فيديو | وزير الثقافة: كنا بنذاكر في "الغيط" ونسمع النتيجة من الراديو
تصوير - محمد الامين
"أنا كنت في ثانوية أزهرية، وكانت هذه المرحلة المفصلية هامة حتى أدخل الكلية التي أريدها".. بهذه الكلمات تذكر وزير الثقافة، عبدالواحد النبوي، مرحلة الثانوية العامة، وأخذ يسرد لـ"دوت مصر" تلك الذكريات، قائلا: "كانت مرحلتي الثانوية فيها نوعا من الضغط بسبب المقارنة التنافسية بين أبناء العائلة، عن مين جاب مجموع أكبر، مين من زملائك اللي كانوا سابقينك بسنة دخل كلية إيه".
وأضاف وزير الثقافة: "دخلت الشهادة الثانوية عام 1987، حيث كان لا يوجد ما يسمى بالدروس الخصوصية، وكنا ننظر للطالب اللي بيأخذها أنه طالب فاشل وغير قادر على تحمل المسؤولية، كما لم تكن هناك الأجواء الأسرية المشحونة بالضغط، ووالدي كان متفهما لذلك، وبخاصة لأني كنت من المتفوقين في مرحلتي الإعدادية والثانوية".
وعن طقوس المذاكرة في الثانوية العامة قال الوزير: "أنا من إحدى قرى محافظة الدقهلية، ذات البيئة الريفية، والتي تتسم بالخضرة والطبيعة، كنا بنأخد كتبنا ونتجه إلى الأرض الزراعية (الغيط)، ونذاكر وسط الطبيعة، وكنا نلتقي أنا والزملاء وندون الملاحظات، ونذاكر بشكل جماعي بوضع إجابات نموذجية بعد مناقشات".
وعن الدعم الأسري قال النبوي: "الدعم الوحيد أن الأسرة لا تكلفك بأي أعمال أخرى غير المذاكرة، كما كان توفر لي الكتب الخارجية رغم أنها كانت نادرة".
وفيما يتعلق بذكرياته عن أيام الامتحانات، قال: "كنت أدرس في معهد أتمدة الإعدادي الثانوي الأزهري، والذي كان يبعد عن المنزل حوالي 5 كم، وللوصول إلى الامتحان في الوقت المحدد كان يتطلب ذلك مني الاستيقاظ مبكرا، كنا دائما أذهب إلى الامتحان مع مجموعة من زملائي من أبناء القرية، ونستأجر سيارة توصلنا إلى اللجنة".
وتابع النبوي: "كان والدي يحرص على أني أنام مبكرا، حيث كان يقول لي نام بدري قبل الساعة 12 علشان تصىحى فايق ومركز وتطلع بعد كده على الامتحان".
ونوه وزير الثقافة بقوله: "جداول الامتحانات دلوقتي فيها "دلع"، على أيامنا مكانشي في فاصل بين مادة وأخرى، كنا نخلص الامتحانات بعد أسبوع ونصف أو أسبوعين من بدايتها، رغم أن اختبارات الشهاده الأزهرية بها جزءا كبيرا شفهي".
وعن ظهور النتيجة، قال الوزير: "على أيامنا كانت النتيجة تذاع في الراديو قبل أن تصل بشكل رسمي إلى المعاهد الأزهرية، كنا نيجي نفتح الراديو من الساعه 8 صباحا في انتظار النتيجة، وأكتر الجمل التي في ذهني جملة (لم ينجح أحد)".
وتابع النبوي: "كنت أنوي الدخول إلى قسم علمي حتى أتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة، إلا أن بعدي عن المعهد الذي كان يوجد فيه فصل يدرس العلمي، جعل والدي يطالبني بدراسة الأدبي في المعهد القريب، وأخترت أن أدرس التاريخ لحبي في مدرس المادة، الذي حببني في تارخ مصر، وجعلني أرى أنها أنجبت الكثير من العظماء، وكنت أسأل نفسي دائما "ماذا سأكون"؟".
وبسؤاله: "كيف غير اتجاهاته من الهندسة للتاريخ ونجح ووصل لدرجة وزير؟"، أجاب النبوي: "الثقة في قدراتك على النجاح وبذل المجهود وإدارة الوقت هي السبيل لكل من يريد التفوق والنجاح".