التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:26 ص , بتوقيت القاهرة

تحقيق مصور| إلى أي مدى وصل التطرف في تونس؟

قادت الحرية التي جلبتها الثورة في تونس إلى إعطاء دفعة للجماعات السلفية لفرض سيطرتها على الجامعات في تونس، والعمل على أسلمتها وتحويل الطلاب إلى سلفيين جهاديين، يفضلون حمل السلاح والانضمام إلى أخوانهم في سوريا، دون أن يتخلوا عن تونس، وهو ما رصده تحقيق مصور نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الجمعة.


رصد التحقيق الفتيات السلفيات داخل الجامعات في تونس، اللاتي أصبحن بزيهن "النقاب الكامل" رمزا للأسلمة التي تغزو المجتمع التونسي بعد الثورة، التي لا تقتصر فقط على الطبقات البسيطة بل أصبحت تشمل العديد من الفئات.



تشرح صاحبة التحقيق، أنيس دي فيو، أن السلفية الجهادية أصبحت ظاهرة هامة تغزو تونس بعد الثورة، مشيرة إلى أنها اصطدمت بهذا التدين التطرفي الجديد، لافتة إلى أن قطاع هام من الفتيات في تونس أصبحن يرى تنظيم "داعش" يمثل اليوتوبيا التي يأملن بها ويتخيلنها في أحلامهن.


وبشأن تجربتها في إجراء التحقيق في تونس، قالت "دي فيو" إنها كانت تتمتع بشجاعة كبيرة لدرجة أنها في كل مرة ترى إمرأة منقبة في الشارع تتوجه إليها وتطلب الحديث معها، وتابعت: "للدهشة نادرا ما قوبل طلبي بالرفض، الغالبية يقبلن التصوير والكلام، عدد قليل يوافق على الكلام لكنه يرفض التصوير".


وتشير "دي فيو" إلى أن هؤلاء الفتيات يتمتعن بحرية كلام وخطاب يؤكد هويتهن بل مقاومتهن، وأغلبهن تتراوح أعمارهن بين 16 و30 عاما، الأغلب أيضا غير متزوجات، وفي انقطاع مع الوسط الأسري نتيجة لاختيارتهن، كما أنهن يفضلن استكمال دراستهن الجامعية.


وبينت المحققة الفرنسية أن هؤلاء الفتيات يرين الدول الإسلامية لم تعد إسلامية بدرجة كافية، وأنها ابتعدت عن "فضائل العصر الذهبي للإسلام في فترة الرسول وأصحابه"، لذا فأنهن يحاولن الوصول إلى النموذج المثالي الذي يرسموهن عن نساء الرسول، مشيرة إلى أن مجرد انتقاد اختياراتهن هو بمثابة تعد على شئ مقدس وليس مجرد حرية فردية.


هؤلاء الفتيات تتعاملن أيضا بنفور مع المجتمع، حيث يرونه استهلاكيا غربيا ينبغي حمايته، وتعلق المحققة الفرنسية: "لكن هناك سؤال مهم: إلى أي مدى تصل معرفتهم بالإسلام وتاريخه؟"، مؤكدة أنه "من الصعب تحديد ذلك، ولكن الإنترنت والكتيبات الصغيرة تبدوا أنها مصدرهم الرئيسي".


وتشير "دي فيو" إلى أن الأزمة في تونس أن هذا العدد المتزايد من الفتيات اللائي يملن إلى التطرف ناتج عن اقتناع وليس خضوع أو ضغوط، وهذا يظهر جليا في طريقة كلامهن وتعبيرهن عما يشعرن به، واستعانت المحققة بأراء العديد من السياسيين والشيوخ والصحفيين في تونس، لأخذ أرائهن في هذه الظاهرة المنتشرة.