التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:45 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| في السودان.. "على المتضرر اللجوء للسلاح"

حمل السلاح في السودان أصبح هو اللغة السائدة، في ظل حالة التهميش التي تعاني منها الأقليات العرقية البعيدة عن المركز، رسخت الحكومات المتعاقبة هذه اللغة كوسيلة للتواصل مع هذه الأقليات من خلال معاملتهم كمواطنيين من الدرجة الثانية يعانون نقصا في الخدمات الأساسية، دون الالفتات لخطر هذه اللغة الدموية التي أصبحت اليوم هي وسلية التواصل بين معظم قبائل السودان، الذين أيقنوا ضرورتها لتقاسم الثروة والسلطة مع الحكومة الحالية.


سطرت المليشيات المسلحة في السودان تاريخا دمويا عنيفا مع السلطة المركزية، راح ضحيته الملايين في حروب أهلية مازال السودانين يكتوون بنارها حتى الآن، فحركات التمرد التي تقودها المليشيات المسلحة في السودان كانت دائما ماتخرج من عباءة المؤسسة العسكرية التي يدين أبناؤها بالولاء لقبائلهم أكثر من انتمائهم للمؤسسة.




الحركة الشعبية لتحرير السودان


لم يكن الرئيس السوداني جعفر نميري يعلم أن إرساله للعقيد جون قرنق للتفاوض مع بعض المتمردين في جنوب السودان هو أسوا القرارات التي اتخذها في عهده، إذ تحالف قرنق" مع متمردي الجنوب ليشكل أكبر مليشيا مسلحة في تاريخ السودان، في العام 1983، لتبدأ أكبر حرب أهلية مع 3 حكومات في تاريخ السودان إلى أن نجحت في فصل الجنوب في عام 2010، بعد حرب شرسة تخللتها فترة انتقالية لم تتجاوز 5 سنوات.


الحركة التي أخذت تربي جنودها في معسكرات أوغندا وكينيا كانت ترفع راية "العلمانية هي الحل" لأزمة السودان، وترى في الحكم الفيدرالي النموذج الأقرب لحكم السودان المترامي الأطراف والمتعدد العرقيات، إلا أن فكر قائدها ومؤسسها جون قرنق لم يتحقق بالرغم من اتفاقية السلام التي تقاسمت بموجها الحركة السلطة مع حكومة الإنقاذ، ودعم الجناح الانفصالي في الحركة انفصال الجنوب عقب اغتيال قرنق في 30 يوليو 2005.



واصلت الحركة نضالها عقب الانفصال عبر مظلمة "قطاع الشمال"، التي يقودها ياسر عرمان، واتخذت من منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ملفا جديدا للضغط على الحكومة بعد انفصال جنوب السودان، لتكون بؤرة توتر جديدة تشكل هاجسا في رأس النظام عبر مظلمة سياسية وعسكرية توفرها دولة الجنوب لقطاعها الشمالي، ووسط دعم دولي كبير لها في بعض المواقف التي تضغط فيها على نظام البشير. 




حركة جيش تحرير السودان


ارتبطت نشأت الحركة بأزمة دارفور التي اشتعلت في بداية الألفية الجديدة، حيث أسسسها عبد الواحد محمد نور في عام 2002 كواحدة من أقوى المليشيات المسلحة في دارفور، وبالرغم من قوة الحركة فإن هذا لم يمنعها من التعرض لاخترقات كثيرة من قبل الحكومة السودانية التي شقت صفوفها أكثر من مرة عبر تسويات سياسية استهدفت رفقاء عبد الواحد، لتوقع مع أركو مناوي الأمين العام للحركة اتفاقا للسلام في أبوجا، وتواصلت الانشقاقات تضرب الحركة إلى يومنا هذا، إلا أن الحركة ظلت شوكة قوية في ظهر النظام نظرا لثقلها العسكري القوي.



حركة العدل والمساواة


أحد أقوى الفصائل التي انشقت من حركة جيش تحرير السودان، بقيادة خليل إبراهيم أحد أبناء الحركة الإسلامية الذين انشقوا عليها عقب أزمة الترابي والبشير في التسعينات، وهو أحد أركان أجهزة النظام الأمنية التي اختلفت معه، ما دفعه للانضمام لحركة جيش تحرير السودان قبل أن ينفصل عنها ليكون حركة العدالة والمساواة في عام 2003، التي تحظى بظهير قبلي قوي في دارفور، ولها ثقل سياسي وعسكري كبير جلعها هدفا لحكومة البشير، التي اغتالت زعيمها خليل إبراهيم في 25 ديسمبر في معارك بجنوب كردفان، ومازالت الحركة تقتال بشراسة على كافة الأصعدة ضد نظام الإنقاذ رغم مقتل قائدها.



الجبهة الثورية


وحدت المليشيات المسلحة المقاتلة لنظام البشير قواها في تكتل عسكري قوي يحظى بتنسيق ميداني وقيادة عسكرية مشتركة لمواجهة النظام في الجبهات كافة، تحت مسمى "الجبهة الثورية" في عام 2012، ما مثل ضربة قوية للنظام الذي اجتهد طيلة السنوات الماضية في تفريق هذه القوى، برئاسة مالك عقار، وتسارعت خطواتهم لربط هذا التنسيق العسكري فيما بعد بتنسيق سياسي أشمل جمع لأول مرة قوى المعارضة السياسية بنظيرتها المسلحة بتكوين حركة "نداء السودان" في نهاية مايو الماضي.




مليشيات الجنجويد


هي إحدى المليشيات المسلحة المؤثرة في المشهد العسكري في دارفور، بدأت تظهر على الساحة في منتصف الثمانينات، إذ تتكون من عدد من أبناء القبائل العربية التي يبلغ عددهم قرابة الـ 5، تتمركز في جنوب دارفور وتنحدر من قبائل البقارة، التي تتميز برعاة البقر، أصبحت فيما بعد ذراعا عسكرية لمواجهة الحركات المسلحة ذات الأصول الإفريقية، لتخلق الحكومة صراعا من نوع مختلف في دارفور، صراع عربي ـ إفريقي تديره من خلف الستار عبر مليشيا الجنجويد، التي أصبحت تشكل بقيادة "حميدتي" قوة موازية للجيش السوداني في السلاح والعتاد.