الأزمة المالية.. إيران تعاقب "الجهاد الإسلامي"
انشقاقات وأزمات مالية وإغلاق جمعيات ومكاتب، ضربات موجعه تلقتها حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية لا تزال تعصف بالحركة وتلقي بها في مهب الريح.
مصادر فلسطينية مطلعة قالت إن السبب الرئيسي في الأزمة الحالية هو توقف الدعم الإيراني، الذي يعد المصدر الأساسي لتمويل الحركة، ويرجع ذلك لخلافات بين طهران وقيادة الجهاد حول "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية في اليمن، وموقف الحركة منها، بحسب ما ذكرت "الشرق الأوسط".
الجهاد تلتزم الصمت تجاه عاصفة الحزم
وقالت المصادر نفسها إن الإيرانيين، بعد موقف كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس، اللذان أعلنا تأييد عاصفة الحزم في اليمن، كانوا يتطلعون إلى موقف فلسطيني مناهض للحملة ضد الحوثيين، وطلبوا من الجهاد تصدير موقف مشابه لموقف حزب الله، لكن حركة الجهاد رفضت والتزمت الصمت.
وزاد الطين بلة، خروج مسؤول من الجهاد لنفي ما نشرته وسائل إعلام إيرانية من أن الحركة تؤيد الحوثيين، مؤكدا بشدة عدم التدخل في شؤون أي بلد عربي.
حيث خرج نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ببيان رسمي، مارس الماضي، نفى فيه أي تعليق لحركته على الأحداث الجارية في اليمن، مؤكدا التزام حركته الصمت حيال ما يجري في المنطقة العربية.
وأضاف عزام أن حركة الجهاد الإسلامي، ملتزمة بعدم التدخل مطلقا بما يجري في اليمن، أو المنطقة العربية. وتابع "الحركة لم تدل بأي تصريح، سواء مع أو ضد، وموقفها سيبقى ثابتا ولن تتدخل في أي شأن عربي".
عندما تغضب إيران على "الجهاد"
قبل أسبوعين اضطرت الحركة إلى إغلاق مكتب فضائية "فلسطين اليوم" التي تديرها الحركة من خارج فلسطين، كما استغنت عن بعض الموظفين العاملين في مكتبها برام الله.
وأكد مصدر من داخل الحركة لوكالة "معا" الفلسطينية، أن الأزمة تسببت بوقف صرف رواتب موظفي حركة الجهاد منذ ثلاثة أشهر، إضافة إلى توقف عمل الجمعيات الخيرية التابعة للحركة وبعضها مهدد بالإغلاق التام في الأيام القادمة.
واضطرت حركة الجهاد الإسلامي إلى إغلاق لجان ومكاتب، والاستغناء عن عاملين، كما اضطرت إلى تقليص الموازنات بشكل كبير، بينما الموازنات التشغيلية راكمت الديون على الحركة.
الجهاد تقلل من تأثيرات الأزمة
اعتبرت حركة الجهاد أن التقارير التي أشارت إلى معاناتها من أزمة مالية شديدة "تحمل كثيرا من الخلط والإثارة"، لكنها أقرت في الوقت ذاته أنها تواجه "ضائقة مالية مثلها مثل باقي أبناء الشعب الفلسطيني".
وأكدت الحركة، في بيان صحفي، مساء الخميس الماضي، ردا على الحملة الإعلامية التي تناولت الأزمة المالية للحركة، على موقفها ونهجها الثابت، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي أو إسلامي أو أجنبي، وعدم الزج بفلسطين وقضيتها ومقاومتها في أي صراع أو نزاع بين أبناء الأمة.