إيزيدية محررة: نعمل جواري في منازل أمراء "داعش"
بعدما تحررت فتاتان إزيديتان من الاحتجاز لدى تنظيم "داعش"، بعد العملية العسكرية التي نفذتها قوة خاصة من الجيش الأمريكي على منزل أبو سياف في سوريا، وتمكنتا من الوصول إلى مدينة دهوك في إقليم كردستان، كشفت إحداهن بعض الأسرار الخفية عن آلية توزيع النساء الإيزيديات في سوريا على مسلحي التنظيم، متحدثة عن الفترة الصعبة التي قضتها في سوريا.
وبدأت الأخت الكبرى "26 عاما"، بسرد تفاصيل حادثة وقوعها بيد تنظيم داعش، قائلة: "مسلحو التنظيم اختطفونا في مدينة سنجار، ثم أخذونا إلى مدرسة، ليتم إرسالنا في اليوم التالي إلى تلعفر، حيث تم فصل الفتيات اللاتي تتجاوز أعمارهن 12 عاما عن الأخريات"، مضيفة: "بعدها أرسلونا إلى سجن بادوش في الموصل".
وطلبت الفتاة الكردية الإيزيدية عدم نشر صورتها أو ذكر اسمها خلال حديثها لشبكة "رووداو" الكردية، "لأن أغلب أفراد عائلتها وأقربائها لا زالوا محتجزين لدى تنظيم داعش"، ماضية في إتمام قصتها.
"في صباح اليوم الثامن من اعتقالنا، نقلونا بحافلات كبيرة إلى سوريا، وكنا نحو 500 فتاة، كل 50 فتاة في حافلة، وعلمنا أننا دخلنا إلى سوريا، من خلال اللوحات الطرقية"، متابعة: "قاموا بإنزال بعض الفتيات في المدينة الأولى الخاضعة لسيطرتهم في سوريا، لم نكن نعلم ما الذي سيفعلونه بنا، إلا أن عددنا كان يتضائل حتى وصلنا إلى الرقة، حيث وضعونا في إحدى المعامل".
ومضت الإيزيدية المحررة بالقول: "تم نقلي 5 مرات خلال الأشهر التسعة التي قضيتها في سوريا"، موضحة: "بعد قضاء شهرين في الرقة، تم نقلي إلى بلدة (قبة)، ثم إلى مدينة أخرى لا أعلم اسمها، ومنها إلى ريف حمص ثم إلى الرقة".
وكشفت تلك الفتاة معلومة جديدة حول طريقة تعامل داعش مع النساء الكورديات المحتجزات، وقالت: "مسلحو داعش يعملون على فصل الأقرباء عن بعضهم، ما جعلني أطلب من شقيقتي أن تظهر نفسها كمريضة نفسية، لذا بدأت أقول لهم إن شقيقتي مريضة نفسية، كلما حاولوا فصلنا عن بعض".
وبخصوص مصير باقي النساء في سوريا، قالت الشقيقة الكبرى: "تم توزيع قسم منهم على مقرات داعش، والقسم الآخر تم بيعه للعرب في سوريا".
وتحدثت الكردية الإيزيدية عن الأيام التي قضتها في سوريا، قائلة: "أصعب فترة قضيناها في سوريا، كانت خلال إقامتنا لخمسة أشهر في ريف حمص، حيث كنا في مقر لداعش في إحدى القرى، وكنت مع شقيقتي في غرفة معتمة، وكانوا يعطونا يوميا قنينة ماء مع كسرة خبز، أو قليلا من الرز أو البرغل غير المطبوخ بشكل جيد".
وعن طريقة تعامل مسلحي داعش معهم، أكدت المحررة الإيزيدية أنهم كانوا "يتحدثون معهم بطريقة مهينة، ويهددونهم السلاح طالبين منهم الدخول في الإسلام"، ويقولون لهم "قضينا على كافة أقربائكن"، كلما سألنهم عن باقي أفراد عائلتهن.
وتقول الفتاة، التي يبدو من ملامحها أنها عايشت ظروفا صعبة في سوريا: "لو تحدثت على مدار ثلاثة أيام متواصلة لن أتمكن من نقل كامل المعاناة التي عايشتها في سوريا"، لدرجة أننا كنا ندعو إلى الله، أن يتم قصف المقر الذي نحن به، من قبل الطائرات الحربية.
أضافت "يوما ما قامت الطائرات الحربية بتنفيذ غارات مكثفة على القرية، أسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي داعش، حينها قرر أحد المسلحين أن يأخذنا إلى منزله في الرقة".
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، منتصف الشهر الجاري، أن قوة خاصة نفذت عملية أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة مقتل أحد قادة تنظيم داعش، ويدعى "أبو سياف" واعتقال زوجته، إضافة إلى تحرير شابة إيزيدية، اتخذها الزوجان "جارية" لهما.
ويشار إلى أن أبو سياف هو أحد قادة داعش، وكان مشرفا على عملياته النفطية، وشارك مع زوجته في العديد من عمليات القتل العشوائي، وكان لزوجته دور في عمليات "سبي الإيزيديات".
ولم تكن الفتاة المحررة تمتلك أي معلومات عن أبو سياف، إلا أنها قالت: "وجود النساء الإيزيديات في منازل أمراء داعش أمر طبيعي، لأنهم يتخذونهن كجواري في المنازل"، مضيفة: "أتوقع أن التنظيم أرسل نحو 1000 فتاة إيزيدية إلى سوريا".