آل سلطان.. وعقلية الإخوان
يقول محمد سلطان الابن، في مايو 2015، في رسالة فيديو: "أعيش بنفس القيم والمبادئ التي وضعها آباؤنا المؤسسون في هذه الأمة، أرض الحرية، ووطن الشجعان". يقصد بالأمة أمريكا، علشان محدش خياله يروح لبعيد.
وهي نفس القيم والمبادئ التي يصفها والده صلاح الدين سلطان في مواضع كثيرة "بأنها قيم علمانية صهيوأمريكية منحلة، يسعى هو وجماعته التصدي لمحاولات نقلها لمصر!". وهي قيم أفسدت العالم، وستعود على أمريكا المجرمة بالخراب، وفقا لمصطلحات سلطان الأب.
اية الجنان ده، نصدق الواد ولا أبوه؟!
طيب خد ده كمان. يقول سلطان الابن: "كنت أحاول تبادل المبادئ الأمريكية مع الشباب المصري، هذا الشباب الذي أشاد به الرئيس الأمريكي بعد ثورة 25 يناير، جريمتي هي بالضبط ما أعتقد أن رئيسي يريدني أن أفعله".
بينما يقول والده صلاح سلطان: "60% من جهود الإدارة الأمريكية أيام ثورة 25 يناير، كانت محاولة لاحتواء الثورة".
يعني الابن بيعمل اللي بيقول عليه رئيسه أوباما بالضبط. بينما الأب يلعن نفس الإدارة الأمريكية، ويتهمها أنها كانت تسعى لاحتواء ثورة 25 يناير. يعني كدا الأب والابن ضد بعض، معقوووووول!!.
كجزء من حل هذا اللغز، وفك جزءا ولو بسيطا من طلاسم فكر الإخوان -السري- مهم نتعرف على قصة آل سلطان، الطبعة الأمريكية، وهي باختصار شديد: أب غارق في الثقافة الإخوانية المنغلقة، التي جعلته يعيش وأقرانه محبوسين داخل حلم دولة الخلافة على الطريقة البناوية؛ ولكن سعيا للقمة العيش ومآرب أخرى ظهرت لاحقا، تحرك من مصر منذ بداية الثمانينات، فسافر للسعودية ثم سلطنة عمان، ثم أمريكا عام 1998 وقتها كان سلطان الابن عمره عشر سنوات، ثم عاد الأب للبحرين عام 2006.
لاحظ أن خط صلاح سلطان، يشبه كثيرا خط سير محمد مرسي.
ثم عاد دكتور سلطان للبحرين، ويبدو أنها كانت عودة غير لم اختيارية أبدا، فلقد تم ترحيله لنشاطات مريبة، وتحركات على الإنترنت أقلقت الإدارة الامريكية، وفقا لهذا المصدر ومع أنه خرج من النعيم الأمريكي، لكنه أبقى عائلته هناك، تركهم وحدهم، تركهم في بلاد العهر والكفر، كما يقول بعضمة لسانه.
ولكن ماذا عن الابن؟ هل شرب من نفس الوعاء، هل عاش منعزلا عن هذا المجتمع، هل حقا يكره أمريكا مثل أبيه؟
لدينا بعض الوقائع التي "قد" تجعلنا نعتقد أنه الابن لم يكن سر أبيه، تعلم في مدارس أمريكا، وتخرج من "جامعة ولاية اوهايو" وهي من الجماعات الأمريكية الحكومية، بل وكان رئيس رابطة الطلاب المسلمين فيها، وواضح مما يكتبه أنه محب للثقافة الأمريكية، حتى فرقها الرياضية، بل وعلى المستوى السياسي، كان نشطا، وشارك بفاعلية في حملة أوباما الانتخابية عام 2007.
وستجد أيضا -في نفس الوقت- أنشطة كثيرة، تندرج تحت بند نشاط شبه رسمي لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا، ولهذا حديث آخر.
في خطابه للرئيس -رئيسيه- الأمريكي، أكتوبر 2013، يقول محمد سلطان من داخل محبسه: "سيدى الرئيس، كل ما أصبو إليه هو فرصة للاحتفال بعيد الشكر مع عائلتي وأصدقائي والتمتع بأكل لحم الرومي والفطائر، أحلم بمشاهدة فريقي "باك أيز" وهو يحتفل بعد هزيمة ميشتجان. الواد طلع أمريكاني خالص، وبيحتفل بعيد الشكر الأمريكي، وبيحب فريق كافر بيلعب كرة قدم أمريكية.
هل عندي مشكل مع السلوك ده؟ أبدا، بالعكس، فمن وجهة نظري، أنه يجب على العرب أن يتفاعلوا مع المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، ولا يتقوقعون في ثقافته المحلية.. ولكن المشكلة فيمن يظهر غير ما يبطن، المشكلة فيمن يسب أمريكا والثقافة الأمريكية، والعلمانية الأمريكية ليل نهار، وهم وأبناؤهم يمتعون بها ويحتفلون بعيد الشكر!.
في جلسة محاكمته، 9 مارس 2015، أكد محمد سلطان: "أنه يفخر كثيرًا بوالده صلاح سلطان، لأنه غرس بداخله القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية".
هل رأيت أي تعارض أو تضارب بين كلام الابن وأبيه؟
هل أنت محتار؟
ليس أمامنا إلا أن نقول، إما ان الابن مختلف عن أبيه تماما، والحاج صلاح سلطان فشل في تربية ابنه على النهج الإسلامي-الإخواني القويم... أو ربما أن الولد يمثل طبعة جديدة أمريكية متطورة من الفكر الإخواني، وأنه عاد أثناء اعتصام رابعة - لاحظ التوقيت- لكي يقف بجوار جماعته في محنتها.
وماذا عن ما قاله الولد من تسبيح بحمد أمريكا الكافرة، هل هذا يجوز لمسلم؟
وفقا للمنطق الإخواني، هناك قواعد فقهية جاهزة للمساندة والتطويع، خد عندك:
• الضرورات تبيح المحظورات
• ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
• لأنهم خارج الملة، لهذا يجوز الكذب والسرقة والقتل
* وفي النهاية هذا لا يمنع أبدا أن يكون لي موقف رافض وناقد لأي مخالفات قانونية أو حقوقية ارتكبت في حق محمد سلطان - المصري أو الأمريكي مش فارقة - وأي إنسان غيره. لكن هذه نقرة، وتقبيله للأرض الأمريكية وتمجيده لقيم ومبادئ العم سام، بينما يلعنها أبوه.. نقرة تانية خالص.. تفضح ما عليه هؤلاء الأفاقين!!