زعيم حزب تركي: السيسي رجل دولة أنقذ وطنه من "الإخوان المنافقين"
أكد زعيم حزب تركي وسياسي مخضرم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رجل دولة يتمتع بحس المسؤولية وأنقذ وطنه من "الإخوان المنافقين"، على حد قوله، وذلك في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
وقال زعيم حزب الوطن التركي، دوغو بيرنجيك، في حوار أجراه معه مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في تركيا بمقر الحزب بأنقرة "لقد دعمنا الثورة المصرية في 30 يونيو، وفي تركيا، كان حزبنا أحد الأحزاب القليلة التي أكدت أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابا، فنحن نتفهم الشعب المصري والحكومة المصرية، ونؤيد قرارات المحاكم المصرية ضد ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، التي نطلق عليها في حزبنا اسم "الإخوان المنافقين".
وأضاف أن الخسران المبين كان حليف "هؤلاء الإخوان المنافقين في كل دولة بمنطقة الشرق الأوسط، فقد خسروا في مصر، وخسروا في تونس، ولا يستطيعوا الانتصار في سوريا، والقاعدة الوحيدة لهم في المنطقة يوفرها (الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان في تركيا، ولكننا سنسقط السلطنة التي أسسها أردوغان في العصر الحديث".
وأوضح برينجيك أن حزبه "يحترم قرارات المحاكم المصرية ضد محمد مرسي، المنشق عن وطنه، ونحن في تركيا نعتبره أيضا منشقا، لأنه ليس إلا أداة في أيدي الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن كحزب نقف ضد التدخل الأمريكي في المنطقة، ومرسي لم يكن إلا شكلا من أشكال التدخل الأمريكي في مصر".
وأشار السياسي اليساري الكبير إلى أن قرارات المحاكم المصرية على حق ، حيث قال "إن كل دولة وكل شعب لهم الحق في حماية أنفسهم، ومصر لها الحق كأي دولة في حماية استقلالها ومقدراتها ، وفي واقع الأمر لم يأت مرسي إلى الحكم في مصر إلا بمساعدة وأنشطة الولايات المتحدة، مضيفا أن هذه الجماعة، الإخوان "المنافقين"، هي ربيبة الولايات المتحدة حيث يعتمد شريان حياتها على الولايات المتحدة.
وقال برينجيك إن "أردوغان، على سبيل المثال، وصف نفسه على أنه الرئيس المشارك لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دشنته الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني أنه ليس رئيسا لتركيا أو رئيس وزرائها، فهو ليس إلا رئيس مشارك للمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد".
وفي سؤال حول رؤيته للاحتجاجات الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا، أجاب برينجيك "نحن ندين هذه الاحتجاجات أمام السفارة المصرية بأنقرة والقنصلية المصرية باسطنبول، ونعتقد أن هذه الاحتجاجات لا تمثل الشعب التركي أو الأمة التركية، فهذه المجموعات من المحتجين ليسوا إلا دمى يحركها رجب طيب أردوغان، وهذه المجموعات لا تنتمي للأمة التركية"، مضيفا أن أحزابا ومنظمات مثل حزب "السعادة" الإسلامي المتشدد، تعود إلى العصور الوسطى ويقفون كحجر عثرة على طريق الديمقراطية والحرية والمجتمع المعاصر.
ووصف برينجيك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه "يمثل الثورية المدنية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وفي تاريخنا يوجد العديد من الرجال مثل السيسي، وعندما ننظر إلى التقليد الثوري الديمقراطي التركي سنجد الكثير مثل السيسي كمحمد طلعت باشا ومصطفى كمال آتاتورك".
وقال برينجيك إن "أول دستور في تركيا في عام 1876 إبان حقبة الامبراطورية العثمانية قام بعمله أناس مثل السيسي، وفي عام 1908 قام رجال مثل السيسي بأول ثورة في التاريخ التركي، ونحن نعرف العديد من الرجال مثل السيسي لعبوا دورا إيجابيا في تاريخنا وعملوا من أجل حرية تركيا وديمقراطيتها واستقلالها".
وأشاد برينجيك بمحمد علي باشا، حيث قال إن "محمد علي باشا وصل إلى بحر مرمرة ووقف على أبواب اسطنبول ولو دخل اسطنبول حينها لأصبح سلطانا علينا ، وهذا التقليد الإصلاحي يتشابه نموذجيه في مصر وتركيا، وفي التقليد الثوري المصري يوجد هذا النموذج ممثلا في رجال عظماء مثل محمد علي باشا وجمال عبد الناصر والسيسي".
وأضاف برينجيك أن 10 ملايين شخصا كانوا يتظاهرون خارج قصر الاتحادية، ولو كان الجيش المصري قد انحاز لمرسي وقتل المصريين، لكان الوضع غاية في الخطورة ولكن الجيش المصري انحاز لإرادة الشعب والأمة المصرية، وهذا أمر مهم جدا، فلو دعم الجيش مرسي، لأصبح جيشا فاشيا.
وقال برينجيك إن "السيد السيسي اضطلع بمسؤولية تاريخية وحمل مستقبل مصر على عاتقه"، مؤكدا أن "أردوغان وجماعة الإخوان ينتميان لنفس الأيديولوجية التي تعمل ضد الإسلام بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية"، وأضاف "خلال سنوات قليلة، سنبني حكومة وطنية في تركيا، وستصبح علاقاتنا مع مصر على أحسن ما يكون تأسيسا على استقلال بلدينا والتنمية الاقتصادية لكلا الدولتين، ولا يجب أن يمثل أردوغان مشكلة في العلاقات بين تركيا ومصر، فأردوغان يمثل التدخل الأمريكي في تركيا".
وفى سياق آخر، قال برينجيك " إنه يرى أن الربيع العربي كان إيجابيا حيث أسهم في تطوير الحرية والاستقلال، فيما عدا التدخل الأمريكي والقوى الكبرى التي استخدمت الحراك الشعبي الكبير بدول الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها، ومع ذلك أتى الربيع العربي بثمار وكان السيد السيسي هو إحدى هذه الثمار"، مشددا على أن مرسي "كان عنصرا شاذا على الربيع العربي، فمرسي لم يكن أبدا من أصل هذا الربيع لأنه يمثل شكلا من أشكال التدخل الأمريكي في هذه الانتفاضات الشعبية.
وأوضح برينجيك أنه في ألمانيا النازية، فاز هتلر بأغلبية الأصوات، وفي تركيا فاز الجنرال كنعان آفرين بنسبة 92% من مجموع الأصوات إلا أن آفرين أسس نظاما فاشيا، مضيفا أن مرسي فاز بنسبة 52% في الانتخابات ولكنه كان يعمل ضد الشعب المصري.
وقال إن "مسؤولي حكومة العدالة والتنمية يخشون من المستقبل ويستشعرون القلق حول مواجهتهم مصير مرسي، ونحن ليس لدينا عقوبة الإعدام في تركيا وأقسى عقوبة هي السجن مدى الحياة، ولذلك فإن أردوغان و(رئيس الوزراء أحمد) داود أوغلو يخشيان من أنهما في نهاية المطاف قد يواجها مصير مرسي لأنهما ارتكبا جرائم تعاقب بالسجن مدى الحياة، وفي الواقع هما لا يدافعا عن مرسي بقدر ما يدافعا عن أنفسهما".
وفي سؤال له حول عدم رد الرئيس السيسي على التصريحات التي يطلقها أردوغان ويهاجمه فيها بشدة، قال برينجيك أن "السيد السيسي رجل دولة جاد يؤمن بأهمية الصداقة مع تركيا ولذلك فهو رجل يتصرف بحس المسؤولية في مواجهة أردوغان، الذي لا يتمتع بصفات رجل الدولة، بل أنه يدمر الأمة التركية"، معربا عن تحيته وتقديره الكبيرين للرئيس المصري.
وحول الانتخابات البرلمانيةالتركية القادمة المقرر لها السابع من يونيو، أعرب برينجيك عن اعتقاده بأن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي لن يتمكن من اجتياز الحد النسبي 10% المفروض على الأحزاب السياسية التي تخوض البرلمان، وأشار برينجيك إلى أنه لا يعتقد بأن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي يمثل أي تهديد سياسي لحزب العدالة والتنمية، واصفا الحزب الكردي وأردوغان بأنهما "شركاء في جريمة واحدة".