التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:13 ص , بتوقيت القاهرة

صور| مسار "العائلة المقدسة".. من سيناء لجبل درنكة

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الإثنين، بعيد دخول المسيح إلى أرض مصر، وهو أحد "الأعياد السيدية" (الخاصة بالسيد المسيح) الصغرى، إذ مكثت "العائلة المقدسة" بمصر ما يزيد على 3 سنوات طافوا خلالها العديد من المناطق، ويمثل هذا العيد بالنسبة للأقباط أهمية كبيرة، إذ يعتبرونه بركة خاصة بأن مصر هي الدولة الوحيدة التي زارها المسيح خارج وطنه الأم.


خريطة لمسار العائلة المقدسة


الهروب من وجه "هيرودس"


تؤمن الكنيسة بأن السيد المسيح جاء هاربا من الملك "هيرودس" الذي أراد قتله ظنا منه أن المسيح جاء كملك أرضي، وتعتمد الكنيسة في هذا على التقليد الرسولي ونصوص الإنجيل، ومنها النص الذي جاء في الإصحاح الثاني من إنجيل متى "وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم و خذ الصبي و أمه و أهرب الى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه".


كما تؤمن الكنيسة بأن التوراة تنبأت عن مجيئه في النص القائل "ومن مصر دعوت ابني" (هو11: 1)، وكذلك النص القائل "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه" (إش19: 1)، كما تعتز الكنيسة القبطية بالنص القائل "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها" (أش19: 19)، إذ تعتبرها نبؤة عن مباركة المسيح وتأسيسه للكنيسة القبطية نظرا لأن اليهود لا يقيمون مذابح خارج أراضيهم.


مسار العائلة المقدسة


حرصت الكنيسة القبطية على تأريخ مسار "العائلة المقدسة"، خاصة وأن الإنجيل لم يذكر تفاصيل الرحلة التي امتدت لـ3 سنوات ونصف، وسارت من بيت لحم لغزة حتى وصلت لمحطتها الأولى بمصر عن طريق الناحية الشمالية من جهة الفرما الواقعة بين مدنيتي العريش وبورسعيد، ثم إلى تل بطسة بالشرقية.


ولم يمكثوا كثيرا بتل بسطة إذ ذهبوا إلى مسطرد، ثم إلى بلبيس، ثم إلى سمنود ثم سخا، ثم وادي النطرون، ثم إلى المطرية، وعين شمس، وكانت توجد في هذا المكان شجرة، استظلوا بها من حر الشمس، وتعرف حتى اليوم باسم "شجرة مريم".



 وانتقلت بعد ذلك إلى مصر القديمة والتي تحولت معظم المناطق التي مكثت بها هناك إلى كنائس، ثم المعادي (منف) التي أنشئ بها كنيسة على اسم السيدة العذراء، ثم انتقلوا لفترة للعديد من الأماكن بالمنيا، ثم إلى أسيوط بمنطقة جبل درنكة ومنطقة دير المحرق التي مازال بها بعض الآثار لهم، حتى كانت محطتهم الأخيرة بسيناء قبل أن يعودوا مرة أخرى لفلسطين.
المنطقة الأثرية بجبل درنكة?


إعادة أحياء المسار
شرعت الدولة في العديد من المرات في إحياء مسار العائلة المقدسة للاستفادة منه كمصدر للسياحة الدينية إلا أن المشروع تعطل لسنوات عديدة، حتى عاد لبؤرة اهتمام الدولة في أكتوبر الماضي، إذ شارك رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بحضور بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، وسفراء ورجال الدين المسيحي من داخل مصر وخارجها بالاحتفالية التي أقامتها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالمتحف القبطي بمصر القديمة، بمناسبة إطلاق مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، والإعلان عن برامج سياحية خاصة به.