حوار| راعي "الكنيسة القبطية البريطانية" يتحدث لـ"دوت مصر"
ربما يكون اسم "الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية التابعة لبطريركية الأقباط الأرثوذكس"، والتي يلقبها البعض بـ"الكنيسة القبطية البريطانية الأرثوذكسية" غريبًا على مسامع البعض، إلا أن هذه الكنيسة تعتبر امتدادًا للكنيسة القبطية في الجزر البريطانية، تلك الكنيسة التي أعلنت في عام 1994 في اتفاق مع الكنيسة القبطية انضمامها رسميًا بقيادة الأنبا "سيرافيم" الذي رسمه البابا شنودة الثالث مطرانًا، إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وخص "دوت مصر" أحد كهنة هذه الكنيسة من الذين لا يتحدثون العربية قط وهو القس "بيتر فارينجتون" بهذا الحوار بعد حضوره "مؤتمر كهنة أوروبا" الذي نظمه البابا تواضروس بميلانو في إيطاليا، وإلى نص الحوار:
هل من الممكن أن تعطينا نبذة عن بداية خدمة الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية ومدى علاقتها بالكنيسة القبطية؟
الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية هي مجتمع صغير من المسيحيين الأرثوذكس بالمملكة المتحدة، لقد بدأت في عام 1866 على يد رجل أوروبي كان رُسم أسقفًا من قبل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وبدأ هذا المجتمع الصغير في النمو بالقرن الـ20 تحت رعاية مطرانها الأنبا سيرافيم، وانضمت للكنيسة القبطية لتكون تحت رئاسة الكنيسة القبطية، وذلك في عهد قداسة البابا شنودة الثالث، وكل الإكليروس والشعب الخاص بالكنيسة هم جزء من بطريركية الأقباط الأرثوذكس، ومطراننا الأنبا سيرافيم رجل إنجليزي وعضو من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية، ويشارك من سنة لأخرى بجلسات المجمع المقدس للكنيسة القبطية.
خدمة هذه الكنائس موجهة لمن بالأكثر.. هل هي موجهة للجيل الثاني والثالث من الأقباط الذين لا يجيدون العربية أم كل أعضائها من البريطانيين؟
هي كنيسة بريطانية وأرثوذكسية فهي تخدم كل أرثوذكسي يتحدث الإنجليزية، والمنتمين لها يتنوعون ما بين سكان "الجزر البريطانية" وعدد من البريطانيين من مختلف الأماكن المحيطة بالجزر البريطانية، كما ينتمي إلينا بعض العائلات القبطية، خاصة من الأطفال الذين لا يجيدون التحدث أو فهم اللغة العربية، فضلا عن الأقباط الذين يسكنون بعيدًا عن كنائسهم القبطية الأرثوذكسية بعدة أميال. أستطيع أن أقول أن معظم هؤلاء الذي يتعبدون بالكنيسة البريطانية الأرثوذكسية هم من البريطانيين الأصليين، ولكن يضاف لهم عدد من المجتمعات الأرثوذكسية الأخرى التي تفضل ممارسة العبادة باللغة الإنجليزية والثقافة الإنجليزية.
ما هي هوية هذه الكنيسة قبطية أم بريطانية؟
الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية تسعى أن تكون "بريطانية" وأرثوذكسية، كما أنها أيضًا تتعبد بنفس طقوس الكنيسة القبطية ونفس الملابس الكهنوتية للكهنة والأساقفة، وبنفس الصلوات والأصوام والأعياد، كما نعلم بنفس اللاهوت والروحانية القبطية الأرثوذكسية، ولكن كون الكنيسة بريطانية فهذا يعني أنها تستخدم اللغة الإنجليزية، والثقافة الاجتماعية للكنيسة هي أقرب للثقافة الجزر البريطانية منها إلى المصرية.
البابا تواضروس والأب بيتر فارينجتون أثناء القداس الذي أقيم بميلانو في إطار فاعليات مؤتمر كهنة أوروبا?
البعض يسمي الكنيسة بـ"القبطية البريطانية".. هل هذه هي التسمية الرسمية؟
الاسم الرسمي لها هو "الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية التابعة لبطريركية الأقباط الأرثوذكس"، وهذا الاسم يشرح التوازن ما بين كون رعاياها من مجتمع بريطاني وبين كونهم جزء أساسي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأعتقد أنه أقرب إلى المستحيل لشخص بريطاني أن يصبح مصريًا إذا كان هذا المقصود بكلمة "قبطية"، ولكن إن كان المقصود بها أنها كنيسة أرثوذكسية في تعاليمها وتقاليدها فإن كنيستنا بكل تأكيد وفخر هي جزء من المجتمع القبطي الأرثوذكسي.
ماذا عن الليتورجيا (الصلوات الطقسية) والألحان التي تستخدمونها في الكنيسة؟ هل تؤدون نفس الألحان القبطية باللغة الإنجليزية؟
الكنيسة البريطانية الأرثوكذسية تستخدم الطقوس القبطية الأرثوذكسية ولكنها أيضًا تستخدم الليتورجيا الأرثوذكسية القديمة للقديس يعقوب الرسول، وهي تختلف قليلًا عن ليتورجية القديس باسليوس الموجودة بالكنيسة القبطية، أما الألحان المستخدمة فهي بسيطية نوعًا ما، وسهلة لهؤلاء الذين يتعبدون مع البريطانيين الأرثوذكس من خلفيات مختلفة كي يتمكنوا من فهمها بسرعة.
كيف تسير الأمور في ظل العلاقات الأخوية ما بينكم وبين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟
مطران الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية الأنبا سيرافيم هو عضو رسمي بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو السادس بين الأساقفة في ترتيب المتقدمين من أعضاء المجمع، والعديد من المنتمين لكنيستنا البريطانية الأرثوذكسية زاروا مصر في أكثر من مناسبة، وأنا على سبيل المثال كنت متواجدًا في القاهرة في يناير حيث ألقيت كلمة في المؤتمر الذي أقامه كاهن كنيسة كيلوباترا أبونا داوود لمعي وسجلت عدد من اللحلقات لأكثر من 30 برنامجًا بقنوات الكنيسة القبطية مثل "أغابي" و"سي تي في"، و"سي واي سي".
البابا شنودة مع الأنبا سيرافيم مطران الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية?
إذا تحدثنا عن المؤتمر الذي أقيم في إيطاليا.. ماذا يمثل لكم حضور البابا تواضروس بنفسه لمؤتمر كهنة أوروبا؟
إن وجود قداسة البابا تواضروس كان مهمًا للغاية لأنه يمثل وحدة الإكليروس والشعب الأرثوذكسي، كما كان فرصة طيبة للقاء قداسته والتحدث معه والاستماع لتعاليمه الروحية، كما شعرنا جميعًا في المؤتمر أنه بالرغم من الخدمة المتسعة التي يتحمل مسؤوليتها البابا في جميع أنحاء العالم إلا أنه لم ينسى أبدًا احتياجات أبنائه والتزامه بخدمتهم.
البابا تواضروس والأب بيتر فارينجتون أثناء القداس الذي أقيم بميلانو في إطار فاعليات مؤتمر كهنة أوروبا?
كم كان عدد الحاضرين ونوعياتهم؟
لقد كان المؤتمر مهمًا جدًا، إذ حضر أكثر من 10 أساقفة وأكثر من 150 كاهنًا وراهبًا وخادمًا وحتى زوجات الكهنة وجميعهم يخدمون بأوروبا، وكان معظمهم من المصريين، إلا أن البعض منهم ولد وعاش في أوروبا، ومجموعة من الحاضرين كانوا من الأرثوذكس ذو الأصول الفرنسية وهم الذين يخدمون تحت رعاية الأسقف الفرنسي الأرثوذكسي التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا أثناسيوس، وكنت أنا أمثل الأرثوذكس ذو الجذور البريطانية.