التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:12 ص , بتوقيت القاهرة

صور| الأميرة هيا بنت الحسين.. "فارسة" الأرقام القياسية

من جديد، عادت لتتصدر عناوين الصحف العربية، حينما دافعت قبل يومين عن شقيقها، الأمير علي بن الحسين، المرشح المنسحب لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، باعتبارها مسؤولة حملته، ضد حديث نسبه إليه رئيس المجلس الأوليمبي الآسيوي، الشيخ أحمد الفهد، بأن حدثا سيجري قبل انتخابات الفيفا، واصفة الشيخ الكويتي بـ"الرجل اليائس".



هي ابنة الملك الأردني الراحل، الحسين بن طلال الهاشمي، من زوجته الملكة علياء، وأخت العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، وزوجة نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأميرة هيا بنت الحسين.



الفارسة الأولى


دفاع الأميرة هيا عن شقيقها بهذه الشجاعة، يبدو بديهيا، لا سيما وهي من كانت، في الـ13 من عمرها، أول امرأة تمثل الأردن دوليا في رياضة الفروسية في القفز فوق الحواجز، حيث فازت بالميدالية البرونزية للأفراد في بطولة ألعاب الفروسية العربية عام 1992. 



الرقم القياسي الذي حطمته الأميرة الأردنية لم يقف عند هذا الحد، بل كانت أول امرأة تفوز بميدالية عربية في رياضة الفروسية، كما كانت أول رياضية أردنية تتحول إلى الرياضة الاحترافية بتوقيعها لعقد تجاري مع المصمم الإيطالي، لورو بيانا، في مايو عام 2000.


وبعد عامين، مثلت الأميرة هيا المملكة الأردنية في منافسة بطولة العالم للفروسية في مدينة جيزيز الإسبانية، وكانت بذلك أول امرأة عربية تتأهل وتنافس في بطولة عالمية للفروسية، كما كانت "الأولى" أيضا في مجال آخر، عندما حصلت على رخصة لقيادة شاحنات ثقيلة لنقل جيادها.



الرياضية المسؤولة


وعام 2006، انتخبت الأميرة هيا رئيسة للاتحاد الدولي للفروسية، وأعيد انتخابها لدورة ثانية في نوفمبر 2010، حيث عملت على تحسين الوضع المالي للاتحاد، من خلال إضافة رعاة جدد، كما أطلقت قناة "FEITV" التلفزيونية الخاصة بالاتحاد الدولي للفروسية للوصول إلى جمهور أوسع، إضافة إلى تبنيها مبادرة الرياضة النظيفة لمحاربة تعاطي المنشطات.



وشغلت الأميرة هيا عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2007، وعملت ضمن لجنة الرياضيين التابعة للجنة الأولمبية الدولية (2005-2010) ولجنة الثقافة والتعليم الأولمبي. 



وعلاوة على شغلها لعضوية المجلس الاستشاري لمؤتمر إيكونوميست للرياضات العالمية، تولت الأميرة الأردنية منصب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض سبورت أكورد 2010 في دبي، وأصبحت منذ شهر يونيو 2010 داعما عالميا للأكاديمية العالمية للرياضة. 



وقبل الانتخابات التالية للاتحاد الدولي للفروسية، وتحديدا في أغسطس عام 2014، أعلنت الأميرة هيا رفضها الترشح لدورة ثالثة على رأس الاتحاد، بهدف التفرغ لتربية طفليها: الجليلة (8 أعوام)، وزايد (3 أعوام)، وللعمل الإنساني، شاكرة زوجها الشيخ محمد بن راشد على دعمها طوال 8 سنوات في منصبها.



سفيرة النوايا الحسنة


اهتمام الأميرة هيا، المتخرجة في كلية "سانت هيلدا" بجامعة "أكسفورد"، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد، بالعمل الإنساني، لم يبدأ فقط في ذلك الحين، ففي عام 2003 أسست الأميرة الأردنية "تكية أم علي"، كأول منظمة مساعدات غذائية غير حكومية في العالم العربي، وذلك إحياء لذكرى والدتها، الملكة الراحلة علياء، وتولت رئاسة مجلس إدارتها. 



ومن هنا، حطمت رقما قياسيا جديدا، عندما كانت أول عربي وأول امرأة تحمل لقب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي (2005-2007)، وسافرت خلال فترة قيامها بهذه المهمة إلى كل من مالاوي وإثيوبيا وسوريا لتعاين بنفسها آثار الأزمة الغذائية في تلك المناطق.


وفي شهر مارس 2007، تم تعيين الأميرة هيا رئيسة لمجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، التي تعد واحدة من أكبر مراكز توريد المساعدات في العالم، بموجب مرسوم أصدره الشيخ محمد بن راشد.



رسول السلام


الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اختار، في سبتمبر 2007، الأميرة هيا سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وهو أرفع لقب يمنح لمواطن عالمي من الأمين العام للأمم المتحدة بغية الإسهام في معالجة المشاكل الملحة في أنحاء العالم. 



وبعد شهر، اختار الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، الأميرة هيا لتكون عضوا مؤسسا للمنتدى العالمي للخدمات الإنسانية في جنيف (2007-2010)، وهو مؤسسة عالمية تهدف إلى معالجة القضايا الإنسانية.


الناشطة الفاعلة


وفي شهر يناير 2010، زارت الأميرة هيا العاصمة الكينية نيروبي لدعم إطلاق مبادرات محلية وعالمية للاستجابة الفعالة لحالات نقص الغذاء الكارثية، وفي 22 من الشهر نفسه، أي بعد 10 أيام فقط من الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، سافرت الأميرة الأردنية إلى مدينة بورت أو برنس للإشراف على عملية تسليم 90 طن من المعونات الإغاثية للشعب الهايتي، التي نظمت شحنها المدينة العالمية للمساعدات الإنسانية. 


فيما زارت في شهر فبراير عام 2011، مدينة سيم ريب في كمبوديا لجذب مزيد من الاهتمام إلى أزمة الغذاء المتواصلة في تلك المنطقة.



ولم يتوقف نشاط الأميرة الأردنية عند هذا الحد، بل امتد إلى المجال الصحي، حيث تدعم  العديد من الجهود الوطنية للارتقاء بمستوى صحة الأطفال والنساء في الأردن، فهي رئيسة مركز الأميرة هيا للتقنيات الحيوية في جامعة الأردن للعلوم والتكنولوجيا، كما تشغل منصب الرئيس الفخري لمؤسسة الملكة علياء للسمع والنطق.


كما قامت الأميرة هيا بتطوير ملتقى إقليمي للصحة يعالج أحد المواضيع الصحية المؤثرة على صحة الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، ويعقد كل عامين، تحت مسمى "المؤتمر العربي لصحة الأطفال".


الأميرة الآن


ولازالت الأميرة هيا تواصل نشاطاتها الإنسانية، ومشاركاتها في المؤتمرات الدولية، والفعاليات الخيرية، مدافعة عن حقوق الأطفال والفقراء، في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والأمن، والتي حازت بسببها على العديد من الجوائز والأوسمة محليا ودوليا.