من الصيد في عرض البحر، إلى الوقوف على الشاطئ، ومن الاستيقاظ فجر كل يوم، إلى النوم بعد منتصف الليل، والسبب "أكل العيش".

من صياد إلى بائع شاي..حالة انتشرت بين صيادي الإسماعيلية في الفترة الماضية، ولاسيما الشباب لعدم قدرتهم على الصيد في مجرى قناة السويس، بسبب تشديد الإجراءات الأمنية.

يقول أحد المتضررين من الوضع، ويدعى محمود عبدالتواب: "لفينا كعب داير من الزراعة للمسطحات للمحافظة لكل الجهات الأمنية علشان نصطاد لكن للأسف البحر اتقفل في وشنا لتأمين القنال".

بعدما أغلقت الأبواب في وجه عبدالتواب لم يجد أمامه سوى العمل "بائع شاي" على الكورنيش في محاولة لإيجاد 10 جنيهات في اليوم، حسب تعبيره، للإنفاق على أسرته وأربعة آخرين من أشقائه البنات.

ويضيف عبدالتواب لـ"دوت مصر": "جبت كوبايتين وبوتاجاز ومع اتنين أصحابي قدرنا ننضف المكان وبنينا الكافيتريا لتقديم خدمة للناس وبأقل الأسعار في محاولة لفتح باب رزق نعيش منه".

ويتابع، "نواجه أمر بالإزالة من قِبل الحي لعدم حصولنا على ترخيص واللي بيزيد المشكلة  عليه دين بمبالغ كبير لأصدقائي لبناء الكافيتريا التي تطل على البحيرة وكل طلبي بتقنين الأوضاع بدلًا من الإزالة".

ويقول صياد، يدعى، وليد عبدالحميد: إنه "اضطر لبيع كل ما يملك لبناء كشك صغير لبيع الشاي والقهوة على الكورنيش بعدما توقف عمله كصياد، والآن أنا مهدد بالإزالة رغم أن عدد من بائعي الأسماك تم تعويضهم، ولا نطالب إلا بإيجاد البديل لنعيش منه حتى لا يتشرد أطفالنا".

وتقول أم سيد، (50 عامًا): امتلك "فرش" صغير على الكورنيش لبيع الشاي والقهوة، تنفق منه على زوجها المريض بالكبد وباقي أفراد عائلتها".

وتتابع، "ابني من مصابي الثورة ومريض في البيت، وليس لدي مصدر رزق سوى عملي الذي أواصل فيه الليل بالنهار، للإنفاق عليهم وعلى علاجهم".

وتضيف أم سيد، أنها مُهددة في أكل عيشها بعد صدور قرار بإزالة الأكشاك المخالفة بطول الكورنيش، مطالبة محافظ الإسماعيلية بسرعة تدخله لإيجاد فرصة لها للإنفاق على أسرتها وعلاج نجلها وزوجها.

وبحسب العاملين على كورنيش الإسماعيلية، فإن عددهم يترواح ما بين 250 إلى 300 شاب، يعملون على المراكب واللانشات وداخل المقاهي.

وبسؤال رئيس حي أول الإسماعيلية، المهندس أحمد عبدالباقي، قال: إنه "ليس لديه أي معلومات يمكن الإدلاء بها في الفترة الحالية".