التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:03 م , بتوقيت القاهرة

كاتب أمريكي: هذه أسباب بقاء "داعش"

سيطرة تنظيم "داعش" على كل من مدينة بالميرا في سوريا، والرمادي في العراق، أعاد إلى المشهد التساؤل البارز حول إمكانية بقاء التنظيم، خاصة وأن الانتصارات الأخيرة التي حققها جاءت لتحبط من جديد توقعات واسعة بانهياره الوشيك، بحسب ما ذكر الكاتب الأمريكي روس دوذات.


وأضاف الكاتب، في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن ما يحدث في هذه الآونة يشبه إلى حد كبير ما شهده الاتحاد السوفيتي، في أعقاب الثورة البلشفية، حيث كانت الشكوك تدور حول قدرة "عصابة" البلاشفة على حكم إمبراطورية بحجم الاتحاد السوفيتي، وهو ماحدث بالفعل لمدة سبعين عاما كاملة، موضحا أنه في بداية حكمهم كانت الولايات المتحدة تتبني نفس الأسلوب الذي تتبناه حاليا تجاه "داعش" من خلال دعم خصومهم في الدخل والخارج للضغط على النظام الحاكم في الشرق والغرب، وهو الأسلوب الذي لم يجد.


ورغم أن النموذج السوفيتي يقدم مثالا حول أن سقوط التنظيم المتطرف يبدو أمرا لا مفر منه، إلا أن هناك عدة عوامل ربما تؤكد أن "دولة الخلافة" قد تبقى في الواقع، من بينها مايلي


1- القوى العظمى أنهكتها الحروب


الحروب التي خاضتها القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كانت سببا رئيسيا في رغبتها في عدم خوض المعركة ضد التنظيم المتطرف، فلولا الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة على العراق في 2003، لكان التدخل العسكري المباشر هو الخيار الأول للإدارة الأمريكية للقضاء على التنظيم المتطرف.


2- الواقع سياسي ربما يفرض حلفاء


رغم ممارسات التنظيم المتطرف، التي لا تلقى قبولا، إلا أنه يجد دعما كبيرا من بعض القوى السنية، وذلك لتوظيف التنظيم فيما بعد في تحقيق مصالحهم في الحرب التي قد تشهدها المنطقة فيما بينها وإيران.


3- حافز البقاء يبدو أقوى


رغم قوة التحالف الذي يقاتل ضد "داعش" إلا أن الحافز لدى ميليشيات التنظيم وقادته يبدو أقوى، لأنه القضية بالنسبة لهم أصبحت بمثابة النصر أو الموت، وهو ذات الحافز الذي ساعد السوفيت، وقبلهم الفرنسيين إبان مراحلهم الثورية.


وأوضح الكاتب أن الرؤية المتطرفة التي تتبناها "داعش" هي التهديد الحقيقي لبقائها، خاصة وأن ومثل هذه الجماعات الجهادية غالبا ما لا تحصل على هدنة من الجهاد، وبالتالي فدائما ما يحرقون أنفسهم بهذا النهج، إلا أنه يمكنهم تعديل أيديولوجياتهم في المستقبل، كما فعل، البلاشفة، وذلك بالاعتماد على الولاءات القومية والعرقية، وهو ما فعله التنظيم فعليا من خلال الاعتماد على القيادات البعثية في العراق، وكذلك الحصول على تعاطف أهل السنة المهمشين في العراق.



يذكر أن روس دوذات هو كاتب أمريكي ينتمي للمحافظين، وهو أحد مدوني صحيفة نيويورك تايمز وعمل في السابق كبير محررين في صحيفة أتلانتيك وله ثلاث كتب منشورة "دين سيئ: كيف أصبحنا دولة المهرطقين" و"حزب جديد كبير" و"امتياز: هارفارد وتعليم الطبقة الحاكمة".