"الطنطورة".. ذكرى مذبحة "منسية" نفذتها كتيبة "السبت" العبرية
في الليلة الواقعة بين 22 و 23 مايو عام 1948، هاجمت كتيبة "السبت" الإسرائيلية قرية فلسطينية تدعي "طنطورة"، تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا، مخلفة ورائها 138 شخصا من أبناء القرية قتلى.
حيث احتلت القرية بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي البلدة للقوات الإسرائيلية، وفي ساعات الصباح الباكر كانت القرية كلها قد سقطت في يد الإسرائيليين، وانهمك الجنود لعدة ساعات في مطاردة دموية شرسة للأهالي بهدف قتلهم، وأطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه، في البيوت والساحات وحتى في الشوارع، وبعد ذلك أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية.
وجاءت تلك المذبحة بعد شهر تقريبا من مذبحة دير ياسين، واستكمالا للهدف الإسرائيلي الرئيسي والمتمثل بعملية التطهير العرقي للبلاد بقوة السلاح، وترهيب السكان تمهيدا لتهجير أكبر عدد منهم.
وقد تركت مذبحة طنطورة أثرا بالغا على الفلسطينيين في القرى المجاورة ومهدت لتهجيرهم بالفعل.
وتختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة< في فلسطين لكونها جريمة ارتكبت على يد جيش إسرائيل بعد أسبوع واحد من إعلان قيام دولته.
فلسطينيون يحيون ذكرى مجزرة الطنطورة
وللمرة الأولى منذ العام 1948، أحيا الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، ذكرى مجزرة الطنطورة، حيث شارك المئات من أبناء قرى الجليل والمثلث عددا من أهالي القرية في إحياء ذكرى المجزرة الطنطورة، بمبادرة من جمعية فلسطينيات وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، وانطلقوا من مسجد الطنطورة باتجاه المقبرة، التي تحولت إلى منتجع سياحي.
وألقى عدد من المشاركين كلمات، شددوا فيها على عدم نسيان الضحايا أو ما حدث، معتبرين أن حكاية القرية هي "حكاية النكبة والآلام.. حكاية التشريد والتهجير واللجوء حكاية الأجداد والأحفاد"، بحسب ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".
وأشاروا إلى أن "حق العودة حق مقدس فردي وجماعي ولا يسقط".
كما تحدث المؤرخ الإسرائيلي إيلان بيبي، وقال إن المفارقة العجيبة تكمن في "أن يقام مكان المقبرة مكان للترفيه والمتعة"، مشيراً إلى "أن هذا المكان أقيم فوق دمار وجريمة كبيرة أريد تغطيتها، ومن المهم أن من يصل هنا أن يعرف أي جريمة يغطيها هذا المكان"، بحسب ما ذكر موقع "بانيت" على الانترنت.
أما المؤرخ الإسرائيلي تيدي كاتس فقال إن ما حدث في الطنطورة حدث في أماكن أخرى مشيراً إلى أن "هناك 535 مقبرة مثلها، بسبب النكبة وكان بالإمكان ألا يكون ذلك، واليوم لا أمل دون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".