التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 10:02 م , بتوقيت القاهرة

بروفايل| أسماء الأسد.. السيدة الأولى وسط ركام الحرب السورية

"زهرة الصحراء"، "مصدر الضوء في الظلام".. لقبان أطلقتهما صحف بريطانية وفرنسية على زوجة الرئيس السوري، أسماء الأخرس، إلا أن الاحتجاجات في سوريا باتت تعكس صورة مختلفة عن هذه الألقاب.


"عقيلة" الرئيس السوري بشار الأسد، كما كان يحلو لوسائل الإعلام الرسمية السورية تسميتها قبل اندلاع الأزمة في البلاد، ليست السيدة الأولى كما هو معتاد في البروتوكولات المعمول بها في باقي الدول، فالروايات في ذلك الوقت أكدت أن الأسرة الحاكمة لم تكن تتقبل أسماء "السنية"، كسيدة أولى للبلاد، وتقرر أن تحتفظ أنيسة مخلوف، زوجة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، باللقب، إلى أن نالته "أسماء" بعد الأحداث.



بريطانية المنشأ


أسماء، ابنة الطبيب وجراح القلب السوري المقيم في لندن، فواز الأخرس، ووالدتها سحر العطري، التي كانت تعمل في السفارة السورية في العاصمة البريطانية، ولدت وترعرعت في لندن، وحصلت البكالوريوس في علوم الكومبيوتر من "كينجز كوليج" التابعة لجامعة لندن في عام 1996، والتحقت للتدريب المصرفي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، فبدأت مع "دويتشه بانك"، ثم انتقلت إلى مصرف "جي بي مورجان".


لم يذكر الرئيس السوري كيفية تعرفه عليها، إلا أنها قالت لمجلة "فوج" الأمريكية: "كنت جادة دائما في العمل وفجأة بدأت في أخذ عطلات في نهاية الأسبوع أو الاختفاء ولم يستطع الناس تفسير ذلك، ماذا أقول لهم.. هل أقول أواعد نجل رئيس؟".



لكن بعض السوريين المقيمين في بريطانيا، أكدوا أن هذا التعارف تم خلال وجود "بشار" في لندن بين الأعوام 1992 – 1994، ومن خلال معرفته بوالدها فواز، الذي تردد أنه عمل وإياه في مستشفى واحد، الزوجة قليلة الظهور في وسائل الإعلام أنجبت للرئيس السوري الطفل الأول، وسمي "حافظ" على اسم جده، في 4 أكتوبر 2001، ومن ثم "زين" في أكتوبر 2003، والطفل الأخير كان "كريم".


تتحدر "أسماء" من مدينة حمص، التي باتت رمزا للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في سوريا في مارس 2011، حيث سقط فيها الآلاف من القتلى، بعد تعرضها لهجوم عنيف بالدبابات والطائرات، ما حولها إلى أنقاض خلال الصراع.



حياة البذخ


يعرف عن زوجة الأسد ولعها بأحذية "كريستيان لابوتان" المرصعة بالكريستال وفساتين "شانيل" الفرنسية، وفي وقت سابق، كشفت رسائل إلكترونية نشرتها صحيفة "جارديان" البريطانية من حسابات يعتقد أنها تخص عائلة الأسد، عن صورة مختلفة تظهرها زوجة رئيس تنفق عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية على الجواهر، والأثاث الفاخر، ومزهرية زجاجية من البندقية من محلات "هارودز".


في ظل الحرب الدائرة في سوريا، لاحقت أسماء الأسد الأخرس الكثير من الشائعات، ومنها أنها باتت تعيش خارج البلاد، أو أنها اصطحبت أبناءها إلى لندن.


في 16 أكتوبر من عام 2013، وبعد طول غياب عن الظهور بمقابلات على الشاشات التلفزيونية، ظهرت "عقيلة الأسد" على شاشة التلفزيون السوري، وهي تزور إحدى "مدارس بنات الشهداء" في دمشق لتشارك مع طلابها في حملة لزرع أشجار زيتون، داخل ما بدا أنه حديقة المدرسة التي استقبلها طلابها بترحاب.



المغادرة إلى لندن


وقالت "أسماء" خلال تصريح تلفزيوني من سوريا: "أنا موجودة هنا، زوجي وأولادي موجودون بسوريا، ومن البديهي أن أكون موجودة معهم، وأنا أيضا كأكثرية السوريين تربيت على حب البلد، وتربيت أن الواحد منا أينما عاش أو سافر، ومهما غاب، فلا أغلى من بلده".


وتابعت: "أنا اليوم أم لثلاثة أولاد صغار ومسؤوليتي نحوهم أن أربيهم على نفس المفهوم، فكيف يمكنني تربيتهم على حب سوريا وهم لم يعيشوا فيها، وكيف أربيهم على ثقافة البلد وتاريخ البلد وحضارة البلد إذا لم يعاشروا أهلها، أو لم يعيشوا في بيوتها ويأكلوا من أكلها؟"، وواصلت: "هذا مستحيل، كيف أعلمهم وأربيهم على أن يساهموا بتطوير البلد إذا لم يعيشوا مشاكل البلد؟".


وبعد 4 سنوات من الحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا، والتي أدت لدمار ثلثي البلاد، وتشريد أكثر من 12 مليون مواطن سوري، تشير معلومات إلى قرب أسماء الأسد من مغادرة البلاد مع أطفالها إلى بريطانيا.


ونشرت صحيفة "عربي 21"، اليوم السبت، معلومات من مصادر لبنانية مقربة من الشأن السوري، أن زوجة الرئيس السوري طلبت إذنا من الدوائر البريطانية للإقامة مع أبنائها في بريطانيا، مرجحة أن ذلك تم عن طريق والدها، حيث يحتاج أمر كهذا إلى ترتيبات أمنية من أجل ضمان سلامتها وأبنائها.