التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:54 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو|قصور أسيوط الأثرية.. بين جمال التاريخ ومرارة الحاضر

تتميز محافظة أسيوط بموقعها الجغرافي التي تتوسط به محافظات مصر، ما جعلها ملتقى الثقافات والحضارات، فضلا عن أنها تزخر بأماكن تراثية وحضارية فرعونية ورومانية وإسلامية وقبطية، وقصور زات تراث معماري فريد.


وتجري المحافظة في كل عام، حصر للمباني والقصور ذات الطراز المعماري الفريد، تمهيدا لضمها لوزارة الآثار، إذ تقوم لجنة مشكلة من المحافظ، وتضم في عضويتها أساتذه من قسم العمارة بكلية الهندسة بجامعة أسيوط، و ممثلي وزارة السياحة، ومنطقة آثار أسيوط، لمعاينة المباني والقصور لبحث إمكانية إدراجها للحصر.

ولكن.. يبدو أن سماسرة العقارات لهم اليد الطولى في السيطرة على تلك القصور القديمة، نظرا لمواقعها المتميز بوسط مدينة أسيوط، الأمر الذي دفعهم إلى شراء تلك المباني، وهدمها عنوة وإقامة أبراج سكنية بدلا منها، وخير شاهد على ذلك عملية بيع وتخريب مبنى الحزب الوطني المنحل، ومحاولة شراء مبنى قصر ألكسان باشا، قبل أن تنجح الأجهزة التنفيذية بالمحافظة في ضمه لوزارة الآثار، وتحويل إلى متحف قومي.

ومن الفيلات والقصور الأثرية التي امتدت لها يد الهدم، وبنيت أبراج سكنية بدلا منها، قصر حبيب باشا شنودة، بوسط المدينة، وغيره من القصور و الفيلات الأثرية بشارع  الجمهورية و الهلالي، التي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.


مبنى الحزب الوطني المنحل

يقع قصر الحزب الوطني في شارع 26 يوليو، بحي غرب مدينة أسيوط، وهو ملك لورثة متري بشارة، ويتكون المبنى من دورين وبدروم ويعد من أجمل المباني التاريخية من الناحية المعمارية.

ويتميز بوجود شرفات كبيرة بعقود موتورة ورفارف جصية بالسياج للسطوح والشرفات بالأداور، ومفرغة بشكل زخرفي كلاسيكي جميل، ما جعل المبنى ذو طراز معمارى تاريخى مميز، ويرجع إنشاؤه إلى أوائل القرن العشرين.

وصدر بحقه القرار رقم 1117 لسنة 2012، من رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بتسجيله ضمن المباني ذات التراث المعماري المتميز بالمحافظة، قبل أن يهدم بعض ملاك المبنى، المقر الكائن بشارع 26 يوليو، وبيعه إلى بعض رجال الأعمال الذين سارعوا إلى هدم وتكسير الحائط الداخلي، وسقف الدور الأرضي، بالجزء البحري من مبنى الحزب.

قصر ألكسان باشا

يتميز قصر "ألكسان باشا"، الذي تم إنشاؤه في عام 1910، على مساحة 7000 متر مربع، فضلا عن وجود حديقة خاصة تابعة للقصر، تطلل على شاطئ نيل أسيوط مباشرة.

ويتكون القصر من طابقين، وتحتوي واجهاته على زخارف وكرانيش متميزة وعقود نصف دائرية، فضلا عن مثلث بالزخارف على الطراز الإغريقي، ويتوج الشبابيك بكرانيش، وشارك في بنائه فنانون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز، ما أكسبه تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا متفردا.

وعلى الرغم من صدور قرار من المجلس الأعلى للآثار، في شهر ديسمبر  عام 1995، بضمه إلى قائمة الآثار الإسلامية، وتلاه قرار آخر من مجلس الوزراء بتحويل القصر إلي متحف لمحافظة أسيوط، وتخصيص 18 مليون جنيه لإنشاء المتحف، إلا أن الواقع مغاير تماما.

يقول مدير الآثار الإسلامية والقبطية بوسط الصعيد، الدكتور أحمد عوض، إنه من المؤسف أن تتعرض ببعض القصور بمدينة أسيوط لعملية هدم أو تعديات من قبل الورثة، أو رجال الأعمال لبناء أبراج وعمارات حديثة، لكونها غير مسجلة فى عداد الآثار، وإنما مصنفة كمبان تاريخية، وهذا التصنيف لا يحول دون التعدي عليها أو حتى هدمها.

وتعتقد نقيب معلمي أسيوط، هويداي الطماوي، أن الاستفادة لا بد أن تكون من الأماكن ذات القيمة التاريخية فرعونية أو يونانية، أما القصور القديمة والتي ليست لها قيمة تاريخية، يمكن الاستفادة منها من خلال بناء أبراج سكانية، تساهم في حل مشكلة الإسكان.