أجملت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية، اليوم السبت، أجندة النظام الحاكم في مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ثلاثة أمور وهي: "حملة أمنية على الإرهاب والمعارضة وضمان تدفق أموال الدعم الخليجي إلى مصر، وإصلاحات اقتصادية، إذا تحقق أقل القليل منها سوف تعطي انطباعا بتطور كبير في البلاد".

وفصلت المجلة الأمر قائلة، إن حرب الحكومة المصرية على الإرهاب سوف يتجاوب معها المصريين لفترة طويلة، لا سيما مع تزايد الهجمات الإرهابية على الجنود والمدنيين منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013.

بينما حرب السيسي على الإرهاب تعززه وتعزز نظامه أمام المصريين، إلا أن أموال الخليج هي التي تساعد على بقاء النظام الحالي في مصر، حسبما ذكرت المجلة.

ويأتي آخر جزء في المعادلة وهو الإصلاحات الاقتصادية، إذ تذكر المجلة الأمريكية أن خفض الدعم على السلع سوف يخدم السيسي على المدى المتوسط، إلا أن المجلة علقت على خطة لبناء عاصمة جديدة بمبلغ 45 مليار دولار وإنشاء مجموعة من المجمعات السكنية الجديدة وتطوير الري وبناء طرق جديدة، أن ذلك كله يعطي انطباعا زائفا للمصرين بأن البلاد تسير على الطريق الصحيح.

وتضيف المجلة، أن تحقيق ولو قدر قليل من هذه المشروعات سوف يعزز من حكم السيسي، وتشير إلى أن الكثير من رجال الأعمال الأغنياء وأبناء الطبقة الوسطى المتأثرة بالسياسة يدعمون السيسي، وذلك لأنهم هم أول المستفيدين من مشروعات البنية التحتية التي يهدف السيسي إلى تحقيقها في البلاد.

ومن ناحية أخرى، تعلق المجلة على أحكام القضاء المصري في الفترة الأخيرة مشيرة إلى أن هذه الأحكام لن تجعل أحدا يأخذ القضاء المصري على محمل الجد، لا سيما بعد تولي المستشار أحمد الزند وزارة العدل، والذي قال مؤخرا في أحد البرامج التلفزيونية أن القضاة "أسياد وغيرنا عبيد".

وتستطرد المجلة قائلة أن أي إصلاح اقتصادي يتطلب ضغطا خارجيا على النظام حتى يلتزم بالاصلاح، وهو ما فشلت فيه الولايات المتحدة، رغم أنها الداعم المادي الأكبر لمصر وتنصح المجلة المستشارين الماليين من الإمارات بالقيام بما فشلت فيه الولايات المتحدة، عبر ضمان أداء أفضل للوزارات والحكومة المصرية التي استلمت بالفعل حوالي 32 مليار دولار منذ الإطاحة بمرسي.

وأخيرا ترى: "إذا فشلت هذه الأموال الطائلة في شراء تأثير سياسي أو تأسيس ممارسات اقتصادية سليمة في البلاد فلن يجدي مع مصر أي كمية من الدعم المالي أي كان حجمها.