الإدارة الأمريكية في حاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات لدعم العراق في حربها الشرسة أمام ميليشيات "داعش"، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بدلا من الانتقاد المتزايد للقوات العراقية سواء من قبل وزارة الدفاع الأمريكية أو البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الافتتاحي اليوم الجمعة، أن الانتقاد الأمريكي المتزايد للقوات العراقية أغضب حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والذي أكد أن الجنود العراقيين صمدوا أمام الميليشيات المتطرفة دفاعا عن مدينة الرمادي، والتي سقطت مؤخرا بأيدي المتطرفين، لمدة تزيد عن 18 شهرا.

يبدو أن الموقف الأمريكي كان سببا رئيسيا في تحول الحكومة العراقية من جديد نحو إيران، والتي أرسلت جحافل من الميليشيات الشيعية من أجل مجابهة التنظيم المتطرف واستعادة المدينة العراقية، في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة دعما فاترا للقوات العراقية منذ استيلاء داعش على مساحات واسعة من الأراضي العراقية.

وأضافت "واشنطن بوست" أنه في الوقت الذي قدمت فيه الولايات المتحدة ثلاثة آلاف مستشار عسكري لتدريب الجنود العراقيين فإنهم لا يقومون بأي دور فعلي سواء على جبهة القتال أمام الميليشيات المتطرفة أو حتى في توجيه الطائرات الأمريكية نحو الأهداف التي يمكن استهدافها خلال الغارات الجوية.

وأفادت تقارير أن الطائرات الأمريكية شنت حوالي ثلاثة ألاف هجوم جوي على معاقل التنظيم المتطرف منذ الصيف الماضي، إلا أن هذا المعدل يبدو ضعيفا للغاية إذا ما قورن بالعمليات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001 أو حتى العملية العسكرية التي شنها الناتو على ليبيا لإسقاط نظام القذافي في السنوات الأخيرة.

الفشل الأمريكي لم يقتصر على الناحية العسكرية، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية البارزة، ولكنه امتد إلى الجانب السياسي أيضا، حيث أن الرئيس الأمريكي فشل تماما في إقناع رئيس الوزراء العراقي بإمداد القبائل السنية والوحدات الكردية بالسلاح اللازم الذي يمكنهم من مجابهة الميليشيات المتطرفة.

الإدارة الأمريكية تحتاج إلى تقديم مزيد من الدعم للعراق من خلال تقديم مزيد من المستشارين العسكريين، وتزويد القوات العراقية بوحدات مراقبة جوية متقدمة، بالإضافة إلى مزيد من الدعم الجوي خلال المرحلة المقبلة.