صحيفة فرنسية: مخدر الكبتاجون المحرك الخفي للحرب في سوريا
أصبحت جرأة وجنون مقاتلي داعش مصدر تساؤل العديد من الأشخاص الذين ينقسمون حول أن هذا الجنون والوحشية ناجمة عن تطرفهم الديني الشديد أما طرف آخر يرى أن هناك بعض أنواع المخدرات أو المنشطات التي تعطيهم هذا الاندفاع.
وفي تحقيق أجرته صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" الفرنسية تحت عنوان "الكبتاجون.. الجرعة السحرية للجهاديين"، أشارت إلى أن مقاتلي التنظيم يتعاطون نوع من المخدرات يسمى الكبتاجون، كما أنه يشكل مصدر دخل للتنظيم، هذه المادة لا تقتصر فقط على تنظيم داعش.
وأضافت أن الكبتاجون "حبة صغيرة بيضا"، تسمح بنسيان الألم والخوف، ويكثر تناولها في سوريا، وإنه أفضل حليف لمقاتلي تنظيم داعش في حروبهم التي يخوضوها مع جميع المنافسين في سوريا والعراق.
وتشير الصحيفة إلى أن مقاتلي داعش ليسوا الوحيدين الذين يتناولون ويلجأون إلى هذا المخدر المنشط، فعلى الجبهة السورية، يتناول مقاتلو جبهة النصرة وجنود الجيش السوري الحر هذا المخدر أيضا من أجل إعطائهم الشجاعة.
وبحسب الصحيفة، فإن آثار هذا المخدر عديدة، فوفق تاجر لهذا المنشط، فإنه يعطي التركيز الشيد والقتال بدون تعب، وتتقدم إلى الأمام ولا تعرف الخوف، كما أن المقاتلين يستخدمونه للقدرة على السهر والسيطرة على أعصابهم وزيادة أدائهم الجنسي، مشيرة إلى أن جميع الذين يستخدمونه بغض النظر عن كونه محظور في الاسلام.
يشرح ضابط شرطة من فرقة المخدرات في مدينة حمص حول تأثير هذا المخدر على السجناء الذين يتعاطونه "نحن نضربهم ولا يشعرون بالألم، بل أن أكثرهم ينطلف في الضحك بينما ننزل على أجسامهم الضربات".
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا المخدر المصنوع عام 1963 كان يستخدم في البداية لضعف التركيز وحالة البلادة، قبل أن تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة المؤثرات العقلية، وقد تم حظر الكبتاجون في معظم البلدان، بما في ذلك فرنسا، حيث تصنف على أنها مواد مخدرة.
ويشكل هذا المخدر عامل اقتصادي هام للجماعات الإسلامية المسلحة، فعلى الرغم من تراجعه إنتاجه في سوريا إلى 90% منذ بدء الحرب في سوريا نتيجة الفوضى إلا أن هذه الكميات المنتجة وقعت في يد الجماعات المتشددة، واصبح بمثابة "اقتصاد للحرب، يوضح رضوان مرتضى، الخبير في الجماعات الجهادية "المليشيات في سوريا يستهلكون جزءا منه ويصدرون الباقي إلى الخارج خاصة إلى دول الخليج، مكاسب هذه العمليات تسمح لهم بتمويل شراء أسلحتهم وعملياتهم العسكرية".
توضح الصحيفة أن 200 ألف حبة من هذا المخدر يمكنه أن يجني 1.2 مليون دولار بمجرد وصولها إلى المكان الذي يريد شراءه، هذه المكاسب هامة جدا خاصة وأن انتاج هذه الكمية لا تتطلب بضعة آلاف من الدولارات.
وتعتبر السعودية من أكثر الدول المولعة بهذا المخدر، حيث تصادر الحكومة 55 مليون حبة من الكبتاجون سنويا، وهذا الرقم لا يقارن بالوقع حيث أنه لا يتعدى 10% من الكمية التي يتم تهريبها داخل السعودية، وفق تقرير الأمم المتحدة ضد المخدرات في 2013.
أما في السوق السورية ونظرا لارتفاع الأسعار، فإن الحبة الواحدة تباع ما بين 5 إلى 20 دولار، وبحسب جورج، أحد الأطباء النفسيين في اللاذقية "استهلاك الكبتاجون وغيره من المخدرات تزايد بعد الصورة، بما فيه لدى المدنيين نظرا للضغوط النفسية والاقتصادية التي يتعرضون لها".