التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:33 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "عبد القادر" مؤسس الجزائر الذي غنى له الشاب خالد

في ذكرى وفاة مؤسس الجزائر الحديثة.. عبد القادر ابن محي الدين، والذي يعرف بعبد القادر الجزائري، والذي يعتبره شعب الجزائر أبرز رموز المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، وعلى الجانب الآخر، تمنى الفرنسيون أن يعيش وسطهم، ودعوه لاعتبار فرنسا بلده الثاني، ولكنه اختار العيش بقية حياته في المنفى، عن العيش وسط العدو الذي يقتل شعبه، وهو نفسه الذي غنى له "الشاب خالد" الأغنية المشهورة "عبدالقادر".


بجانب عبد القادر السياسي، هناك شخصية أخرى تعيش بداخله وظهرت في وقت نفيه، وهي شخصية الكاتب والفيلسوف والاهوتي والصوفية، وهو واحد من الذين أثروا الجزائر بالكتابات والتراث الذي يمثل هوية الجزائر الإنسانية والحضارية.


ولد عبد القادر الجزائري 1808، بمدينة معسكر بالغرب، وتعلم تفسير القرآن والحديث، إضافة لتعلمه الشعر والفلسفة، تعلم ركوب الخيل، وتوفى 26 مايو 1883 في دمشق.



دولة المغرب الوسطى أميرها عبد القادر


كان والده محي الدين، أحد المجاهدين والقيدايين العسكريين في وجه الاستعمار الفرنسي، وبايعه أعيان ووجهاء ورؤساء القبائل أن يكون إميرا عليهم، ولكنه فضل أن يرشح ابنه لهذه الإمارة، ويذكر أنه وكان في الرابعة عشر من عمره فقط كان يقود الجيوش في ذلك الوقت وحقق العديد من الانتصارات.


عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الأمل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية.


عند توليه إمارة المغرب الوسطى كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، وكان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الأمل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية.


وحارب الفساد الخلقي في دولته، ومنع الخمر والقمار والتدخين، ومنع استعمال الذهب والفضة للرجال، وذلك التزاما بالقيم الدينية التى تربى عليها.
أسس الجزائري جيشا منظما ودولة موحدة، وعمل على منع السرقة وحماية المسافرين من خلال نظام شرطي، حيث قسم الدولة  إلى 8 وحدات.


وأنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع، وشكل وزارته التي من 5 وزارات، وجعل مدينة معسكر مقرا لها، واختار أفضل الرجال ممن تميزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسية إلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما اختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة "نصر من الله وفتح قريب".



فرنسا في مواجهة الجزائر


دفعت فرنسا بأحد قادتها العسكريين يدعى "بيجو" لتولي الأمور في الجزائر، فعمل على السيطرة على الوضع باتباع سياسة الأرض المحروقة، فدمر المدن وأحرق المحاصيل، وأجبرت سلطان المغرب المولى عبد الرحمن على توقيع تعهد بعدم مساعدة الجزائريين، والقبض على الأمير عبد القادر وتسليمه للسلطات الفرنسية.


وأضعف ذلك قوات عبد القادر ورجح كفة الفرنسيين، فلم يبق أمامه سوى الاستسلام حقنا لدماء من تبقى من المجاهدين والأهالي، وتجنيبا لهم من بطش الفرنسيين.


وفي ديسمبر 1847م اقتيد عبد القادر إلى أحد السجون بفرنسا، وفي بداية الخمسينات أفرج عنه شريطة ألا يعود إلى الجزائر، وظل في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، ويتناولون كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنا ثانيا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. 



منفى عبد القادر


اختار الجزائري دمشق لتكون منفاه، فرغم الإفراج عنه قضى 27 عاما في بلد غريبة، ولكنه سرعان ما أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي، الذي كان أكبر مدرسة دينية في دمشق آنذاك، وتفرغ إلى العبادة والعلم والأعمال الخيرية.


وفي عام 1860 حدثت فتنة بين الدروز والمسيحيين في منطقة الشام، ولعب الجزائري دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.



مؤلفات الأمير 


برزت أقاويل وأشعار الجزائري وظهر إبداعه ومكانته الأدبية والروحية، ومن ضمنها كتاب "المواقف"، وألف أثناء إقامته في تركيا، رسالة "ذكرى العاقل وتنبية الغافل" وهي رسالة إلى الفرنسيين.


وتوفى عبد القادر في دمشق، عن عمر يناهز 76 عاما، ودفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بعد وصية تركها، وعقب استقلال الجزائر في 1965، نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في مقبرة العالية في مربع الشهداء، الذي لا يدفن فيه إلا الشخصيات الوطنية الكبيرة كالرؤساء.


الشاب خالد يغني لـ"عبد القادر"


غنى فنان الراي الجزائري الشاب خالد في أغنية معروفة باسم "عبد القادر" لمؤسس الجزائر، والذي وصفه بأنه صاحب عِلم، ويظهر مدى تأثر الجزائريين بما خلفه الأمير مؤسس الجزائر من علم، وأنه أحد الأخاص الذين ساهموا في تأسيس الدولة الحالية، وأحد الأفراد الذين كافحوا في ظل الاستعمار الفرنسي.