فيديو| الملك عبد الله: سر نجاح الأردن رأس مالها البشري
قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن "سر نجاح الأردن هو الاستثمار في رأس المال البشري وهو أهم صادراتنا وتتمحور رؤيتي بعيدة المدى بكاملها حول إعادة تلك القوة للمملكة، حيث إن المواهب الأردنية تحظى باحترام العديد من البلدان في المنطقة؛ وتعمل هناك، هذا هو رأسمالنا، وأعتقد أن هذا ما يميزنا عن الدول الأخرى".
جاء ذلك، خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها مراسلة شبكة سي إن بي سي، الاقتصادية الأمريكية في الشرق الأوسط هادلي جامبل مع الملك عبدالله الثاني، حيث تم بث الجزء الأول منها اليوم الخميس، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الأردينة الرسمية "بترا".
وأكد العاهل الأردني، أن "عملية التطوير التي تشهدها موانئ العقبة ستجعل منطقة القرن الأفريقي المحطة التالية للأردن، حيث سننظر في كيفية تطوير العلاقات التجارية مع بلدان شرق أفريقيا، أي أن الفرص وافرة، وهذا ما يجعل المستثمرين يطرقون أبواب المملكة".
وأضاف أن "ما بين 70 إلى 75% من المحتوى العربي على شبكة المعلومات والاتصالات هو في الواقع صادر من الأردن، وبلدنا يعتبر من أفضل عشر دول لإنشاء الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، كما أنه يأتي في المرتبة الخامسة عالميا في مجال السياحة الطبية".
وردا على سؤال حول كيفية طمأنة المستثمرين القادمين إلى الأردن في ظل المكاسب التي حققها الإرهابيون في العراق وسوريا؟..أجاب الملك عبدالله الثاني: "أعتقد أن لدينا تاريخا على مدى عقود أثبت الأردن خلاله دائما قدرته على الحفاظ على استقراره في الإقليم بغض النظر عن طبيعة الأزمات التي تمر بها المنطقة".
ونوه في هذا الصدد بأن الاقتصاد الأردني حقق نموا بنسبة تجاوزت 3 % خلال العامين الماضيين.. متوقعا أن يبلغ معدل النمو 4 % خلال السنتين أو الثلاث القادمة ومن الشواهد كذلك أن احتياطيات الأردن في البنك المركزي هي الأعلى تاريخيا.
وقال "وعندما ننظر للمنطقة وتحديدا سوريا والعراق، نجد أن العراق كان دائما سوقا قويا بالنسبة لنا، وأعتقد أن الحكومة العراقية وبالتعاون مع قوات التحالف سيفتحون الطريق بين عمان وبغداد هذا الصيف ما سيفتح أبواب هذا السوق القوي أمام الأردن من جديد".
وأضاف "أعتقد أن أولئك الساعين للاستثمار في الأردن لن يستثمروا لأن السوق العراقي سيكون مفتوحا أمامهم فقط، لأن الأمر لن يقف عند ذلك، حيث سيستفيدون من اتفاقيات التجارة بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي وهو سوق آخر مشرع الأبواب أمامهم".
وتابع "لقد امتد نطاق مساعينا دائما خارج المنطقة، فالمستثمر لا يبحث عن فرصته ضمن حدود الأردن وحسب، إذ أن لدينا اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة وكندا، وسوف يتبعها اتفاقية مع المكسيك لاحقا، لذلك فإن نطاق الاستثمار سيكون مفتوحا للمهتمين بالقارة الأمريكية أيضا، وبالإضافة إلى ذلك فقد نشطنا في مساعينا باتجاه آسيا ونتحدث هنا عن الهند وما وراءها".
وحول التحديات الداخلية الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين.. أجاب الملك عبدالله الثاني، إن "اللاجئين يشكلون 20% من السكان، ومع ذلك فإننا لا نحصل على ما يكفي من الدعم من المجتمع الدولي، كما أن 85% منهم لا يعيشون في المخيمات المخصصة لهم بل خارجها في الواقع وهو ما يشكل عبئا على الاقتصاد الأردني"، لافتا إلى أن ما يقرب من 25% من الناتج المحلي الإجمالي يوجه للتعامل مع عبء رعاية اللاجئين وهذا تحد يفوق طاقات الأردن.
وقال "أما بالنسبة لإحتياجاتنا من الطاقة، فإن سبب المشكلة التي نواجهها هو انقطاع إمدادات الغاز الذي كنا نحصل عليه من مصر، ولذلك كان علينا أن نتحرك بسرعة، وهذا هو سر الأردن دائما وهو قدرته على التكيف مع جميع التحديات التي تواجهه وهذا سبب تدفق استثمارات كبيرة في مجال الطاقة البديلة".
وأكد الملك عبدالله الثاني، على أن الأردن لا يستسلم للمشاكل في المنطقة كذريعة لتعطيل مسيرة التقدم سواء في الإصلاح الإقتصادي أو السياسي.