دبلوماسي مصري: موسكو تؤيد القاهرة لإخلاء المنطقة من السلاح النووي
قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رضا شحاتة، إن الجميع يعلم أن مصر لها المبادرة الأولى لدعوة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، كما شاركت في كل مؤتمرات حظر انتشار الأسلحة النووية، وكانت تطالب باستمرار أن تشمل إسرائيل.
وأوضح "شحاتة"، في تصريحات لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، أن مصر كانت تلقى مقاومة شديدة من الدول الكبرى فيما يخص استثناء إسرائيل وخضوعها للتفتيش والمراجعة، الأمر الذي جعل الدعوة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل دعوة بلا معنى.
وأضاف: "معاهدة عدم الانتشار النووي التي عقدت نهاية الشهر الماضي في نيويورك طرحت فيه الفكرة نفسها بأنه لابد أن يحل ويعم السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط بين إسرائيل وربما كافة دول المنطقة حتى يمكن أن نفكر في إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي".
وتابع: "هناك شروط مسبقة طرحتها إسرائيل والدول المؤيدة لها لإفشال فكرة وفلسفة هذا المؤتمر، وهذه سقطة كبرى في مواقف الدول الموقعة على معاهدة الانتشار، لأنها تدفع بالمنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار ومزيد من المواجهة وإبعاد فرص السلام".
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أنه بدون إدخال إسرائيل كطرف في المباحثات والمؤتمر نفسه، فإننا سندور في حلقة مفرغة وسنظل دائما نقول إن معاهدة الانتشار النووي ناقصة ولا قيمة لها إن لم تشمل كافة دول المنطقة.
ولفت إلى أن "إسرائيل تقول إن هناك دولًا أخرى غير موقعة على المعاهدة وغير منضمة مثل الهند وباكستان، لكن إسرائيل تنفرد بأنها تمتلك أسلحة نووية تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط، بعكس الهند وباكستان"، مؤكدا أن انفراد إسرائيل بامتلاك السلاح النووي يجعل هناك جدلا بأن باب التسلح سيظل مفتوحا ما دامت إسرائيل تمتلك هذه الوضعية الشاذة.
وعن موقف روسيا، كدولة موقعة على معاهدة الدول الكبرى منذ 1968، قال شحاتة: "إن روسيا تؤيد الموقف المصري تأييدا كاملا وتتفهم بكل المعاني الدعوى لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وفي نفس الوقت، لا ننسى أن استراتيجية الشرق الأوسط تمثل أهمية قصوى للأمن القومي الروسي، لأنه ملاصق لجنوب روسيا ويؤثر تماما على آسيا الوسطي ومنطقة القوقاز، كما أنه يؤثر أيضا في شرق أوروبا، وبالتالي فاهتمامات روسيا ستظل دائما مطروحة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، والموقف الروسي يكاد يتطابق مع الموقف المصري في هذا السياق".