحمر وثعلب الفنك والذئب المصري والنمس والقط الجبلي والأرقم الأحمر والبرص أبو كف، بالإضافة إلى عدة أنواع من الطيور منها الشرشير الشتوي وصقر شاهين والعقاب النسارية.
وفي يوليو من عام 2005، تم إعلان منطقة وادي الحيتان كأول محمية تراث طبيعي عالمي في مصر وسادس موقع عربي يتم تسجيله في قائمة اليونسكو كتراث طبيعي عالمي في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي استضافته مدينة دربن بجنوب إفريقيا.
وادي المساخيط
تعتبر "منطقة العجائب"، إذ يوجد بها جبل يطلق عليه "جبل جهنم"، وهي منطقة تمثل قاع البحر القديم، بينما يطلق البعض على المنطقة قارة جهنم أو جارة جهنم للارتفاع الشديد في درجات الحرارة في فصل الصيف لدرجة أن المعادن والصخور تزداد حمرة من شدة حرارة الشمس.
ويطلق على وادي الحيتان كذلك "وادي المساخيط" حيث تدور القصص والأساطير حول هذه المنطقة، فلا يتصور البعض وجود هياكل بحرية في منطقة صحراوية، ولا يقبلوا بفكرة أن هذه البقعة الصفراء كانت يوما ما منطقة بحرية.
وتتردد الأساطير بأن هذه الهياكل هى بقايا لمجتمعات وأقوام متجبرة سخطها الله وخسف بهم الأرض تاركا هذه الشواهد لتدل عليهم، وما يدلل عليه المتبنيين لهذه الأسطورة بأن إلى جوار وادي الحيتان هناك منطقة جبل قطراني التي أعلن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUUCNI) أن فيها بقايا أشباه الإنسان الأول، وهياكل أسلاف الفيل,، والحيوان الثديي ثنائي القرون المعروف باسم الأرسينوثيرام.